ريما نجم: تلفزيون لبنان بيتي لكني قد أتركه للعمل في محطة عربية تناسب طموحي

أستخدم اللغة المحكية لكنني لا أدعو إلى تقعير أو تعقيد الفصحى

TT

أبدت المذيعة اللبنانية ريما نجم لـ«الشرق الأوسط» استعدادها لترك تلفزيون لبنان الرسمي اذا حصلت على عرض مهم في محطة عربية يناسب طموحها وتطلعاتها، مضيفة: «ان تلفزيون لبنان لم يظلمها حين لم يخصص لها برنامجاً خاصاً بها»، مشيرة الى ان «الوضع المالي الذي تمر به هذه المؤسسة اثّر على استمرارية البرامج المعروضة على شاشتها».

واعلنت عن دخولها الى المجال الاعلاني الذي لا يتعارض حسب رأيها مع مسيرتها الاعلامية. كذلك تطرقت الى الغناء الذي بدأته اخيراً. وكان لـ«الشرق الأوسط» معها هذا الحديث:

* تعتبرين عميدة مذيعات الربط في تلفزيون لبنان، ورغم تقديمك عدة برامج متنوعة تعودين دائماً الى ربط الفقرات مع ان السائد هو عدم استمرارية المذيعات في هذا المجال، لماذا؟

ـ الحقيقة انني مصرة على البقاء كوجه معتمد في ربط الفقرات على شاشة تلفزيون لبنان، لا سيما ان اطلالاتي تترافق مع احداث هامة فنياً واجتماعياً او سياسياً، ربما نتيجة الاسلوب الذي اعتمده في التقديم باللغة الفصحى المطعمة باللهجة المحكية. وانا اعتبر ان ربط الفقرات تسويق للمحطة وشهادة للمذيعة بأنها متجددة وصاحبة شباب دائم وهذا دليل صحة وعافية. ثم ان تلفزيون لبنان معروف محلياً وعربياً بعد ان بدأ اخيراً البث الفضائي. وهذا بحد ذاته جيد بالنسبة لي ولمسيرتي الاعلامية.

* اذن انت لا تجدين ان تلفزيون لبنان ظلمك بعدم تخصيص برنامج يحمل بصمة ريما نجم؟

ـ لا احب ان القي الضوء على كواليس تلفزيون لبنان الذي اعتبره بيتي لكن اعتقد ان الجميع اصبحوا يعرفون وضع التلفزيون العام، مما يجعله غير قادر على توفير الامكانات المطلوبة لنجاح برنامج ما وضمان استمراريته، من دون ان ننسى عدم قدرة التلفزيون على دفع الاتعاب والمكافآت للموظفين التي تعتبر تقديراً معنوياً يدفعهم للاسترسال في عملهم. لكن ذلك لا يعني انني اعتب على مؤسستي التي اعتز بها لأنها تضم طاقماً بشرياً متخصصاً، كما انها خرّجت كبار الناجحين في المجالات المختلفة. لكن المال، وهو عصب الحياة، كان سبباً من أسباب توقف برنامجي الخاص «ليالي لبنان».

* في حال قدم اليك عرض مناسب لترك تلفزيون لبنان والانضمام الى محطة اخرى هل تفعلين؟

ـ لا اخفي عليك انني جاهزة لأي فرصة تتناسب مع امكانياتي، خصوصاً ان العمل في محطات عربية لن يسبب لي مشكلة، كوني اعتبر ان الوطن العربي وطني الكبير لكثرة صداقاتي في الاقطار العربية.

* ماذا عن القرار الذي صدر عن تلفزيون لبنان بمنع موظفيه من العمل في محطات اخرى؟

ـ لا تعليق. كل ما اريد قوله هو ان برامجي ما زالت مستمرة على المحطات العربية. اما في بيروت فأملك فسحة من الوقت لأسجل اعلانات صوتية وهناك مشروع لتصوير اكثر من اعلان لحساب التلفزيون.

