حفل تأبين

أنس زاهد

TT

زياد الرحباني فنان يتمتع بالقسوة لأنه لا يجد أية غضاضة في ان يعلن الحقيقة بكل ما تحمله من بشاعة.

زياد الرحباني لم يلجأ الى الخيار السهل، لم يبع الاوهام للناس، ولم يحاول ان يكذب عليهم بالرغم من ان الناس كانت ولا تزال تعشق كل من يكذب عليها. الجماليات والشاعرية والرقة والعذوبة قيم جميلة بالفعل، لكنها ليست مهمة اذا ما اصطدمت بالحقيقة وحاولت الالتفاف عليها.

في ألبومه الأخير «ولا كيف» يحاول زياد ان ينتقم من الكذب ومنا ومن نفسه، وحتى من صوت والدته الذي ظل طوال اربعة عقود يبشر بالكذب بإصرار عنيد.

زياد كانت لديه الجرأة لينعى الحب وكانت لديه القسوة اللازمة ليسخر من بشارة الاخوين رحباني التي مدت اعناق الورد الى مستوى الشبابيك والتي دعت العشاق الى الاقامة خارج حدود المكان: «يا ريت انت وانا بالبيت، شي بيت ابعد بيت، ممحي وراه حدود العتم والريح والثلج نازل بالدني تجريح».

ألبوم «ولا كيف» هو حفل تأبين لكل الاكاذيب الجميلة.