ضحك مرضي

أنس زاهد

TT

تحدثت في مقال البارحة عن ان الغرب لا يزال قادرا على ممارسة ما يمكن ان نطلق عليه «الضحك الصحي»، حيث يمارس الانسان الضحك مدفوعا بعاطفة ايجابية ونوازع خيرة. وقد ضربت مثالين على ذلك اولهما الكاميرا الخفية التي تمت ولادتها كفكرة في الغرب، وثانيهما الاسكتشات الذائعة الصيت المعروفة باسم «مستر بن».

في العالم العربي نحن نمارس الضحك مدفوعين في معظم الاحيان بعواطف سلبية ومشاعر عدائية.

في برامج الكاميرا الخفية مثلا التي تقوم على المقالب، نحن نستمتع بمشاهدة صنعها الآخرون، ونضحك اكثر كلما نجح المقلب في اظهار ضعف الضحية الذي يعبر عن نفسه اما بالغضب الشديد او بالخوف الذي يصل الى مرحلة الفزع.

وفي المسرحيات الفكاهية والمسلسلات او الافلام الكوميدية، يندر أن تعثر على عمل واحد يخلو من وجود شخصيات تتميز بعيوب شكلية كالسمنة المفرطة مثلا او كقصر القامة الشديد.. ومجرد اقحام شخصية من هذا النوع وتسليط الضوء عليها، هو عمل لا يزال يثير بكل اسف ضحك الناس.

اننا نمارس العدوان عن طريق الضحك، وهذا بدون شك ضحك مرضي.