«رحلة حب» .. فيلم تنساه وأنت تشاهده

TT

لم يستطع محمد فؤاد القفز فوق حاجز محمد هنيدي ورغم ذلك فإن من حقه ان يدخل في مباراة ثأرية يؤكد فيها أنه نجم شباك استثنائي! من المؤكد أن فيلم «رحلة حب» كان هو الورقة التي انتظرها فؤاد لكي يدخل بها السباق السينمائى بعد ترقب استمر 4 سنوات كان فيها فؤاد يؤكد ان فيلم «اسماعيلية رايح جاي» لا يعود نجاحه الى محمد هنيدي وانه هو البطل الحقيقي ورقم 15 مليون جنيه مصري الذي حققه الفيلم عام 1997 يعود الى محمد فؤاد. وظل هذا مجرد رأي يردده «فؤاد»، لكن موزعي السينما لديهم قناعة بأن هنيدي نجم جماهيري وأرقام افلامه بعد ذلك أكدت انهم كانوا على حق.

وكعادة فؤاد صرح قبل المعركة السينمائية بأنه يتحدى، وانه قادم، وكتب قصة الفيلم التي هي مجرد تجميع للعديد من الافلام مثل «يوم من عمري» بالاضافة الى «حكاية حب» مع الأخذ في الحسبان ان تبدأ الاحداث بخروج محمد فؤاد وأحمد حلمي من الملجأ وكأنه يذكر الناس بحكاية عبد الحليم حافظ الذي قضى بعض سنوات عمره في الملجأ وتعلم اساسيات الموسيقى هناك.

السيناريو الذي كتبه أحمد البيه قائم على تجميع المشاهد الشهيرة في الافلام، ولم يفعل المخرج محمد النجار شيئا ولم يوجه فنان لاسلوب الاداء لأنه يطبق قاعدة التمثيل مسؤولية كل ممثل! ولهذا فإن الوجه الجديد مي عز الدين التي ارادوا لها أن تصبح المعادل الموضوعي لكل من مريم فخر الدين (حكاية حب) وزبيدة ثروت (يوم من عمري) كان لديها دائما تعبير ثابت لا يتغير لا تستطيع أن تعرف من خلاله هل هي في حالة حب أم انها في حالة حرب! كما ان السيناريو لم يمهد لتفسير العلاقة بينها وبين فؤاد ولماذا تحبه من أول نظرة، هل لأنه المطرب الشهير محمد فؤاد، رغم انه كان في بداية العلاقة معها مجرد انسان فقير لكنها النظرة الأولى التي لم تستطع ان تقاومها.

أدت نشوى مصطفى دور صديقة البطلة، وكان من المفترض طالما ان أحمد حلمي هو صديق البطل (محمد فؤاد) أن تنمو قصة حب تتوازى مع علاقة فؤاد مع «مي» لكنها جاءت مبتورة.

حاول أحمد حلمي ان يقدم في الدور ما تيسر وما تعثر أيضا من القفشات والضحكات، ولا نستطيع أن نعترف للفيلم بأي ملمح ابداعي، حتى الاغنيات التي امتلأ بها الفيلم لم تكن أفضل ما قدمه فؤاد في مشواره. واداء فؤاد كممثل في هذا الفيلم تراجع خطوات عن افلامه مثل «اميركا شيكا بيكا» أو حتى «اسماعيلية رايح جاي»، ورغم ذلك فإن الجمهور له رأي آخر والمؤشرات المبدئية تؤكد أن أفلام القص واللزق هي التي تكسب حيث أن ترتيب هذا الفيلم في دنيا الايرادات ربما يصل عند نهاية العرض الى 10ملايين جنيه، وهذا ما يؤكده خبراء التوزيع، أي انه يحتل المرتبة الثالثة في افلام العام الماضي على اعتبار ان أعلى ايراد لمحمد هنيدي «جاءنا البيان التالي» كان 18 مليون جنيه والثاني «ايام السادات» كان 13 مليون جنيه.

الجمهور كما يبدو يريد الفيلم الذي يعرف بالضبط حكايته قبل أن يشاهده لأن محمد فؤاد في الفيلم يتوقع له الجمهور ان ينطلق من مجرد مطرب مغمور ليصبح مطربا شهيرا وسوف يتزوج من الفتاة الحسناء، وتوتة توتة. ويحرص فؤاد على النقاء الشخصي فهو لا يبدأ بالعدوان على أحد ويتسامح مع الذين اساءوا اليه ويقدم فيلما نظيفا بمعنى انه لا توجد فيه مشاهد قبلات ويحرص على أن يبدو بارا بالجميع وبأنه لا ينسى اصدقاءه ولا يتنكر لأيام الفقر. الفيلم استغلال مباشر لشعبية فؤاد ولنجم احتجب 4 سنوات عن الجمهور وقدم له فيلما تجاريا ونظيفا من أجل ان تتقبله العائلة، لكنه مثل «حواديت» قبل النوم فيلم تنساه بمجرد ان تشاهده وربما وأنت تشاهد.