جوي كرم: مسلسل «اخترب الحيّ» قلب المعادلة وانتصر على المسلسلات التركية

الممثلة اللبنانية تستعد للمشاركة في فيلم سينمائي عالمي

TT

قالت الممثلة اللبنانية جوي كرم إن كلام النص الذي يقال في أي مسلسل، هو الذي يخدم لغة الجسد لدى الممثل، فهو إما يبلور الدور ويجعله قريبا من الواقع، وإما يأخذه إلى مكان بعيد فسيصبح هيكلا بلا روح. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أحيانا يقول لي المخرج إنك تجيدين نقل الحالة النفسية للمشاهد بشكل رائع، فتبكين دون أن (تبكي) أي إن الحزن يكون واضحا في عيني من دون دموع، وهذا ما أقصد به هنا لغة الجسد». وتابعت: «أي عضو في جسدنا يمكننا أن نستخدمه في مهنتنا، إن من خلال العينين والفم واليدين أو حتى في الخطوات أو لفتة الرأس وتحريك خصلة من الشعر وغيرها».

والمعروف أن جوي كرم تشارك حاليا في مسلسل «اخترب الحيّ» الذي يعرض على شاشة (إم تي في) وتجسّد فيه دور الفتاة (سارة) التي تعيش حياة غير مستقرة بسبب شخصيتها الأنانية. وتقول في هذا الصدد: «لا أوجه شبه موجودة بيني وبين شخصية سارة، فأنا عكسها تماما في حياتي الطبيعية وأحب الاستقرار على جميع الأصعدة، ولكني آثرت أن أجسدها كما هي، وأخرجت كل ما لدي من مخزون عن شخصيات مشابهة أعرفها في الواقع، فأجدت لعب دورها كما هو وبتفاصيله».

وعن ردّ فعل الناس حول دورها هذا أجابت موضحة: «لقد تفاجأت بمدى تأثّر المشاهدين بهذه الشخصية، وأحيانا عندما ألتقي بأحدهم على الطريق فهو لا يتوانى عن مناداتي بـ(سارة) وعندما أكون برفقة أولادي، يسألونني بصورة تلقائية عما إذا كانت (سارة) قد تزوجت (جهاد)، وهو اسم حبيبي في المسلسل، فأبتسم وأقول لهم إن هؤلاء هم أطفالي فأنا امرأة متزوجة ولدي أولاد». ورأت أن المسلسل ترك صدى جيدا جدا لدى المشاهد، وأن غزارة الإعلانات التي تتخلله هي أفضل دليل على ذلك وأضافت: «قد يكون هذا الأمر هو الناحية السلبية الوحيدة التي وبنظر المشاهد تزعجه خلال متابعته له، مع أنها دليل نجاح كبير، إلا أن ذلك لم يؤخّرهم عن التسمّر أمام شاشة (إم تي في) لمتابعته، فهو بشكل عام ترك بصمة إيجابية جدا على الدراما اللبنانية».

وأكّدت أن التناغم الموجود بين الممثلين في المسلسل المذكور، ساهم إلى حدّ كبير في إنجاحه لأن كل ممثل فيه لعب دوره على أكمل وجه وعلى طريقة لاعبي كرة القدم (هات وخد)، مما أقنع المشاهد وجذبه لمتابعة حلقاته. وعن كيفية اختيارها لأدوارها ردّت موضحة: «أحاول قدر الإمكان عدم إعادة نفسي، ولذلك إذا راقبتم الأدوار التي لعبتها حتى اليوم فستجدون أنها متنوعة ومختلفة عن بعضها البعض، وبرأيي أن الممثل عندما يبدأ بإعادة نفسه يصبح على خطوة من الفشل». وقالت: «لقد شاركت مثلا في فيلم (تنورة ماكسي) دون أن أنبس بكلمة واحدة فاستخدمت لغة الجسد، وحاليا أشارك في مسلسل أؤدي فيه دور فتاة مريضة نفسيا، يعني التنويع عنواني وكلّ ما أنا عليه اليوم يعود للكمّ الهائل من المخزون الذي صقلت فيه مهنتي. فأنا بدأت من المسرح وهو من أهم المجالات لتفجير الطاقة التمثيلية، ومن ثم عملت في مسلسلات وأفلام سينمائية، وطوّرت نفسي بنفسي لأن المشاهد لا يحبّ أن تتعلمي فيه بل أن تبهريه بأدائك، ولا أبالغ إذا قلت إنني (قدّها وقدود) لأنني أعرف تماما حجم موهبتي وطاقتي معا».