* اذن انت لست ضد الاعلان ولا تعتقدين انه قد يفقد الاعلامي بريقه؟

ـ في السابق كنت اتحفظ بناء على طبيعة السلعة وطريقة تقديمها. لكنني ارى ان الاعلان ينتمى الى عائلة التلفزيون. اضافة الى ان هناك وجوهاً اعلامية تبقى عادية واخرى تتعدى الاطار الى الشمولية، فيصبح اصحابها موضع ثقة من المشاهدين، لذلك تفضل شركات الاعلان ان تستثمرهم في الترويج لسلعها. وبالنسبة لي فإن اطلالتي عبر الاعلان لن تتخطى الاطار العام الذي وضعته لنفسي، ويتمثل في رفض استهلاك الاطلالة مع تكثيفها حين تدعو الحاجة، فالاعلان تتغير مواضيعه دائماً لضمان جذب انتباه المستهلكين.

* يلاحظ عليك استخدامك اللغة الفصحى المطعمة بالعامية على عكس غيرك من مقدمي البرامج او مذيعات الربط، هل هي رغبة منك بالتميز عن غيرك ام ماذا؟

ـ لقد تربيت في بيت علم وفكر، حيث كان والدي فضل نجم رحمه الله مربياً ومفكراً ووالدتي تعمل في المجال التربوي، فتعلمت واشقائي ان نختار مفرداتنا الخاصة في حياتنا اليومية من باب الاناقة. اضافة الى ان بدايتنا في تلفزيون لبنان كانت باللغة الفصحى ثم اخذت تتحول الى المحكية. وانا لم اتمرد بل خلقت لنفسي لغة تشبه شخصيتي التي ترفض اللهجة الاقليمية. لا سيما انني وجدت نقصاً كبيراً لدى اطفالنا في التعاطي مع اللغة العربية الفصحى. لكنني لا ادعو الى تقعير او تعقيد اللغة الفصحى، بل اعتماد اللغة البسيطة السهلة والمفهومة.

* ما رأيك باعتماد مسؤولي المحطات على الجمال وحده كمعيار لاختيار المذيعات ومقدمات البرامج؟

ـ اعتقد ان المشاهد العربي اذكى من ان يتورط بطعم جميل سكري المذاق. لا يعني ذلك انني ضد الجمال، لكن الجمال هو مجموعة عناصر مجتمعة في ما بينها. وفي المحطات العربية هناك مذيعات عربيات قد لا يتمتعن بالجمال الباهر لكنهن غير متكلفات ويتعاطين مع المشاهد بطبيعية، مما يجعله يتجاوز شكلهن الى المضمون، فالتلفزيون ليس مطلوباً منه توظيف العارضات والفتيات الجميلات فقط.

* بالانتقال الى الغناء الذي طرقت بابه اخيراً، كيف حدث ذلك؟

ـ لا اخفي عليك انني شغوفة بالغناء، ولم يمر يوم علي من دون ان اغني ليس فقط بشكل فردي وانما ضمن حلقة من الاصدقاء وقد سبق لي ان درست «سولفاج» لأدعم هوايتي بالدراسة. ومنذ سنوات بدأ المقربون يحاولون اقناعي بالغناء علناً امام الجمهور الى ان سمعني الشاعر سعيد عقل في جلسة خاصة وقدم لي قصيدة «رنغاتا» لاغنيها، وفي البداية تحفظت لأن جو البيت لا يسمح بذلك لكنني بعد الالحاح وافقت. الا ان اول اغنية اديتها كانت من كلمات الياس ناصر لمناسبة عيد الأم وقدمتها في اكثر من محفل في الخليج العربي ولاقت قبولاً كبيراً.

* ما هي خطواتك المقبلة في الغناء، وهل يمكن ان تصدري شريطاً متكاملاً؟

- لا اعرف ما قد تجلبه الايام القادمة لكنني اشدد انني هاوية غناء ليس اكثر. وقد اطل في مهرجانات عربية، وذلك عبر مناسبات تضيف الى رصيدي والى الوطن الكبير لبنان. لا اقصد ان انتقص من قيمة غيري من الفنانين لأنني اصلاً لا اضع نفسي في مصافهم فأنا كما سبق وقلت هاوية للغناء.

* هل تتبعين خطاً معيناً في الغناء؟

ـ التوجه الاساسي بالنسبة الي هو المواضيع الملتزمة التي تعنى بشؤون الناس. قد تقولين لي ان الحب التزام وقضية، وهذا صحيح. لكنني حالياً اركز على المواضيع الوطنية التي ألخص عبرها افكاري، واترجمها الى اغنية هادفة ذات معنى.