القابلية للفناء

أنس زاهد

TT

بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الماضي كثر الحديث في الفضائيات العربية عن العولمة والغزو الثقافي الذي يتم بهدف إلغاء الآخر.. وطبعاً فإن الآخر دائماً ما يكون نحن، سواء كأمة عربية أم كأمة إسلامية.

شخصياً لا أميل الى تبرئة ساحة الأميركيين ولا أهدف الى الترويج الى صيغة العولمة التي ابتدعوها، لكني ايضاً لا أؤيد الأصوات التي تصورنا ضحية مؤامرة أميركية أو غربية الهدف منها تذويب هويتنا والقضاء على خصوصيتنا.

ان هذه الاصوات التي ترتفع من كل مكان في العالم لتعارض العولمة، لم يكن بمقدورها أن تصل الى كل الناس لولا ثورة الاتصالات التي مهدت الأرض أمام قطار العولمة السريع.. وهذا يعني ان معارضي العولمة يستخدمون ادواتها لمحاربتها، من دون أي احساس بالتناقض! كل هذا لا يعني انني لا أعي سلبيات العولمة، فالعولمة في جانب منها هي محاولة لإلغاء الآخر، لكن علينا ان نتذكر دائماً ان لا احد يستطيع ان يلغي الآخر إلا اذا كانت لدى الآخر القابلية الذاتية للفناء.

مثقفو العالم العربي يجب ان يعترفوا بفشلهم قبل أن يتهموا الآخرين.