الشباب يهربون

أنس زاهد

TT

انتشار القنوات الفضائية المتخصصة وشبه المتخصصة في تقديم اغنيات الفيديو كليب امر له دلالاته الجديدة من وجهة نظري.

إقبال الجمهور على متابعة هذه القنوات بهذه الصورة، يدل على عدم قدرة القنوات الجادة على اجتذاب الجمهور، خصوصا قطاع الشباب، ربما لأن هذه القنوات اصبحت تفتقر الى المصداقية أو ربما لأنها لم تعد قادرة على تقديم الجديد، فهي تكرر ما تقوله منذ سنوات بالاضافة الى عدم قدرتها على التخلص من الطرح الغوغائي الذي لا بد ان يصيب المشاهد في النهاية، بالضجر واليأس.

اقبال الجمهور على متابعة القنوات الغنائية بهذه الكثافة يدل في ما يدل ايضاً على عدم ثقة الناس بالدراما العربية التي تخسر كل يوم من جمهورها لمصلحة القنوات الترفيهية التي لا تتعاطى الدراما الا في أضيق الحدود، أو لمصلحة القنوات الدرامية غير الناطقة بالعربية.

ان هروب قطاع الشباب بالتحديد الى القنوات الغنائية هو مؤشر واضح على فشل الفضائيات العربية في الفوز بثقة جيل كامل.. وهذه ظاهرة خطيرة يجب ان تنال حقها من الدراسة والتحليل حتى لا يتم الانفصال الكامل بين الاجيال الجديدة وثقافتهم وبالتالي هويتهم.

فشل القنوات الفضائية مع قطاع الشباب ظاهرة خطيرة، والاخطر منها هو عدم تنبه القائمين على الفضائيات العربية لها، أو عدم اهتمامهم بها من الأصل.