دريد لحام: «إم بي سي» طلبت مني أن يذهب برنامجي إلى العرب أينما كانوا

«على مسؤوليتي» تجربة جديدة يتعلم منها الفنان السوري رغم مرور 40 عاما على اشتغاله في الفن

TT

الفنان دريد لحام، مسيرة طويلة من الفن والعطاء، تخللها محطات واستراحات متعددة، قدم العديد من الاعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية التي شاهدها العرب، نالت شخصيته الفنية الظريفة «غوار الطوشة» إعجاب الجماهير، الا أن حالة الخصام الفنية بين «دريد» و«غوار الطوشة» وانتصاره لشخصية «أبو الهنا» الجديدة، اثارت الكثير من علامات الاستفهام، سيما أن اعماله الأخيرة بشخصيته الجديدة لم تلق التعاطف من الناس كما كان يتوقع «الشرق الأوسط» التقت الفنان دريد لحام في الرياض، وخصها بحوار فيه الكثير من الصراحة والود، وكعادته لم يخل حواره من ظرافة لطيفة بددت وجوم أسئلتنا، ونثرت في بهو فندق قصر الرياض المقر الذي اقام فيه الفنان وضيوف مهرجان الجنادرية، الكثير من الابتسامات على الوجوه. وكان الحوار التالي:

* ما اسباب الزيارة التي هي الأولى من نوعها إلى السعودية، هل هي محطة، ام مجرد زيارة؟

ـ هي تلبية لدعوة كريمة لحضور المهرجان الوطني للتراث والثقافة السابع عشر «الجنادرية»، وقد أسعدني جداً حضور هذا المهرجان المتميز، خاصة انه مهرجان يهتم بالتراث والثقافة، ونحن احوج ما نكون إلى العودة إلى تراثنا لنتمثله، وعلى أساسه نبني خطواتنا للمستقبل.

* قمت بتسجيل حلقات «برنامج على مسؤوليتي» باستديوهات شركة ارا بالرياض هل التسجيل جاء بظرف المصادفة مع دعوتك الى مهرجان الجنادرية أم لتفعيل دور مركز mbc الرياض، سيما ان المحطة المذكورة ستنتقل إلى دبي؟

ـ نعم ستنتقل mbc إلى دبي، ولكنها لن تترك موقعها بالرياض، هي ستنقل مكانها من لندن إلى دبي وبيروت والقاهرة والرياض وجدة بالتأكيد، ولكن بمناسبة إقامة فعاليات مهرجان الجنادرية قررت الإدارة أن يكون تسجيل بعض الحلقات من البرنامج بالرياض على اساس السياسة التي تتبعها الإدارة في البرنامج، وهو أن يذهب البرنامج إلى العرب اينما كانوا، وهو ما دعاني للقدوم إلى هنا، وليس بداعي انتقالها لدبي.

* بعد مسلسل «عائلتي وأنا» اتجهت نحو تقديم البرامج مثل، برنامج «على مسؤوليتي»، هل هذه محطة أخرى ام استراحة محارب؟

ـ الحقيقة هي وجهة أخرى في مساري الفني، وهي ان استفيد من خبرتي وتجاربي الطويلة في هذا المجال لأكون في موقع هذا البرنامج، فأنا فيه لست محاورا أو مذيعا، البرنامج عبارة عن صالون، ادبي، اجتماعي، ثقافي، سياسي، يهتم بكل ما حول المواطن العربي.

* هل استفدت من نجوميتك في تقديم هذا البرنامج؟

ـ استفدت من تجربتي في هذا البرنامج وليس من نجوميتي.

* ماذا عن ظاهرة تقديم النجوم للبرامج، هل الاغراء المالي هو السبب؟

ـ لا يوجد عمل بلا أجر أو بدون مردود، ولكن بالتأكيد ليس الاغراء المالي هو السبب في الموافقة على المشاركة في البرنامج، ومحطة mbc عندما حاورتني في هذه المسألة المادية قلت لهم المهم عندي أن ينجح البرنامج، وان اجد موقعاً لي فيه، واخر ما اتحدث عنه هو مسألة الاغراءات المالية.

* بعد المسيرة الطويلة والحافلة للفنان دريد لحام، هل هناك شيئاً اردت أو تفعله أو تقوله ولم يتحقق؟

ـ رغم مرور ما يزيد عن 40 عاماً على عملي في مجال الفنون، اعتقد انني ما زلت في الخطوة الأولى، وامامي الكثير لأتعلم والكثير لأفعل وأقول أيضاً.

* من غوار الطوشة إلى أبو الهنا، رحلة ومراحل طويلة، ما هي الشخصيات الحقيقية الاقرب لشخصية دريد لحام؟

ـ أنا أعشق كثيراً شخصية «أبو الهنا» تحديداً واعتقد أن هذه الشخصية تمثل الانسان العربي أكثر بكثير من شخصية «غوار»، رغم حبي الشديد لشخصية غوار التي هي أساس وجودي على الساحة الفنية، فأنا مدين لغوار بالشكر لكن بالتأكيد شخصية «أبو الهنا» اشعر انها تمثل الانسان العربي بخيباته، وانكسـاراته.

