لم أشاهد حتى الآن عبر أية قناة فضائية عربية لقاء مع أحد ناشطي السلام في اسرائيل، وهذه ظاهرة لا أكاد أفهمها.
ناشطو السلام الاسرائيليون فعلوا ما عجزت الأنظمة والشعوب العربية عن فعله، فها هو أحد أبرز ناشطي السلام في اسرائيل يزور بريطانيا وينتقد بعنف سياسة حكومة بلير الممالئة لشارون ويقوم بالعمل على حشد لوبي في البرلمان البريطاني للضغط على الحكومة لايقاف انحيازها السافر لاسرائيل. وقد تزامن هذا الحدث مع اشتراك حوالي ثلاثمائة حاخام بريطاني في تظاهرات نددت بسياسة شارون، فلماذا لا نستفيد من هذه المواقف ولماذا لا نوظفها اعلاميا؟ ان استراتيجية الفضائيات العربية التي تكتفي بفتح الباب أمام المواطن العربي لينفس عن مشاعره، لن تؤدي الى أية نتيجة ولن يكون لها أي قدرة على التأثير سواء فينا أو في الآخر.. في حين أن الاهتمام بناشطي السلام الاسرائيليين سيوفر لهم فرص دعم ستسهل من مهمتهم في تغيير بوصلة الرأي العام في اسرائيل، وستتيح الفرصة لكل الراغبين من الجانبين في ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. اننا نحتاج لاستثمار كل الفرص المتاحة لنا لتغيير الواقع على الأرض.