الدروشة ليست حلا

أنس زاهد

TT

اثارة العواطف واللعب على وتر المشاعر الدينية لن يوصلانا الى فهم صحيح وعصري للاسلام.

الظروف الحالية تقتضي وضع خطة اعلامية وتلفزيونية مدروسة لتلخيص الاسلام من دعاة العنف والتطرف والتهييج الذين نجحوا في ربط الدين بالكره والعدوان والغل.

ان قصص التائبين التي لا يمل بعض الواعظين التلفزيونيين من ترديدها عبر برامجهم، لن تمنع كل متطرف وطامع من استغلال الدين لإشعال الفتن، ولن تساهم في صد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام من قبل اعدائه الذين يستغلون الانطباع السيئ الذي تولد عند الآخرين عن الاسلام، عقب احداث سبتمبر الاخيرة.

ان المرحلة الحالية تتطلب التركيز على منظومة القيم التي جاء الاسلام ليرسي أسسها والتي تصب جميعا في خانة احترام الانسان وصيانة حقوقه الاساسية.

اننا نحتاج الى برامج تلفزيونية تلفت نظر الناس الى ما جاء في الخطاب القرآني من تأكيد على قيم مثل الحرية والعدالة والمساواة والحب والتعايش ونبذ العنف والاكراه واحترام الآخر وعدم اللجوء الى القوة لفرض الحقيقة او ما نرى انه الحقيقة، على من يختلف معنا.

الدين ليس مجرد حل لمشكلة القلق التي يعاني منها بعض الافراد، واذا ما حصرنا الدين في هذا الجانب فاننا سنعمل على الترويج لفكر «الدروشة» والانسحاب ومقاطعة الحياة.