استمرار احتكار الرجال لأدوار «الأكشن» في السينما المصرية

مخرجون ومنتجون لـ «الشرق الأوسط»: الفنانات اعتدن تقديم أدوار نمطية

TT

يحتكر النجوم الرجال أدوار «الأكشن» في السينما المصرية رغم أن المرأة حاولت الاقتراب من تقديم تلك الأدوار بشكل استثناني، كالدور الذي لعبته نجلاء فتحي في فيلم «المرأة الحديدية» وبعض الأدوار التي لعبتها الفنانة سماح أنور في بعض أفلامها مثل «المذنبون الأبرياء»، والفنانة نادية الجندي أيضا قدمت «الأكشن» في بعض أعمالها.

لكن نجمات السنوات الأخيرة لم يفكرن على ما يبدو في اقتحام مثل هذه الأدوار واكتفت بتمثيل الشخصيات النمطية المعتاد عليها الجمهور، ولم تستطع أي فنانة لفت نظر أي منتج أو مؤلف لإقناعه بإنتاج وكتابة هذه الأعمال، فالمواصفات المطلوبة لأداء هذه الأدوار لا تتوافر في بعضهن كالتكوين الجسدي الذي لا يسمح لهن بإقناع الجمهور في نوعية أدوار الأكشن.

وهنا يظهر سؤال: متى نرى فنانة تتمرد على الأدوار النمطية وتخترق عالم أفلام الأكشن؟ وهنا يجيب المختصون، حيث ترى المؤلفة فتحية العسال أن المرأة لعبت أدوار الأكشن بالفعل وبأشكال مختلفة في السينما وقدمتها الدراما بالأفكار والموضوعات الجريئة المشوقة. وتقول عن «أكشن الحركة» إنها من المتوقع أن تجسد المرأة مثل هذه الأدوار في الأعمال الفنية في الأيام المقبلة بعد دورها في ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 حيث غيرت التاريخ، وأكدت أنها قادرة على أداء كل الأدوار.

أما الكاتب بشير الديك فيقول إن الفن ناقل للواقع، لذلك لا نرى امرأة تمارس العنف تجاه المجتمع، لذلك الأعمال الفنية تنقل هذا الواقع لكي يصدقها الجمهور، وليس معني ذلك أنه لا بد من نقل الموضوعات كالصور. ويوضح الديك أن هذا يعيب الفن، لأنه نمطي في تقديم الموضوعات الخاصة بالمرأة.

ويطالب الديك بوجود نوع من الفانتازيا كما فعل مؤخرا الفنان أحمد مكي، مشيرا إلى أنه «من خلال كثرة الأعمال الكوميدية التي تسخر من الواقع يمكن أن تقدم المرأة الأكشن ولكن ليس بالشكل الذي يقدم في السينما الأميركية، والذي لا أؤيده، ولم يحقق النجاح المرجو منه نظرا لخروجه عن حدود الواقع، بجانب أنه يصعب تنفيذ هذا النوع من الأفلام هنا بسبب الكثير من العوامل، منها طبيعة المجتمع والتطور العلمي التي نفتقده، والتكنيك العالي في تقديمها، بالإضافة إلى الحاجة إلى ميزانيات مالية مرتفعة».

وأضاف قائلا: «ستظل المرأة تقدم الأدوار العادية لحين إشعار آخر حتى يوجد لدى القائمين على الصناعة الخيال والرؤية الواسعة وأيضا استعداد الفنانات على تقديم هذه الأدوار من حيث الاستعداد البدني وغيره».

ويؤكد المخرج معتز التوني أن «أدوار الأكشن أحيانا لا نصدقها من الرجل إلا إذا بذل مجهودا كبيرا يضاهي 10 أدوار تقليدية، فكيف تجسد المرأة هذه الأدوار؟»، وأضاف أيضا أن «سينما المرأة لا يوجد لها جمهور في الوطن العربي، ونحن نعيش في سينما البطل الرجل».

وزاد المخرج التوني قائلا إن «المرأة في السينما دائما تلعب دور السنيدة، ولا يوجد من يهتم بدورها كما تفعل السينما العالمية التي تعطيها المساحة المطلوبة في كل الأدوار، وهذا لا يتعارض مع حقيقة أنه ومنذ فترة قريبة بدأت تظهر تجارب نسائية منها ياسمين عبد العزيز ومني ذكي وغيرهما».

أما المنتج جمال العدل فقال إنه متحمس لتقديم عمل فني يدور في إطار الأكشن وتكون بطلته فنانة، ولكن بشروط، منها أن يكون لديها الاستعداد لذلك ويكون بناؤها العضلي سليما وتركيبتها الجسمانية مناسبة للدور. وأوضح العدل: «لا أقلق من رد فعل الجمهور، فهو سيتقبل التجربة إذا تم التحضير لها بشكل جيد كما فعلت الفنانة مني زكي في فيلم (مافيا) وقامت بتعلم الكاراتيه بإتقان لكي يصدقها الجمهور عندما تقوم بضرب رجل، كما فعلت حينما ضربت أحمد السقا في العمل»، مشيرا إلى أن «الأكشن يتطلب جرأة كبيرة من الممثلة لأن الجمهور عندنا لا يتقبل مشاهد الضرب والحركة من الفنانة مثلما يتقبلها من الرجل، إلا في حالة وجود المصداقية في العمل».