نادين الراسي: أعيش خوفا عارما من المستقبل.. ومستعدة للتمثيل بأي لهجة عربية

طالبت الممثلين اللبنانيين بالتوقف عن التذمر لأنهم يعيشون وضعا ماديا مريحا

نادين الراسي
TT

وصفت الممثلة اللبنانية نادين الراسي الحالة التي تعيشها اليوم بالمرعبة وبأنها باتت تخاف مما سيحمله لها الغد بعد النجاحات الكثيرة التي حققتها في الفترة الأخيرة. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هي حالة من القلق الفظيع أعيشها اليوم لا أدري لماذا، فأنا خائفة من المستقبل وكيف سأمضي فيه، خائفة من الفشل، فكلما نويت أن أستمتع بنجاح عمل ما ينقلب السحر على الساحر فأشعر بالرعب فأسأل نفسي: وماذا بعد؟!». وتضيف: «خائفة من أن أتعثر أو أن أهوي أو ألا أقدم الأحسن. هو شعور ثقيل يرافقني حاليا ولا أستطيع التخلص منه».

نادين التي تابعها المشاهد العربي أخيرا في موسم رمضان، شاركت في مسلسلين سوريين لقيا نجاحا كبيرا، وهما «سنعود بعد قليل» و«الولادة من الخاصرة» في جزئه الثالث الذي كان عنوانه «منبر الموتى»، مما توج مشوارها التمثيلي بالنجومية العربية.

تلمس لدى نادين الراسي طاقة أعمق وأكبر عندما تقول: «أنا مستعدة للتمثيل بأي لهجة عربية مطلوبة مني ضمن دوري. لقد انتقدني البعض لأنني تكلمت السورية في هذين المسلسلين بعد أن كنت أردد أنني لن أشارك بأي عمل درامي عربي إلا بلهجتي اللبنانية، ولكن بعدما حققت انتشارا عربيا وصرت معروفة بالممثلة اللبنانية نادين الراسي قررت أن أقوم بهذه الخطوة لأنها جاءت في الوقت المناسب». وتتابع: «لقد فرضت علي بعض أدواري السابقة التكلم بالروسية والإسبانية وأستطيع أن أجيد الأردنية والمصرية وربما التونسية إلى جانب السورية فليس لدي مشكلة بذلك. فالأهم بالنسبة لي هو أن يعرفني المشاهد بالممثلة اللبنانية، فأنا ضد أن أبيع هويتي من أجل نجاحاتي».

وهنا استوقفتها حول ما قالته عن اللهجة المصرية فردت متحمسة: «نعم أنا أجيد المصرية وفي استطاعتي أن أؤدي دور فتاة من الصعيد ولكني أفضل قبل ذلك أن يتعرف إلي المشاهد المصري بدور باللبنانية. فكم من مرة شاهدت ممثلين في مسلسلات مصرية لم أكن أعلم أنهم لبنانيون لأنهم ناجحون في مصر وليس في لبنان. فليس هناك أسوأ من أن تحققي نجاحاتك على حساب هويتك أو بدءا من خارج بلدك. فمشكلة اللهجات ولت والإنتاجات الضخمة للدراما العربية قضت عليها. ولكن الأهم هو الحفاظ على هويتي».

وعن دورها الأخير في مسلسل «أماليا» الذي يتابعه اللبنانيون حاليا على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، قالت: «هو عمل متكامل فيه الكثير من الواقع اللبناني الذي نعيشه والذي كنا نخاف أن نتحدث عنه في أعمالنا الدرامية بالأمس. فهو يسلط الضوء على الطائفية ويشرحها بانفتاح وأنا سعيدة لكون الناس تعلقت به منذ حلقاته الأولى لأنه لامسهم عن قرب». ورأت أن دورها في «أماليا» تطلب منها أن تظهر دون ماكياج وبثياب امرأة فقيرة، وأن أي ممثلة غيرها لم تكن لترفض أن تظهر بهذا المظهر لأن الدور يفرض عليها ذلك. وكانت الصحافة اللبنانية قد وجهت إليها انتقادا في الماضي لظهورها في أحد أعمالها (لولا الحب) بماكياج كامل وهي مستلقية على سرير في المستشفى إثر تعرضها لحادث سير كما تنص القصة، فتعلق: «نعم لقد كانوا على حق بانتقادهم وأنا اعتذرت يومها منهم ومن جمهوري لهذه الهفوة التي ربما لم نعرها اهتماما (المخرج وفريق العمل) لكوني كنت أجسد دور مذيعة تلفزيونية تعرضت لحادث إثر خروجها من عملها ولكني تعلمت ألا أهمل تفاصيل مشابهة في أعمالي بعدها ما بقي مسموحا الغلط». ونادين التي أغرمت في النص قبل تمثيله قالت: «ما زلت مغرمة بالعمل حتى اليوم، فمسلسل (أماليا) هو لبنان الواقع والحقيقة».

