الشريط اللغز

أنس زاهد

TT

في رأيي أن شريط الفيديو الذي قررت الإدارة الأميركية أن توزعه على المحطات التلفزيونية باعتباره دليلاً على تورط بن لادن في التخطيط لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، لم يخدم قضية الإدارة الأميركية بقدر ما أصابها بالضرر.

بالنسبة لكل العقلاء في العالم لم يحتو الشريط على أدلة أكثر وضوحاً من تصريحات بن لادن نفسه عبر بياناته المصورة التي بعث بها إلى قناة الجزيرة. وإذا أضفنا إلى هذه البيانات تصريحات الناطق الرسمي باسم القاعدة بوغيث، وتصريحات الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري، لما احتجنا لإثباتات أكثر وضوحاً على تورط التنظيم في أحداث سبتمبر الأخيرة.

بالنسبة للمتعاطفين مع بن لادن وتنظيمه لم يكن الشريط كافياً لإصدار حكم بالإدانة، خصوصاً أن الشريط تميز بالرداءة الشديدة من ناحية الصوت والصورة، ناهيك من أن فرص الطعن في الشريط لا يمكن تجاهلها إذا ما أخذنا في الاعتبار التقدم التكنولوجي المذهل الذي وصلت إليه الولايات المتحدة في هذا المجال.

شريط كهذا لا يمكن أن يقنع المتعاطفين الذين كذبوا اعترافات بن لادن نفسه حيث سبق له أن شرّع قتل المدنيين الأميركيين بعد أن تورط قبل ذلك في قتل المدنيين الأفغان. أما بالنسبة للمعسكر الآخر، فإن الشريط لم يساهم في تعزيز قناعتهم بتورط بن لادن وتنظيمه في احداث سبتمبر، خصوصاً أن الرجل امتدح منفذي العمليات عبر البيانات التي خصّ بها قناة الجزيرة قبل ذلك. ما هو الهدف من بث الشريط ضمن هذه المعطيات؟، هذا هو السؤال.