«من أحلى بيوت راس بيروت» مسلسل جديد يتناول مشاكل المراهقين وعلاقتهم بالأهل

TT

أكد الكاتب اللبناني مروان نجار لـ«الشرق الأوسط» أن المسلسل الجديد الذي يكتبه للمؤسسة اللبنانية للإرسال «L.B.C.I» تحت عنوان «من أحلى بيوت راس بيروت» «يشكل سابقة على أكثر من صعيد لأنه العمل التلفزيوني الأول الذي يطرح علاقة الأهل بأولادهم عندما يبلغون سن المراهقة، ذلك العمر المهمل المتأرجح بين الطفولة والنضج».

وأضاف: «كذلك نحاول الاجابة عن الأسئلة المحرجة التي تنشأ عن التحولات الطارئة على أولادنا في هذا العمر، لنساعد الأهل على رؤية صورتهم في عيون أولادهم».

والبطل الرئيسي للمسلسل كما قال نجار هو البيت «لأن البركة راسخة فيه وعميقة وقديمة قدم سقفه وجدرانه لحماية أحلام المراهقين العزيزة. وهو ككل قيمة جيدة في هذا البلد المهدد بالزوال. لكن ذلك لا يعني أن هدف المسلسل التركيز على الحجر وأهميته بل المعاني التي يحتضنها بحيث ارتبط مصيره بمصير سكانه وآمالهم ومخاوفهم والعكس صحيح».

ويقع العمل في 15 حلقة قابلة للزيادة تحمل توقيع المخرج ميلاد ابي رعد، مدة كل حلقة ساعة واحدة تتنقل موضوعاتها بين «هموم المدرسة وعلاقة الولد بوالديه، وبجسده وأولاد جيله وصولاً إلى أخطار المخدرات وسائر المغريات التي قد تتجاوز أحياناً طاقة الأهل على حماية أولادهم».

عن هذا الأمر يقول نجار: «نحن لا ندعي اننا نملك حلولاً جاهزة لهذا الكم من المشاكل التربوية، لكننا نعلم أننا نفتح نافذة جديدة بين هذين الجيلين المتناقضين ليعرفا كيفية التعاطي مع الآخر مع امكانية وجود اشارات موحية إلى الحلول المنشودة». وقد استغرق المسلسل الكثير من الجهد في كتابة حلقاته التي لا تسلسل رواية واحدة، لكنها في نفس الوقت لا تنفصل عن بعضها البعض، فهي تمتد في خطوط متشعبة تجمع الأبطال ومشاكلهم المختلفة. وهذا الأمر كما يوضح نجار «يتطلب من الكاتب الجمع بين المراقبة والخيال والتنظيم البياني لخلق توازن بين القصص خشية الوقوع في فخ الملل أو حدوث فجوة في النص».

واللافت في المسلسل أن معظم أبطاله من الوجوه الجديدة القادمة إلى عالم التمثيل من دون خبرة أو تمرس، وتتراوح أعمارهم بين 10 و20 سنة. إذ تجنب الكاتب الاستعانة بالوجوه التي طبعت مسلسله السابق «طالبين القرب» ليعطي الفرصة لغيرهم. ويصل عدد الممثلين في «من أحلى بيوت راس بيروت» إلى 100 عنصر ما عدا الكومبارس من بينهم بضعة ممثلين مخضرمين للعب دور الأهل وهم رندة كعدي وعاطف العلم وأسعد رشدان.

تؤدي رندة كعدي دور السيدة نجوى صاحبة البيت التي تحول منزلها إلى مهجع للطلاب لتحل مشكلة مالية تتعرض لها. وتعترف رندة أنها قبلت الدور فور قراءته لأنها معتادة على أسلوب نجار في الكتابة.

وتصف كعدي الشخصية التي تلعبها بأنها «امرأة تخاف الله، حنونة في تعاملها مع الناس، لا سيما الأولاد الذين يفقدون أهلهم، ومع ذلك لا يمكن أن يقال عنها أنها تقليدية التفكير». وهي ترى أن صعوبة الدور تكمن في طبيعية الشخصية «التي لا تسمح للممثل أن يدخل عليها كليشيهات اعتيادية كي لا يخرج عن الخط المرسوم لها، وتفرض عليه الابتعاد عن المبالغة والمواقف الرنانة».

وعن التعاطي مع هذا الكم من الأولاد تقول رندة «وجدت صعوبة في التعاطي مع أولاد لا يملكون خبرة، لكن حضورهم ساعدني على التصرف بطبيعية كما تفرض علي شخصيتي. كما وجدت لديهم امكانات كبيرة على العطاء».

فيما أحب الفنان أسعد رشدان شخصية وليد التي يلعبها، لأنها مختلفة عن الأدوار التي يؤديها في أعمال أخرى، كما أنه وجد فيها الفرصة لتسليط الضوء على تلك الشريحة من الناس التي تعطي أكثر من غيرها. فشخصية وليد كما يصفها رشدان «انسان عادي يعاني من مشاكل صحية جعلته غير قادر على الإنجاب، لذا يتزوج امرأة مطلقة لديها ابنة. لكن بدل أن يترك مشكلته تتآكله وتحوله الى شخص عدائي يتآخى مع هذه المشكلة، وان كانت تنعكس على بعض تصرفاته أحياناً، وينجح في أن يصبح أباً مثالياً يكسب حب الابنة واحترامها أكثر مما تفعل مع أمها الحقيقية». ويضيف «من هذا المنطلق فإن الرسالة التي تحملها شخصية وليد هي التركيز على أن الأب هو الذي يربي وليس الذي ينجب. فالأهل لا يستطيعون أن يورثوا أولادهم خصالهم الحميدة بل يجب أن يزرعوها فيهم وهذا ما ينجح فيه وليد». وكون الشخصية عادية فإن الجمهور سيتعاطف معها أحياناً وقد يقف ضدها في مواقف أخرى لكنه سيتماهى معها كونها مستقاة من واقعه الاجتماعي.

ويؤدي عاطف العلم دور المحامي اسكندر الذي فاته قطار الزواج ويعيش في منزل مجاور للسيدة نجوى مع خادمته التي تمطره دائماً بوابل من الأمثال الشعبية، مما يضفي على المشاهد طابعاً طريفاً الى حد ما.

ويتحدث العلم عن الشخصية فيقول «دوري ليس كبير الحجم لكن موقعه مميز بين الشخصيات الأخرى للطرافة الموجودة في شخصيته والتي تنفلت منها على شكل مواقف كوميدية يتعرض لها. كذلك فهو إنسان محب يعشق السيدة نجوى، لكنه يخاف أن يصرح لها بحبه ومع ذلك يبذل الغالي والنفيس في سبيل مساعدتها وخدمتها من دون مقابل».

وبالنسبة الى وجود عدد كبير من المتبدئين في العمل رأى عاطف أن عفويتهم تخدم العمل وتساعد الممثلين على البقاء في الاطار الطبيعي المرسوم لهم وعدم الوقوع في فخ المبالغة الذي قد ينجرف فيه الفنان لاثبات براعته التمثيلية.

=