* في مسلسل «عائلتي وأنا» هناك افتقاد للتلقائية والعفوية التي كانت تسحرنا كباراً وصغاراً على امتداد الوطن العربي، ومهدت للهجة بلاد الشام لاقتحام قلوب العرب، في هذا المسلســل لم تحظ الشخصية الجديدة لدريد لحام على تعاطفنا؟

ـ طبيعة المسلسل كانت تقتضي وجود هكذا شخصية، وعلى كل حال أي فنان يجب أن يجرب اية شخصية يمكن أن يتلقفها من خلال الاسطر الموجودة بالنص، ويؤديها حسب ما هو يراها، ويجوز أن هذا الاداء لم يتطابق مع محبة الناس، وهو عمل ليس ليتعاطف معه، هو مجرد مسلسل اجتماعي خفيف يحاول أن يدخل البسمة على قلبك، وهو لا يحمل مضامين واهدافا كبيرة، مثل مسرحية «كأسك يا وطن»، أو مسلسل «أبو الهنا»، فالمقصود من العمل أن يجعل المشاهد يشعر بالراحة اثناء مشاهدته له.

* قدمت اعمالاً ومسرحيات كبيرة حملت هماً ومضموناً سياسياً كبيراً، لماذا لم تعد تقدم مثل هذه الاعمال؟ ـ لا يا أخي، الانسان قد تستثيره فكرة، فيقوم على ايجاد منبر ليوصلها للناس، والآن لم تستثيرني فكرة ما لأقدمها لعمل مسرحي.

* ما رأيك بما يعرض على القنوات الفضائية العربية من الاعمال الكوميدية في الوطن العربي؟

ـ لا شك أن هناك أعمالا جديرة بكل احترام، واعمالا قد تبدو انها صنعت على عجل، أو بسبب نجاح هذا الشكل سابقاً وأعيد تكرارها واستنساخها لكنها تبقى محاولات للوصول للناس.

* هل ترى أن هذه الاعمال منافسة لأعمالك؟

ـ لا، في الفن لا يوجد شيء اسمه منافسة، كل فنان له شخصيته المستقلة والخاصة التي تستقطب بعض الناس ولا تستقطب آخرين، فمسألة التنافس تبدو من وجهة نظر البعض وكأنها إلغاء للآخرين، بالفن لا أحد يلغي أحدا، كل فنان له موقع وهذا الموقع يحدده الجمهور.

* ما هو مستقبل الاعمال الكوميدية، على ضوء ما يعرض ويشاهد الآن، هل هي في تطور ام تراجع ام ماذا؟

ـ بالتأكيد، انا اشعر أنها تسير نحو الأفضل وبخاصة بوجود جيل جديد من الشباب خريجي معاهد الدراما في الوطن العربي، بدأوا بأخذ مواقعهم بنفس جديد، وبرؤية جديدة، وهذا يبشر بالخير.

* هل ترى ظهور بعض الكوميديانات العربية من مصر وسورية والخليج العربي، على حساب جمهورك، وهل تشعر بالغيرة؟

ـ مثل ما قلت لك.. للزمن دورته وكل شيء له دوره، السياسة، الاجتماع، الفن وغيرها، وهذه سنة الحياة جيل بعد جيل، ولكن المهم في هذه المسألة أن يكون هناك تكامل بين الأجيال وليس صراعاً، ومن الطبيعي أن تظهر اجيال تأخذ دورها.

* ما رأيك في الاعمال والمسلسلات الخليجية؟

ـ شاهدت بعضاً من الاعمال الخليجية مثل حلقات من المسلسل السعودي الاجتماعي «طاش ما طاش» وبدون شك انني سعيد أن تبدأ الحركة الدرامية في السعودية بالانتعاش. وفي إطار مهرجان الجنادرية، علمت أن هناك عروضا مسرحية، وهذا ما يبشر بالخير، وانه ابتدأت الحركة الدرامية والفنية مسرحياً وتلفزيونياً بالسعودية وهو ما يسعدني على كل حال.

* ما جديد دريد لحام بعد برنامج «على مسؤوليتي»؟

ـ لا أملك تصوراً لشيء جديد حالياً، لكني أعد لفيلم بعنوان «الآباء الصغار» وارجو من الله أن يوفقني، وان أحققه في منتصف هذا العام.

* هل هو فيلم للأطفال؟

ـ هو للعائلة.

* من هو الكاتب والمخرج للفيلم؟

ـ الفيلم من فكرتي وتأليفي واخراجي، أما السيناريو فهو بالتعاون مع الكاتب والسيناريست فاروق صبري، الذي تعاونت معه سابقاً في افلامي القديمة.

* بصراحة، هل اثر انشقاقك وابتعادك عن محمد الماغوط على مستوى الاعمال التي تقدمها بدونه، وهل هناك اسباب حقيقية؟

ـ بالتأكيد تأثرت ومن الطبيعي في أي تعاون من الممكن أن يصير سوء تفاهم، وليس غريباً أن يحصل سوء تفاهم بين صديقين وخاصة في مجال العمل، قد تختلف الرؤية بينهما فيضطرا إلى العمل بمعنى الآية الكريم «فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان، فأن يتفارقا وهما صديقان أفضل من أن يؤدي الاختلاف في وجهة النظر إلى خلاف بمعنى الصداقة.

* هل تملكان الحق بعدما اصبح فنكما ملكاً للجماهير، أن تنهيا هذه الشراكة التي يملك اسهمها الجمهور، بحق الاختلاف والفراق؟

ـ كل فنان هو الأولى بتقدير ظروفه

* بعد سلسلة من الاعمال التي لم ترق إلى مشاهديك وجمهورك مثل «عوده غوار» و«عائلتي وأنا»، الا يدعوك إلى وقفة تأمل ومراجعة للنفس؟

ـ بالتأكيد، يجعلني أتامل، ودائماً الفنان يحاول أن يبحث في حدود الممكن.

= = = = =