ثقافة ذكورية

أنس زاهد

TT

اخطر شيء ان تقع الدراما في فخ نفاق الجمهور، حيث تقول له ما يريد ان يستمع اليه، وحيث تسوغ له كل ما يرغب في فعله حتى ولو كان ذلك يتعارض مع القيم ويصطدم مع ابسط المبادئ الاخلاقية.

وهو ما نشاهده بالضبط من خلال مسلسل «عائلة الحاج متولي» الذي حظي بنسبة متابعة جماهيرية لم يحظ بها اي مسلسل تلفزيوني في العالم العربي منذ سنوات.

اخطر ما في المسلسل حسب وجهة نظري، هو انه لا يكتفي بالترويج للانتهازية الانانية، ولكنه يحاول تبرير كل ذلك باسم الشرع والدين اللذين لا يكف الحاج متولي عن التشدق بهما في كل مناسبة.

ان مسلسل «عائلة الحاج متولي» هو حلقة ضمن سلسلة اعلامية طويلة، تهدف الى تشويه الشريعة وتعمل على تسويق قراءات مسطحة وغير واقعية للدين الاسلامي الذي قيد تشريع التعدد بضوابط اخلاقية صارمة وربط بينها وبين الظروف الاستثنائية التي يمكن ان تمر بها بعض المجتمعات.

اخشى ان يكون هذا المسلسل مجرد مقدمة لمرحلة ستلعب فيها الدراما العربية دورا مساندا للفكر المتعصب الذي يقوم على التعسف والقسوة والتعصب.. ومن سوء حظ المرأة انها مستهدفة بشكل اساسي من قبل رواد هذا الاتجاه الفكري.

تعزيز الثقافة الذكورية عبر الدراما وبهذا الشكل السافر، هو خطر جديد سيواجهنا.