لا صوت يعلو على صوت الحرية

أنس زاهد

TT

لم يكن انتاج مسلسلين تلفزيونيين عن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، مجرد مصادفة ليست لها علاقة بمجريات الأحداث على الأرض.

صلاح الدين الأيوبي كان الشخصية التلفزيونية الأولى للعام الماضي، ومظاهر الحفاوة الدرامية ومحاولة بعث تاريخ الرجل بكل هذا الاصرار، هو أمر له دلالاته.

الاحتفاء بشخص صلاح الدين الأيوبي يعكس رغبة الشارع العربي في رفض الآخر والميل الى تحميله، مسؤولية كل مآسينا. وهذا يعد من وجهة نظري خلطاً في الأولويات ويعيد الى الحياة من جديد شعار عبد الناصر الشهير «لا صوت يعلو على صوت المعركة».. وكل متتبع لتاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي يدرك جيداً ان هذا الشعار لم يكن سوى شماعة لقمع الانسان العربي ولتبرير كل التجاوزات والحماقات والجرائم التي ارتكبتها الانظمة العربية التي تبنت هذا الشعار.

لقد رأى عبد الناصر ان تحرير فلسطين يبدأ من اليمن، ولقد أصر صدام حسين على ان الطريق الى فلسطين يبدأ من الكويت، ولقد رأت طالبان ان تحرير فلسطين لا يمكن ان يتم قبل تحرير افغانستان من جميع الفصائل التي اشتركت في طرد الاتحاد السوفياتي، ثم وجهت بوصلتها نحو الولايات المتحدة فحدث ما حدث.

يجب ان نبحث عن سبيل لاحلال السلام في ما بيننا قبل اي شيء آخر، ومن اجل ذلك يجب ان يتحول شعارنا من «لا صوت يعلو على صوت المعركة» الى «لا صوت يعلو على صوت الحرية».