وعن أكثر ما أعجبها في دورها الجديد قالت: «أحببت معاناة الأم. فتألمت معها ولا أبالغ إذا قلت (ذبحني هذا الدور)، فأنا لا أتخيل أن أحرم من رؤية أولادي يوما ما ولا أقبل به ولذلك عشته بجوارحي وما زال لدي حتى اليوم جزء من (أماليا) في أعماقي فأنا مثلها تماما كالهرة التي في استطاعتها أن تخدش إذا اعتدى أحدهم على أولادها».

وعما إذا كانت تحتفظ من كل شخصية تلعبها بجزء منها في داخلها ردت: «نعم، فإن كل شخصية ألعبها أمتصها وأشربها فلا تعود تفارقني بعض ملامحها وأتعلم منها فتتحول مع الوقت إلى مخزون من المشاعر». وترى نادين مثلا أن العبارة التي رددتها في مسلسل «عصر الحريم» (أنت تؤمن بالحبر وليس بصلات الدم) هي حقيقة تدفعها بعض المواقف في حياتها اليومية أن ترددها، وتقول: «من المفيد أن تعيشي تلك الشخصيات فهي تزودك بخبرة الحياة دون أن تتعرضي فعليا لمطباتها». واعترفت الراسي أن بعض الأدوار تؤثر عليها سلبا فتصاب بانهيار عصبي مؤقت أو بحالة اكتئاب وأنها تتخلص من هذه العوارض عندما تجتمع بزوجها وأولادها، عندها فقط تشعر بالطمأنينة.

وعن الأثر الذي تركه لديها الممثل دريد لحام بعد مشاركتها معه في مسلسل «سنعود بعد قليل»، قالت: «هو مدرسة وإنسان رائع عملاق في التمثيل ومتواضع وسعدت بالعمل معه وقد تعرفت إلى زوجته وهما عصفورا حب لا مثيل لهما».

وحول الوضع المادي الحالي للممثل اللبناني أجابت: «هو اليوم أفضل بكثير من الماضي، فقد زادت أجورنا بشكل لافت فتضاعف وليكف البعض عن (النقيق) والقول إن الفن لا يطعم الخبز، فلطالما عاش أهل الفن برغد، وما يشاع بأن أجور الممثلين ضئيلة هو غير صحيح بالمجمل. وأنا أتحدث هنا عن الفئة الأولى منهم ومن يشفق أو يحمل هم آخرتنا أقول له ليس من المقبول الكذب على الناس. إن أجورنا جيدة». وكانت الصحافة اللبنانية قد سربت أخيرا خبرا مفاده أن نادين الراسي تقاضت 100000 دولار لقاء قيامها بعمل درامي.

وسألتها عما يكون رد فعلها في ما لو جاءها عرض للتمثيل في مسلسل تركي فقالت: «إذا أخذوا مسلسلا لبنانيا مقابل مشاركتي فيه أوافق ولكن شرط أن أتكلم اللبنانية في العمل».

وعن تجربتها في مسرحية «شمس وقمر» إلى جانب عاصي الحلاني قالت: «أنا فخورة بهذه التجربة ويكفي أنني وقفت وغنيت إلى جانب هذا الفنان وهو عمل ترك إيجابيات كثيرة على مشواري الغنائي والتمثيلي رغم أنني ترددت كثيرا قبل القيام به». أما عن علاقتها بباقي الممثلات في لبنان فقالت: «أنا مش مقصرة مع أحد منهن، فسيرين عبد النور زرتها وهنأتها بمسلسل (لعبة الموت) في استوديو التصوير مباشرة، وورد الخال حبيبة قلبي وبيننا علاقة جميلة وأحببت جدا دورها في (نكذب لو قلنا ما منحبش)، وأعتقد لو جمعونا ثلاثتنا في عمل واحد لكنا كسرنا الدنيا».