بعد «سفيان الثوري» ..أحمد بدير: الأدوار الدينية أهم عندي من الكوميدية

TT

نجح الفنان احمد بدير في ان ينسي المشاهدين شخصية الكوميديان الذي يستطيع بخفة ظله ان يرسم الابتسامة على وجوههم، بل اقنعهم بأنه قادر على أن يثير الشجن في نفوسهم، ويحرك في قلوبهم المشاعر الدينية عندما قدم شخصية «سفيان الثوري» في رمضان الماضي. بدير أكد ان تجربة «سفيان الثوري» غيرته كثيراً، وما زالت تترك بصماتها على وجدانه وأسلوب حياته حتى الآن.

وقال لـ«الشرق الأوسط» ان نجاح التجربة شجعه على تكرارها حيث ينوي تقديم مسلسلات دينية في ما بعد، وانه في حالة تعارض دور كوميدي مع دور ديني سيختار الثاني بلا تردد، وعن دوره في المسلسل قال بدير:

ـ عندما عرض عليّ الدور سألت نفسي هذا السؤال وكنت في قلق وحيرة شديدة وكان من الممكن أن اعتذر عنه.

* كيف ترى موقف المشاهدين من العمل؟

ـ بصفة عامة اعتقد ان المسلسل ترك انطباعاً جيداً عند الجمهور خاصة اننا بذلنا مجهوداً ضخماً خلال تصويره لان الوقت كان محدوداً حيث لم نبدأ التصوير إلا قبل رمضان بشهرين فقط وهي مدة غير كافية للانتهاء من 23 حلقة في مسلسل ديني.

* وما هي الاستعدادات التي اتخذتها لتجسيد الشخصية قبل بداية التصوير؟

ـ قبل بداية التصوير كنت في الأراضي المقدسة اؤدي فريضة العمرة وبحثت عن مجموعة كتب تحتوي على معلومات عن «سفيان الثوري»، ولكن بصفة عامة اعتقد ان سفيان الثوري ليس في حاجة الى استعداد أو تمثيل وإنما يحتاج الى معايشة... ولعل أكثر ما يثير دهشتي ان الامام سفيان الثوري كانت له طريقة معينة في الجلوس حيث يضم ركبتيه الى بطنه خلال إلقائه الخطب في المساجد ووجدت صعوبة شديدة لأجلس بنفس هذه الطريقة في البداية حتى تعودت عليها وحالياً أجلس بنفس الطريقة في حياتي العادية، فانظر الى أي مدى تأثرت بهذه الشخصية!

* وما هو اصعب مشهد قمت به في المسلسل؟

ـ كان مشهد يجمع بيني وبين الخليفة الأموي حيث طلب الاستفادة من علمي، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفصيل من حيث الاخلاق والشكل وطريقة تعامله مع الناس. وكان ذلك أمر غاية في الصعوبة، وأتذكر وأنا اؤدي هذا المشهد ارتعد جسمي تماماً وسالت الدموع من عيني من دون أن يطلب مني المخرج ذلك وقدمت وصفاً كاملا للرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يأكل ويشرب ويؤدي الصلاة ويتحدث مع الناس.

* هل هناك أوجه شبه بين سفيان الثوري وشخصية الشيخ عبد الفتاح التي قدمتها في مسلسل «زيزينيا»؟

ـ اطلاقاً، في «زيزينيا» قدمت دور الشيخ عبدالفتاح، وهو شخص مجذوب يحب فتاة جميلة في صمت ويمكن ان تجد هذه الشخصية في حياتنا اليومية، أما سفيان الثوري فهو عالم ديني كبير.

* وهل يعني نجاح المسلسل بالنسبة لك التركيز على الأعمال الدينية بدلا من الكوميدية؟

ـ عندما تابعت نجاح المسلسل والقبول الذي وجده في قلوب الجمهور شعرت بأن الأعمال الدينية أصبحت أقرب الى قلبي، وفي حالة وجود تعارض بين دورين أحدهما ديني والآخر كوميدي فبدون تردد سوف أختار العمل الديني =