وعما إذا كان الظهور المكثّف للممثل يقلل من شأنه أجابت: «أنا لست ضدّ غزارة أعمال الممثل، ولكن الأهم هو أن يعرف ماذا يختار منها، فحتى لو كانت إطلالاته قليلة أو حتى ذات مساحة صغيرة، فهي تكفي لأن تكون بمثابة العطر الذي يتركه في هذه الإطلالة فتفوح منه لمدة طويلة ولا ننساها بسرعة، وهكذا لا يملّ منه المشاهد أو ينتقده لأدواره المتشابهة». وختمت بالقول: «على الممثل أن يرتدي عدة أقنعة وألا يتقيّد بواحد أو اثنين منها».

وأشارت إلى أنها تطالب كاتب العمل والمخرج بتزويدها دائما بتفاصيل صغيرة عن دورها، لأن هذه التفاصيل من شأنها أن تثري الدور وتضع الممثل على الخط المطلوب منه لتجسيد الشخصية التي سيقدّمها وقالت: «عادة ما أستعلم عن كل شيء يدور حول الشخصية التي سألعبها، ماذا تحبّ؟ ماذا تكره؟ كيف تتصرّف عندما تكون حانقة أو غاضبة؟ وغيرها من التصرفات حتى أستطيع رسمها في خيالي كما هي في الواقع، عندها أشعر أنني ملكت الدور ولبسته بجدارة».

وعن عدم تخلّيها عن تسريحة شعرها (مرفوعا ومربوطا) بصورة دائمة في المسلسل قالت: «لأن المرحلة التي عاشتها (سارة) في تلك الفترة تطلّبت منها ذلك، فكانت مهملة لا يهمّها شكلها الخارجي بما أن الحبّ خيّبها، ولكن في الحلقات المقبلة التي ستحمل منافسة نسائية بينها وبين (زويا) الفتاة التي تزاحمها على حبيبها، فستجدونها مغايرة أنيقة وتلبس الكعب العالي».

وأكدت جوي كرم أن الممثلين العاملين في المسلسل لا يعرفون ماذا تحمل النهاية له وقالت: «نحن نتلقى سكريبت الحلقات على دفعات، وحتى اليوم تسلمنا نحو التسعين حلقة منه والمعروف أنه يتألّف من 180 حلقة، فنحن والمشاهد متحمسون لمعرفة النهاية، وهذا ما يدلّ على المغامرة الحقيقية التي نقوم بها لثقتنا الشديدة بالكاتبة كارين رزق الله والمخرجة جيسيكا طحطوح». ووصفت الممثلة اللبنانية «اخترب الحيّ» بأنه حققّ فوزا على المسلسلات التركية، لا سيما أن توقيته كان تحديا بحدّ ذاته، لأن شاشات التلفزيون اعتادت على عرض تلك المسلسلات في السابعة مساء، إلا أن «اخترب الحي» قلب هذه المعادلة بامتياز. وعن رأيها بالساحة التمثيلية في لبنان حاليا قالت: «لقد اجتازت شوطا لا يستهان به ونحن نعيش حقبة رائعة اليوم، صحيح أن هناك بعض الأعمال الركيكة ولكن هناك في المقابل أعمالا عظيمة».

وعن تمنياتها وأحلامها المستقبلية أجابت: «أحلامي لا حدود لها وتصبّ في العالمية، فكل أنظاري وجهدي منكب على هذا الأمر، وسبق وشاركت في فيلم سينمائي بعنوان (suicide) للمخرجة المعروفة ماري غوردن، فتشاركت فيه مع ممثلين من فرنسا وإسبانيا وغيرها، كما أننا صوّرنا بعض مشاهده في مدينة بعلبك الأثرية، وفي المقابل أستعدّ للمشاركة في فيلم أميركي آخر لا أستطيع أن أتحدّث عن تفاصيله ولكني سأقف فيه إلى جانب ممثلين عالميين ومشهورين».

ومن الأعمال الدرامية المنتظر أن نشاهدها فيها قريبا مسلسل «عشق النساء»، الذي تؤدّي فيه وحسب ما ذكرت لنا دورا غريبا احتاجت لأن تغيّر صوتها ونبرتها لتجسيده، إضافة إلى عمل آخر ستعلن عنه قريبا ومع المخرج نفسه فيليب أسمر.