قصر الحمراء يفتح قاعة واشنطن إيرفنج أمام الجمهور

الدبلوماسي الأميركي كتب روايته حول المكان الذي مكث فيه في بداية القرن التاسع عشر

TT

* في محاولة لتشجيع الجمهور على زيارة قصر الحمراء في غرناطة، جنوب إسبانيا، قررت إدارة القصر فتح قاعة الكاتب الأميركي واشنطن إيرفنج (1783 - 1859) لهذا الشهر، وهي من القاعات المغلقة أمام الجمهور.

وقاعة واشنطن إيرفنج، واسمها الأصلي قاعة الفاكهة، من القاعات المغلقة، وذلك حفاظا عليها لكونها قاعة مهمة جدا ولا تتحمل الكثير من الزوار. وفي هذه القاعة أقام الكاتب الأميركي إيرفنج، ليبدأ كتابة روايته ذائعة الصيت حكايات قصر الحمراء، وهي أيضا القاعة التي ترك على سقفها الفنانان خوليو الكيليس واليخاندرو ماينير، تلميذا الفنان الإيطالي رافائيل، عام 1573 الكثير من رسومهما.

والكاتب الأميركي إيرفنج هو دبلوماسي أميركي، كتب أولا عن كريستوف كولومبس، وأخذ يستمع إلى روايات حول قصر الحمراء وأهميته الفنية، ثم سافر عام 1828 إلى غرناطة، وهناك التقى بأحد المهتمين بقصر الحمراء وهو ماتيو خيمينيث، الذي صاحبه لزيارة قصر الحمراء، فأعجب به إيرفنج أيما إعجاب، في وقت كان فيه القصر قد فقد أهميته القديمة، وأصبح مكانا شبه مهجور، مليئا بالأوساخ وبالمتشردين. فأقام إيرفنج في القصر من يوم 9 إلى 20 مارس (آذار) عام 1828. وترك القصر فيه أثرا كبيرا، فعاد في العام التالي كي يقيم فيه من 4 مايو (أيار) إلى 29 يوليو (تموز) عام 1829. واتخذ قاعة الفاكهة في الحمراء كي يقيم فيها، وليبدأ بكتابة روايته قصص الحمراء، التي صدرت بعد ذلك في لندن عام 1832.

بلغ إعجاب إيرفنج بالقصر حدا أن كتب إلى أحد أصدقائه في 16 يونيو (حزيران) 1829: «إنني ملتصق بقصر الحمراء لدرجة أنني مسحور، ومن الممكن أنني لا أستطيع أن أتخلص من هذا السحر».

وفي روايته عن الحمراء التي اختلط فيها التاريخ بالخيال، يروي إيرفنج الكثير من الروايات الشعبية عن كنوز قصر الحمراء وخفاياه، وفيها يتحدث حول أسير إسباني فيه، كان صديقا لشخص عربي، ويعده الأخير بفك أسره باستعمال سحر معين، لكن بسقوط مملكة غرناطة العربية يتم طرد العربي، ويبقى الإسباني أسيرا داخل القصر.

وكانت هذه الرواية قد نالت شهرة عالمية واسعة، وكان لها دور في المساهمة بالانتباه إلى أهمية قصر الحمراء الذي كان مهملا تماما. وتقديرا لدور إيرفنج باعتباره أحد الذين ساهموا في التنبيه إلى أهمية قصر الحمراء، قامت إدارة القصر عام 1914 بنصب قطعة من المرمر تخليدا لذكراه، كما أن قصر الحمراء عاد مرة أخرى، في عام 2009 ليقيم معرضا خاصا عنه، لتكريمه بمناسبة مرور 150 سنة على وفاته، ومرور 175 على صدور كتابه، وفيه عرضت 189 قطعة تخص علاقته مع قصر الحمراء وتعلقه به.