أوقفوا البث

أنس زاهد

TT

منذ اليوم الأول لاندلاع الانتفاضة، والفضائيات العربية تحث الشعب الفلسطيني على مواصلة التضحيات ممنية اياه بالدعم والنصرة. والآن وبعد كل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مآس، لا تزال الفضائيات العربية تبث أناشيدها الحماسية وتقدم برامجها الحوارية الملتهبة التي يطالب أبطالها بتقديم الدعم الذي يعرف الجميع أنه لن يصل أبدا. انني لا اعتقد بوجود من يشك في أن الشعوب العربية مشغولة عن التفكير في الحرب بالتفكير في توفير لقمة العيش وبالعمل على تأمين المستقبل.

وفي ظل معطيات كهذه يجب على الاعلام العربي ان يكون امينا وألا يمارس مع الفلسطينيين لعبة التواطؤ بدم بارد. وأقول تواطؤا، لأن الدعم الكاذب الذي تقدمه الفضائيات العربية للفلسطينيين هو محاولة لتضليلهم من جهة، ومن جهة أخرى هو محاولة لمساعدة الشارع العربي على التنفيس عن حالة الاحتقان التي يمر بها، عن طريق الصراخ والجعجعة.. وهذا النوع من التنفيس السلبي هو عملية كذب على الذات لأنه يمنح الضمير العربي الفرصة في تبرير سلبيته وتعليقها على شماعة الأنظمة. اذا كانت الفضائيات العربية تشعر حقا بالتضامن مع الفلسطينيين، فبامكانها أن تتوقف عن البث ليوم واحد فقط بدلا من تضليل الفلسطينيين ومساعدة الشارع العربي على ممارسة الكذب على الذات.