لجنة التحكيم: أكثر الأفلام تضمنت أخطاء إخراجية ولم يفهم مغزاها

مهرجان الفيلم السعودي ينطلق في دورته الثانية وتعرضه قناة «روتانا أفلام»

لجنة التحكيم أثناء النقاش
TT

حلقة مثيرة للجدل قدمتها قناة «روتانا أفلام» ليلة أمس لمهرجان الفيلم السعودي في دورته الثانية، حيث دار النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم حول الأفلام الأربعة التي تم عرضها في الحلقة الأولى من البرنامج وهي «عايش»، و«غفوة ألم»، و«+ 18»، و«الجمبية»، واتفقت آراء أعضاء لجنة التحكيم (الروائي عبده خال والمخرجة السينمائية هناء العمير والدكتور فهد اليحيا والفنان عبد الإله السناني) على أن عددا من الأفلام لم يكن بالمستوى المطلوب واتسمت في مجملها بالكثير من الأخطاء الإخراجية منها التصويرية والصوتية، وحتى في سياق القصة، بينما خرجت بعضها عن مضمونها كفيلم سينمائي ولم تتضح ملامح محتواها أو فهم مغزاها.

دفة الحوار دارها مدير المهرجان المخرج ممدوح سالم، حيث لمح في البدء حول فيلم «عايش» وهو أول الأفلام التي عرضت، إلى قدرة المنتج والمخرج عبد الله آل عياف في استثمار أداء بطل الفيلم الفنان إبراهيم الحساوي حين قدم أداء لافتا ومؤثرا بشخصية حارس الأمن، وتدور الأحداث الرئيسة للفيلم بين جنبات مستشفى ويعيش فيها «عايش العايش» الذي يحرس ثلاجة الموتى ليغرق مع مرور السنين في الكآبة السوداوية، لكن الصدفة وحدها تسوقه لزيارة بسيطة لجناح حضانة الأطفال، ليرى بعدها النظرة التفاؤلية بالحياة ليخرج من أحضان الموت إلى إشراقة الأمل والمستقبل، فكان الفيلم بمثابة رسالة يوجهها بأن زوايا حب الحياة والتفاؤل بها تختلف مع النمطية التي يريد أن يعيش بها الإنسان، وأشار الدكتور فهد اليحيا صاحب النظرة السينمائية الثاقبة ومؤلف كتاب «كيف تصنع فيلما: مدخل إلى الفنون السينمائية» في تعليقه عن سياق قصة العمل إلى أن الفيلم يحكي عن المتناقضات بين الموت والحياة، منوها بأن الأداء كان ممتعا من بطل الفيلم حيث نجح المخرج بكل اقتدار في إظهار قدرة الفنان إبراهيم حساوي التمثيلية.

أما عن فيلم «غفوة أمل» الذي غلف أحداثه الصمت واحتوته الرمزية لحكاية أزلية عن اللامبالاة أو الصمت لما يحدث في عالمنا العربي من انتهاكات، فجاء تعليق الفنان المعروف عبد الإله السناني بأن فكرة أي فيلم تدور أحداثه من دون حوار قد تكون جيدة لكن الفكرة في هذا الفيلم لم تصل بوضوح، والسناني نفسه وجه إعجابه لبطل فيلم «+18» الفنان الشاب هاني محجوب الذي أجاد كثيرا بتجسيد أكثر من شخصية، ودعاه في آخر كلامه لمشاركته في برنامج رمضاني درامي، ويجسد الفيلم حالة صراع داخل النفس البشرية في رحلة البحث عن الهداية والسير في دروب الاستقامة، وهو من إخراج محمد الخزيم.

بدوره، استغرب الروائي عبده خال من الفيلم الوثائقي «الجمبية» الذي أخرجته المخرجة اليمنية المقيمة في السعودية سارة الزوقري، وقال إن ما شاهدناه ليس فيلما بل مجرد تقرير صحافي إعلامي ولا يمكن أن نقول إن ما شاهدناه في «الجمبية» فيلم وثائقي، وبينما أوضح مدير الحوار ممدوح سالم أن الفيلم عبارة عن مشروع تخرج وتحتاج سارة الزوقري إلى تشجيع، أبدت المخرجة هناء العمير إعجابها بفكرة العمل ولخوض المرأة هذه التجربة من الأعمال، ولكنها في الوقت نفسه لمحت إلى بعض الضعف في فيلم «الجمبية»، حيث أشارت إلى أن المشكلة كانت مع العدد والمجاميع الكبيرة الذين يتحدثون في الوقت نفسه، وأيضا يؤخذ على الفيلم أنه لم يعطنا فكرة ذات عمق عن «الجمبية» وتدور مشاهد الفيلم الوثائقي في حواري صنعاء القديمة للتعرف على جزء من الثقافة اليمنية التي صورت في اللباس التقليدي للرجل في اليمن.

يذكر أن «مهرجان الفيلم السعودي الثاني» من تقديم المذيع الشاب مجاهد العمري، ومن المنتظر أن يعرض المهرجان في دورته الثانية هذا العام أسبوعيا كل يوم أحد الساعة العاشرة مساء، على قناة «روتانا أفلام»، على أن يستمر لمدة ثمانية أسابيع يقدم من خلالها 35 فيلما سينمائيا اقتصرت هذا العام على الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية وأفلام التحريك.