مذيعو «المستقبل» يفاجئون المشاهدين بتحولهم إلى ممثلين كوميديين

زاهي وهبي سعيد بموهبته التمثيلية وكارين سلامة تؤكد أنها تجربة ستكون يتيمة لن تتكرر

TT

فاجأ مقدمو تلفزيون «المستقبل» المشاهدين بخوضهم غمار التمثيل الكوميدي، عندما اطلوا عبر برنامج المسابقات الرمضاني «شو بدو يصير» ثاني ايام عيد الفطر المبارك لمعايدة اللبنانيين. ورغم ان هذه الخطوة اثارت استغراب المشاهدين لكنها حصدت في المقابل اعجابهم بدليل اقبالهم على مشاهدة الحلقة المعادة التي عرضت لاحقاً. وفيما يعزو البعض نجاح هذه الحلقة الى اظهارها الوجه الآخر للمقدمين بشكل انسهم وقربهم من الاشخاص العاديين، اعترف بعض المقدمين بأنهم تعرضوا لانتقادات بسبب قبولهم كسر الصورة المعتادة التي يطلون بها من خلال برامجهم المختلفة والمتنوعة.

بالنسبة الى مقدمة البرنامج كارين سلامة التي كان لها مشاركة تمثيلية في حلقة العيد قالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم يكن الهدف بالنسبة الى القائمين على البرنامج توجيه المقدمين نحو احتراف التمثيل بقدر ما كانت تجربة فردية يتيمة، الغرض منها اضحاك المشاهدين ومعايدتهم عن طريق تعريفهم الى الوجه الآخر من المذيعين والمذيعات الذين يرافقونهم على الشاشة». ورأت سلامة ان التجربة كانت ناجحة واستطاعت ان تؤثر ايجاباً على الذين خاضوا غمارها بحيث زادت شعبية بعضهم وغير الناس رأيهم في جدية البعض الآخر. اما فيما يتعلق بها فأكدت كارين سلامة ان التمثيل لا يعني لها شيئاً في الوقت الحالي، مشددة على اهتمامها بالتقديم «وكل شيء في وقته حلو». اما مقدم برنامج «خليك بالبيت» زاهي وهبي فرأى في التجربة كسراً للقالب المعتاد الذي يراه الناس من خلاله، لاسيما مع طبيعة برنامجه الجادة. واعتبر ان مشاركته بعمل من هذا النوع كشفت عن جانب مخفي لديه «اظهرت للناس انني كائن بشري مثلي مثل الجميع اضحك وافرح واتسلى... الخ».

الا ان وهبي الذي كان يمتلك في السابق مشروعاً تمثيلياً مع المخرج نجدة انزور تم تأجيله، قال لـ«الشرق الأوسط» ان تجربته اثبتت انه «ممثل فاشل قدير، لذلك لا اعتقد انني سأقدم على خوض غمار التمثيل بشكل جدي محترف وان كنت لا امانع في تكرار التجربة ضمن هذا الاطار. وفي النهاية الامر كله مرتبط بتغييرات المزاج». واضاف: «لقد سمحت لنا هذه التجربة باكتشاف مواهب الزملاء الذين لن نخشى عليهم في حال تركوا المجال الاعلامي لأي سبب من الاسباب».

ووافقته على رأيه مقدمة الاخبار نجوى قاسم، مؤكدة انها لم تكن لتقدم على تلك الخطوة لولا ثقتها بالعاملين في البرنامج والقيمين على المحطة «الذين لن يسيئوا الى صورتنا بأي شكل من الاشكال».

ونجوى قاسم صاحبة التجربة التمثيلية السابقة في مسرح الطفل التي لم تتردد في تقديم دور المرأة المعانية من آلام المخاض، كشفت ان 60% من الحوار بينها وبين زاهي وهبي كان مرتجلاً، ا الا انها ترى في تكرار التجربة ضرراً للمقدم «اذ ستصبح المسألة مملة وسنكون وكأننا نفرض انفسنا كممثلين على الناس، لأن حلاوة الحلقة كانت في عنصر المفاجأة والادهاش».

وكشف مقدم برنامج «سيرة وانفتحت» زافين قيومجيان انه كاد يغير رأيه ويمتنع عن خوض التجربة خشية عدم النجاح فيها، لكن وبسبب ردات الفعل الايجابية وترديد الناس لكلمة «ارجوك» التي رددتها شخصيته تمنى لو كان احترف التمثيل من زمان. واعترف قيومجيان بأن الكثير من الاعلاميين انتقدوا قبوله بدور الميكانيكي رغم انه احبه كثيراً ولم يجد خطأ في اداء هذه الشخصية. ومع انه اظهر موهبة لا بأس بها رفض زافين قيومجيان فكرة التمثيل مفضلاً ان تظل هواية بالنسبة اليه وليس اكثر.

بينما ابدت مقدمة «عالم الصباح» ناديا النقيب سرورها بالتجربة التي سمحت لها بتقديم شيء جديد، وان كانت اعترفت بصعوبة التمثيل مقارنة مع التقديم رغم ان مساحة دورها لم تتعد جملتين صغيرتين. لكن ناديا النقيب شعرت في نفس الوقت ان التمثيل ليس لها، مفضلة ان تتفرج على الممثلين على مشاركتهم هموم المهنة.

ونصحت المقدمين بخوض هذه التجربة التي قد تكشف عن مواهب دفينة لديهم مع التشديد على تقديم اعمال خفيفة وعدم الغوص في متاهات الادوار الدرامية العميقة «فعندها سيصبح هناك ازدواج بين التقديم والتمثيل مما يجعل علاقة المقدمين بالمشاهدين ملتبسة».

وكان لزميلها في البرنامج جوزف حويك الرأي نفسه فيما يتعلق بتقييم هذه التجربة المساهمة في تقريب المذيعين والمذيعات من المشاهدين، الا انه لا يرى نفسه ابداً كممثل لانه يؤمن بالمثل القائل «اعط خبزك للخباز ولو اكل نصفه».

اما مقدم الاخبار منير الحافي الذي فاجأ المشاهدين بصوته الجميل ناهيك من قدرته على التمثيل، فقد عذَّب القيمين على البرنامج كثيراً قبل ان يقبل في النهاية تصوير دوره ليكون آخر من يفعل ذلك. والسبب كما اوضح خشيته من حصول تضارب في نظرة الناس بين منير المقدم الجاد والممثل الكوميدي «ولم اكن لأغير رأيي لو لم يحصل تعديل لدوري كي يتلاءم مع شخصيتي الجادة التي فضلت الحفاظ عليها امام الكاميرا». وقد حاول المخرج ناصر فقيه ازالة الابهام لذلك كتب بأن الشخصيات في الحلقة تؤدي ادواراً تمثيلية لا علاقة لها بحياتها العادية، ورغم انه لا يطمح الى التمثيل لكنه رأى انه قد امن لنفسه مهنة يحترفها في حال انتهت مهنته كمقدم لسبب من الاسباب.

=