ضحك صحي

أنس زاهد

TT

عندما نشـأت فكرة برامج الكاميرا الخفية ـ في الغرب ـ موطنها الاصلي، كان الغرض من ذلك اعادة الاعتبار للبراءة والعفوية والسذاجة المميزة التي اختفت من قاموس الحياة اليومية للانسان في العصر الحديث.

ولقد كان السبيل الى ذلك هو ان تضبط الكاميرا الناس في الاماكن العامة، وهم متلبسين بالدهشة وبالسذاجة، او بالخوف والاحراج في ادنى معدلاتهما.

ولقد كان الانسان الغربي يضحك من اعماق قلبه وهو يشاهد نفسه على الشاشة وقد عاد طفلا بريئا يتصرف بعفوية تثير الضحك، لكنها لا تثير الاستهزاء.

ولأن هذا هو ما يحتاجه الانسان ليضحك ببراءة ونقاء، فقد نجحت اسكتشات «مستر بن» نجاحا مذهلا.

لقد اثارت هذه الشخصية ضحك الجمهور بعد ان نجحت في ان تجره الى التورط في عشقها والتعاطف معها.. والحقيقة ان الجمهور لم يتعاطف مع الشخصية بقدر ما كان يعبر عن حنينه للبراءة التي فقدها والطفولة التي ضيعها والتلقائية التي دهستها عجلة الحياة في عالم استهلاكي لا يعرف الرحمة.

لقد كان الغرب ولا يزال قادرا على ممارسة الضحك الصحي، وهو نوع من الضحك لا يمكن ان يتولد إلا من المشاعر الايجابية والنوازع الخيرة.