باسم مغنية: أخالف رأي إيناس الدغيدي بأن المخرج هو من يصنع النجم

وصف مسلسل «العشق المجنون» بأنه لم يأخذ حقه في شبكة برامج رمضان

باسم مغنية
TT

قال الممثل اللبناني باسم مغنية إنه صار، حاليا، يتأنى في خياراته الفنية، فلم يعد يكثف من إطلالاته التمثيلية، لمجرد ممارسة المهنة، بل أصبح يفضل أن تكون الجودة هي التي تتحكم بالكمية، بحيث يكتفي بتقديم ولو عملا واحدا ناجحا في السنة على القيام بأكثر، ودون أن يترك أثرا إيجابيا على المشاهد.

وباسم، بطل المسلسل اللبناني «العشق المجنون»، الذي نشاهده على قناة «المستقبل» إلى جانب داليدا خليل ويوسف حداد وغيرهما، وصف هذا العمل بأنه يختلف تماما عما سبق وقدّم في الدراما اللبنانية، إن من خلال النص أو التقنية المستعملين فيه. ويشير مغنية إلى أنه من المؤسف أن لا يأخذ هذا المسلسل حقه في موسم رمضان الحالي، فلم يتم عرضه إلا على شاشة «المستقبل»، بينما كان سيحقق وقعا مدويا لو عرض على شاشة «إم بي سي» مثلا، كما ذكر في حديث لـ«الشرق الأوسط».

وقال مغنية: «الدراما اللبنانية كانت وما زالت تتمتع بكل عناصر الانتشار والنجاح العربي، وما حصل بعد مسلسل (روبي) من حيث الإقبال على مشاهدة الدراما اللبنانية، أو الاستعانة بممثلين لبنانيين في الدراما العربية ككل، ليس وليد الصدفة. رأي أنه وبمجرد عرض (روبي) على إحدى أهم المحطات الفضائية العربية (إم بي سي)، أخذ المسلسل حقه ودفع بباقي الشاشات إلى تبنيه بدورها».

وتابع: «لدينا جميع المهارات المطلوبة لصناعة الدراما منذ بداياتنا. الكاتبة كلوديا مرشيليان سبق أن كتبت أجمل المسلسلات التي لم تشهد ما شهده (روبي) من نجاح، لأنه وبكل بساطة لم تلقَ تلك الأعمال الفرصة نفسها».

وعن رأيه في اختراق عدة ممثلين لبنانيين أعمال دراما عربية، مثل «ورد الخال» في «نكذب لو قلنا ما بنحبش»، إلى جانب يسرا أو نادين الراسي المشاركة في «سنعود بعد قليل» و«الولادة من الخاصرة»، قال: «أعتبر ذلك تطورا أصاب الدراما العربية نفسها. ولعل الأزمات السياسية التي تتخبط بها بلدان عربية عدة ساهمت في ذلك، إن من خلال المواضيع المتناولة أو لواقع التصوير في لبنان كونه (الأهدأ)، بين باقي الدول المجاورة. أنا سعيد بذلك ولكني أعتبر أننا كدراما لبنانية كنا وما زلنا نملك القيمة الفنية نفسها».

وعن المسلسلات التي يتابعها في شبكة رمضان التلفزيونية، قال: «أشاهد بعض المقتطفات، منها (لعبة الموت) لسيرين عبد النور، وأخرى يشارك فيها ممثلون من لبنان، وكلها جميلة وحققت وقعا إيجابيا، وقد تميزت بهم».

وأضاف: «لقد مررنا بظروف صعبة في لبنان، لم نكن نجذب المنتجين للقيام بهذه الخطوة، والتقصير الذي شهدناه من قبل دولتنا أخر أيضا في انتشارنا كدراما. لاحظي اليوم الأتراك كيف يستعملون أعمالهم الفنية، وكيف يروّجون للمواقع السياحية في الدراما الخاصة بهم، مما درّ على دولتهم الربح الوفير. هذا الأمر لم يفهمه رجال السياسة في لبنان، حتى إنهم لا يعطونا نحن كفنانين القيمة المعنوية المطلوبة».

