قد يخيل للبعض ان الفنانين ليسوا كسائر الناس يتسمرون امام شاشة التلفزيون ليشاهدوا مسلسلا معينا، يتابعون احداثه ويتعلقون به. ربما لاعتقادهم ان الفنان لا يملك متسع من الوقت لذلك، كما انه غير مستعد لتغيير نمط حياته اليومية لمجرد متابعة المسلسلات التي تتكاثر خاصة خلال رمضان.
لهذا يتساءل كثيرون: هل يتابع الفنانون المسلسلات ويتناولونها في احاديثهم واهتماماتهم خلال النهار، وهل يفرغ المشاهير انفسهم في فترات متفاوتة من اليوم، حيث تعاد المسلسلات اكثر من مرة وعلى غير محطة ارضية وفضائية، فيجلسون منفردين او مع افراد العائلة لمعرفة مستجدات المسلسل المحبب لديهم؟
رندة الاسمر الممثلة اللبنانية التي شاركت في العديد من المسرحيات ولعبت دوراً في المسلسل اللبناني «العاصفة تهب مرتين»، اشارت الى انها لا تتابع ايا من المسلسلات المصرية والسورية. وقالت «ليس لدي وقت لاتابع المسلسلات رغم اني اسمع الكثير عن ان المسلسلات السورية اصبحت مهمة جداً من ناحية الانتاج، لكني لا اركز عليها والاحقها، واعتقد ان الطابع التاريخي يطغى عليها، لذلك فلا يمكن ان اتابع المسلسل مجزءا لاني لن استطيع ان افهم الاحداث في سياقها العام». واوضحت «ان مشكلة المسلسل العربي انه ما زال محصوراً داخل العالم الخاص به ويحاول ارضاء الدول المختلفة بينما نرى الاعمال الاميركية لا يهمها ما نقوله نحن».
وبدوره اوضح نقيب الممثلين رفيق علي احمد ان الفنانين يتابعون اقل من غيرهم ما يعرضه التلفزيون من مسلسلات «ليس لأنها لا تعنيهم، فيجب ان يطلعوا على النتاجات المختلفة، ولكن لأن هناك حالة من القحط الثقافي في الاعمال العربية بشكل عام رغم شذوذ البعض القليل من هذه القاعدة الجديدة». وبرأيه ان الفن عموماً يجب ان يثير النقاش ويلعب دوراً اساسياً في الحياة الاجتماعية «لكننا كالنعامة التي توهم نفسها بانها الذكية دائماً، فنحن لا نثير مشاكلنا الواقعية الحقيقية وهي الحالة من الحذر تشوب العالم العربي تبرز من خلال الاعمال التلفزيونية». وزاد: لا اعتقد ان هناك مسلسلات تستحق ان اتابعها الى جانب انشغالي باعمالي الخاصة». وبطرافة اضاف: «اذا كنت تقصدين اني اشذ عن القاعدة اذا لم اتابع مسلسل «عائلة الحاج متولي»، فالحقيقة هي انني لا انكر انه شكل حالة في العالم العربي فجذب الناس واصبح محور احاديثهم وهو دليل ان الموضوع له اثره في الواقع وهو ما اختلف عنده الكثيرون. ورغم ذلك فهو احد جوانب حياتنا اليومية. ولا يمكن ان نركز على مسلسلين فقط ضمن باقة هائلة تبتعد عن واقع الحال». واعتبر ان فوران التلفزيون بالمسلسلات يرتبط باهداف تجارية تجذب الاعلانات الضخمة في فترة من السنة تجذب المشاهدين الى جميع الشاشات من دون استثناء.
والمسرحي غسان صليبا رغم دخوله عالم التمثيل الا انه لا يتابع المسلسلات لانها تحتاج برأيه «الى وقت ثابت لذلك يتفرغ لها الموظف اكثر من الفنانين، رغم اننا بحاجة الى مواكبة الاعمال الفنية، لكن سفرنا وانتقالنا المستمر والمسرح يأخذ كل الوقت». واضاف ان زوجته تتابع احياناً المسلسلات لكن بالاجمال يتركون التلفزيون للاولاد.
والممثلة كريستينا شويري التي شاركت في فيلم «طيف المدينة» قالت: «اتابع المسلسل المكسيكي «روزاليندا» لاني احب بطلته المغنية تاليا. ولا اتابع غيره لان ليس لدي وقت».
=