أنجليك مونس: قناة «هي» بمثابة بيتي البديل عن تلفزيون لبنان «المقفل»

المذيعة اللبنانية تؤكد أنها تألمت كثيرا بعد تركها بيتها الإعلامي الأول وتستعد لبرنامج يعالج قضايا المرأة

TT

لم ترفض المذيعة اللبنانية انجليك مونس فرصة العمل التي عرضت عليها اخيراً لتكون واحدة من ضمن فريق قناة «هي» الفضائية والمتخصصة بشؤون وشجون المرأة عامة. فقريباً جداً ستعاود مونس نشاطها التلفزيوني في اطلالة تصنفها بالمميزة ضمن فقرة صباحية تتوجه فيها الى المرأة في مختلف اوجهها: العاملة وربة المنزل والمثقفة والسياسية والطبيبة والاعلامية وغيرها.

فأنجليك التي عملت في «تلفزيون لبنان» الرسمي لأكثر من 12عاماً واضطرت الى تركه اثر صدور قرار باقفاله في فبراير (شباط) من العام الفائت، لم تخف على مستقبلها المهني بعد المحنة التي مرت بها، كما تقول، بل كانت تتحسر وتتألم لمجرد فكرة اقفال المحطة التي تمثل رمزاً من رموز لبنان المعروفة والتي هي بمثابة بيتها وعائلتها الثانية «نعم لقد عانيت الامرين من جراء اقفال المحطة وكم كنت اتمنى ان لا يشهد TLهذه النهاية كمكافأة له على مشواره الطويل».

الا ان مونس، التي حملت لقب ملكة جمال لبنان عام 1985تستعد حالياً وبحماس كبير لنقلة نوعية في مشوارها الاعلامي الذي تخلله تقديم اكثر من برنامج ومن بينها، «كلاكيت» و«ليالي بيروت» و«صور من الحياة»، اضافة الى عملها كمذيعة ربط فقرات، فتطل عبر قناة «هي» اللبنانية في برنامج من اعدادها وتقديمها يحاكي المرأة بطريقة مختلفة بعيداً عن التوجيه والتعليم «فالناس ملَّت الخطابات واعطاءهم دروساً في كل شاردة وواردة، فالمرأة بحد ذاتها اليوم مهيأة لأخذ المبادرات بعدما اصبحت عنصراً اساسياً وليس فقط مكملاً، كما كان يعتقد البعض، ولذلك يتوجب علينا التعاطي معها بأسلوب مغاير عن الاساليب المستهلكة سابقاً». وتؤكد مونس ان هدف القناة هو القاء الضوء على مشاكل المرأة عامة ومتابعتها حتى الوصول الى حل وليس فقط استعراضها.

ولا تستبعد متابعة الرجال لهذه القناة ولبرنامجها بالتحديد لأن فريق العمل يعرف كيف ومتى يجذبه للمشاهدة، لا سيما ان المرأة والرجل كائنان لا ينفصلان فلا بد من تحضير مواضيع تليق بهما معا. ومن المنتظر ان يتطرق البرنامج الصباحي للمواضيع التقليدية المعروفة والتي تلفت المرأة عادة كفنون الماكياج وعرض الازياء وبرامج التغذية والوقاية الصحية وغيرها، كما يتوقع ان تطل مذيعات مخضرمات عاصرن العمل التلفزيوني في بداياته فيتحدثن خلال استضافتهن عن تجربتهن الاعلامية في ظروف مختلفة.

وتجد مونس في قناة «هي» مؤسسة لا دخلاء فيها، لأن اربابها اولاد المهنة. فصاحبها المخرج التلفزيوني نقولا ابو سمح اشهر من ان يعرف، وله تجارب ناجحة في هذا الحقل وقد واكب الاعلام المرئي منذ بدايته.

وتصف مونس اجواء القناة بالعائلية وانها تشبه اجواء البيت الواحد تماماً. وهي سعيدة كونها فرداً من افراد هذا البيت الذي يتم بناؤه بسواعد العاملين فيه وتقول: «انه بيتي الثاني والبديل عن بيتي الاول «تلفزيون لبنان». ومن دواعي فخري ان اساهم في تعميره على ان اعمل في قصر بالايجار».

ولأنها سبق ان جربت العمل الفضائي فان انجليك تجد نفسها مرتاحة في «هي» التي تبث عبر الاقمار الصناعية ايضاً وتتحمل مسؤولية اختيارها كاملة. كما تأمل ان تحوز اعجاب المرأة العربية عامة من خلال مواضيع عالمية شاملة تتوجه بها اليها.

وعن القنوات الفضائية التي تتابعها حالياً تقول انجليك انها لا تجد الوقت الكافي لمتابعتها كلها، لا سيما ان عائلتها الصغيرة المؤلفة من زوجها وولديها الصغيرين تاتيانا وجو تأخذ كل اهتماماتها. الا انها بالمقابل لا تفوِّت مشاهدة برنامج «من سيربح المليون» لمقدمة جورج قرداحي عبر شاشة «الـ. بي. سي».

وانجليك التي تصف نفسها بالتقليدية الى حد ما، تطمح للتجديد دائماً ضمن حدود معينة، فهي مثلاً تعتبر التقدم في السن لدى المرأة هو اضافة النضج والجمال الى عمرها وتقول: «برأيي كلما كبرت المرأة في العمر زادت توهجاً واشراقاً».

وبهذا الصدد ترفض مونس مقولة ان الرجل يعجب بشباب المرأة فقط، بل تعتبر الرجل الذكي هو الذي يختار الى جانبه امرأة واعية بدل المرأة الدمية التي يمكن ان يمل منها بسرعة. ولا تخفي ملكة جمال لبنان السابقة اعجابها بملكات الجمال اللواتي تحولن الى مذيعات ناجحات وترى ان لكل منهن شخصيتها الخاصة ويكمن في جمالهن ذكاء فتي سينضج مع الوقت.

وتواكب انجليك التكنولوجيا المتطورة على طريقتها فتتابع دورة خاصة باستعمال الحاسوب الآلي لأنه اصبح ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في ايامنا هذه وشرطاً اساسياً لمتابعة دروس الاولاد من ناحية وتسهيل العمل الاعلامي من ناحية اخرى.

وترى مونس ان العمل الاعلامي لا يمل منه ولذلك من الصعب اهماله او اعتزاله.

ولكن متى يمكن ان تتنحى المذيعة عن عملها؟ تقول: «عندما ينتقص حضورها وتشعر ان شكلها الخارجي ما عاد يسمح لها في اداء عملها. فعمليات التجميل لا تحل المشكلة وإنما تؤخر وصولها بغض النظر عن ردة الفعل العكسية التي قد تتسبب بها المبالغة في هذه العمليات «كالنفخ» و«الحشو» لتفاصيل بارزة في الوجه او الجسم لدى المشاهد فينفر من المذيعة بصورة غير مباشرة.

وتستطرد مونس: «برأيي لكل برنامج تلفزيوني مذيعته: فمذيعة الربط مثلاً يحب ان تكون صغيرة في السن، اما المقدمة السياسية فعليها ان تكون ناضجة، اما المحاورة الاجتماعية او الفنية فيجب ان تتصف بسرعة البديهة».

وتنتقد القنوات التلفزيونية في لبنان التي لا تعطي مساحة كافية من البرامج الموجهة للاطفال وتعتبرها مقصرة تجاه صغيري السن، وتقول عليها ان تعي اهمية اصحاب هذا العمر الذي لا بد سيكبرون ويشكلون شريحة لا يستهان بها من مشاهدي المستقبل =