وباسم الذي حقق نجاحا في أدواره الرومانسية، فكان فتى الشاشة الصغيرة بامتياز، مما جعله يعمل في غالبية الأحيان ضمن هذا الإطار، دافع عن موهبته قائلا: «لا أدري، ربما شكلي الخارجي ساهم في ذلك، ولكنني لعبت أدوارا أخرى مختلفة تماما عن هذا الإطار، كما في (الغالبون) مثلا أو في (قيامة البنادق) أو حتى في الفيلم السينمائي (33 يوم) فأجدتها ونجحت فيها، وتركت الصدى الطيب لدى المشاهد».

وعن مهنة الإخراج التي يمارسها منذ فترة، حيث صور أكثر من فيديو كليب لفنانين معروفين، أمثال دومينيك حوراني وزياد برجي وكريم الشاعر وهاني حسين وغيرهم، اعتبرها وسيلة لإيصال أفكاره حول التصوير. واعتبر مغنية أن الإخراج ليس مهنة سهلة أو صعبة، بل يلزمها خلفية ثقافية فنية كبيرة، واحتراف في التقنية، وقال: «عادة ما أرتجل أثناء قيامي بهذه المهنة، فأبرز التفاصيل ولا أعول فقط على الزوايا أو الكادرات، المأخوذة بالكاميرا فقط، لإنجاح الكليب».

وعن رأيه بما رددته المخرجة المصرية إيناس الدغيدي أثناء الحوار الذي أجراه معها نيشان ديرهاروتيونيان في برنامجه الرمضاني «أنا والعسل 2»، إذ قالت إن المخرج أهم من الممثل، علّق بالقول: «لا أوافقها الرأي بتاتا، فليس هناك أحد أهم من الآخر، فلكل دوره حتى عنصر الإضاءة مهم. والممثل هو عصب العمل الفني، وليس صحيحا كما قالت أنها ستخترع نجما في أحد أعمالها المقبلة، لأنه لا أحد يستطيع ذلك، بل في إمكانه أن يكتشف صاحب موهبة ويبلورها أمام الكاميرا، ليس أكثر»، ويضيف: «لا أذيع سرّا أن إيناس الدغيدي اشتهرت بأفلامها التي تدور حول المحرّمات الاجتماعية، ولكنني متأكد أنها لا تعرف ولا تستطيع أن تصور فيلما بسيطا له حكاية عادية».

وتابع: «لا يمكن لأحد أن يصنع نجما، بل قد يكون صاحب رؤيا لا تخطئ، فيشتم رائحة موهبة فنان أو ممثل ما عن بعد، فيتبناه ويطلقه فيكون اكتشف وساهم في انطلاقته وليس صانعه».

وعن دوره في «العشق المجنون»، الذي يجسد فيه شخصية طباخ في فندق قال: «كان من الجميل اختيار مهن جديدة من قبل كاتب النص زهير قنوع، لم يسبق أن شاهدناها في بطولات درامية كالطباخ الذي أمثله والمجوهراتي الذي يجسّد دوره زميلي يوسف حداد، فخرج النص بذلك عن الكليشيهات، مما نقل المشاهد إلى أسلوب حياة جديد يختلف اختلافا تاما عن سابقاتها»، أما نهاية المسلسل، فرفض الإفصاح عنها مكتفيا بالقول إنها ستكون بمثابة مفاجأة للمشاهد. وعما إذا يهوى الطبخ رد: «أحب الطبخ، ولكنه لا يستهويني، بمعنى أنه شغفي، ولكن لدي لمساتي على بعض الأطباق التي أحضرها كـ(الطراطور) مثلا الذي أجيد صنعه، وكذلك ألجأ أحيانا إلى اختراع أنواع طعام معينة، كالسلطات والمشاوي، ليس أكثر».

أما عن مهنة الغناء التي كان له معها ثلاث تجارب، فاعتبر أنها هواية ليس أكثر، وهو لن يمتهنها يوما، وأنه يستعد حاليا لإطلاق أغنية، بعنوان «عايش فيي» من كلمات وألحان باسم يحيي، سيصورها هو نفسه قريبا.