هند باز: «حصاد المواسم» أطلقني و«حب أعمى» تجربة لن أكررها

الممثلة اللبنانية تعترف بأن الجمال ليس كل شيء في الفن بعد مرور 3 سنوات ونصف السنة على احترافها التمثيل

TT

رغم مرور 3 سنوات ونصف السنة على امتهانها التمثيل تعتبر هند باز ان انطلاقتها جاءت من خلال مسلسل «حصاد المواسم» للكاتب مروان نجار الذي عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI في رمضان الماضي. ولا تعتبر انها تأخرت في الحصول على الدور الذي تستحقه وإن كانت لم تحصل عليه بسهولة ايضاً، مؤكدة ان «الوقت الذي امضيته في لعب ادوار اقل شأناً من شخصية هبة في «حصاد المواسم» كان مهماً على صعيد اكتساب الخبرة، لأن الممثل اذا وصل بسرعة سيسقط بسرعة اكبر».

ولا تنكر باز انها ترددت في البداية في قبول دور هبة «اذ شعرت بصعوبته وخشيت من عدم قدرتي على ادائه بالشكل الصحيح، لكن اصرار مروان نجار ومساعدته لي هو والمخرج فؤاد سليمان مكنتني من فهم ابعاد الشخصية، التي اصبحت اعتبرها دور حياتي الذي قد لن اصادف مثله بعد اليوم».

لكن هند باز تعترف ان هناك تجربة تمثيل خاضتها ولن تكررها ابداً في حياتها وان كانت لم تندم عليها. هذه التجربة هي مسلسل «حب أعمى» للمخرج ميلاد الهاشم. والسبب كما تقول باز هو وجود عارضات الازياء فيه وتشرح قائلة: «عندما عرض عليَّ الدور وعلمت بوجودهن لم امانع لاعتقادي ان متطلبات الدور تفترض مقاييس جمالية معينة. لكن عند عرضه على الشاشة فوجئت وتضايقت كثيراً بعد ان اكتشفت ان اعتمادهن كان على الشكل الجميل وليس على القدرة على التمثيل». واضافت: «أحب ان اوضح انني لست ضد امتهان العارضات للتمثيل شرط ان يمتلكن المقومات الضرورية لذلك، والا فإن ما سيقمن به لن يتعدى كونه إساءة الى المهنة. وهذا ما حصل في «حب اعمى» الذي اظهر للمشاهدين غياب الممثلين الموهوبين، ناهيك عن انه قدم صورة مشوهة عن المجتمع اللبناني وبناته».

اذ تعتبر هند ان التمثيل موهبة قبل كل شيء يحتاج الى الصقل عبر التقنيات والثقافة المقدمة من الجامعة، للمساعدة على الغاء عنصر الخجل ليتمكن الممثل من العطاء اكثر، لكن ذلك لا ينفي ان يكون خريج الجامعة مفتقداً الكاريزما وغير قريب من القلب». وللوصول الى النجاح ترى هند باز ان على الممثل دراسة النماذج الموجودة في المجتمع ويقوم باسقاطها على نفسه والا سيقع في التكرار.

ومع ان معظم الشخصيات التي قدمتها باز تصنف في خانة الطيبة، الا انها ترى اختلافاً بينها على صعيد الظروف وطريقة التعاطي مع الوضع الذي تصادفه. وتعتبر هند انها بدأت مرحلة جديدة في حياتها المهنية تؤرخ بدايتها بـ«حصاد المواسم»، الامر الذي سيجعلها تدقق في اختياراتها كي لا ترجع الى الوراء، «الا ان ذلك لا يعني انني لن اقبل الا بأدوار البطولة».

وهند باز تمتلك تجربتين مسرحيتين، مع ذلك تفضل المسرح على التلفزيون، لانه يضمن الاحتكاك المباشر مع الجمهور وتلقي ردات فعلهم، كما يساعد الممثل على استنباط طاقاته ليجدد في دوره ويغني العمل كي لا يشعر بالملل.

وقريباً ستخوض باز غمار التقديم ولا تعتبره تعديا على المهنة «لأنني لن امتهنها بل سأقدم برنامجاً قريباً من اختصاصي واحافظ على عفويتي». اضافة الى انها تدرس مادة المسرح في احدى المدارس الخاصة. والسبب هو عدم استقرار الوضع للممثلين اللبنانيين، مما يدفعهم الى البحث عن موارد اخرى للرزق ليتمكنوا من التدقيق في خياراتهم، لاسيما ان الممثل لا يستطيع التفرغ لمهنة، اذ اضافة الى حفظ دوره يفترض به تأمين الاكسسوارات وغيرها في ظل المردود المالي غير الكافي الذي يحصل عليه. وتقول باز: «بكل اسف عندما نعمل في مسلسلات غير لبنانية نكتشف احترافهم واحترامهم للممثل، لأن المنتج يهتم بالنواحي الفنية والمادية، اما عندنا فالمقومات ضائعة، اذ ان معظمهم يبحثون عن الربح المادي فقط. لذلك أرى ان على الممثلين ان يتكاتفوا ويتحدوا لرفض الغبن الحاصل واجبار المنتجين على احترام تعبهم ومواهبهم».

=