5000 شخص احتفلوا مع كاظم الساهر بعيد الحب على طريقة نزار قباني

استقبل عشاقه في بيروت قائلا لهم: «مساؤكم حب»

كاظم الساهر
TT

«تحية إلى شباب العالم العربي.. مساؤكم حب».. بهذه الكلمات استهل المطرب العراقي كاظم الساهر الحفلة الغنائية التي قدمها في بيروت بمناسبة عيد الحب على مسرح الفوروم دي بيروت تحت عنوان «لأني أحبكم أغني نزار قباني»، التي حضرها أكثر من 5000 شخص هتفوا باسمه ورددوا معه كلمات أغانيه منذ اللحظات الأولى للحفلة التي افتتحها صاحب لقب «قيصر الغناء العربي» بأغنية «إني خيرتك»، وحتى نهايتها مع أغنية «كل عام وأنتِ حبيبتي».

تأخرت الحفلة ساعة ونصف الساعة عن الموعد المعلن على بطاقات الدخول (الثامنة والنصف)؛ إذ استمر إقبال الناس حتى العاشرة بسبب زحمة السير الخانقة التي أحاطت بالطرقات المؤدية إلى موقع الحفلة. وقف كاظم الساهر ببدلة سوداء ترافقه الفرقة الموسيقية، بقيادة المايسترو العراقي فضيل صالح، وضمن ديكور رومانسي أضيء بخلفية من النجوم وتتوسطه لوحة عملاقة ذات تصميم غرافيكي تتغير ألوانها مع كل مشهد غنائي فيتبدل ما بين الأزرق والأحمر والأصفر، بدأ كاظم الساهر الغناء بعد أن تلقى باقة ورد، معلنا بدء الحفلة فتفاعل معه الحضور بإطلاق آهات بصوت عال في كل مرة غنى فيها إحدى أغانيه المعروفة وبينها: «زيديني عشقا» و«مدرسة الحب» و«قولي أحبك» و«أكرهها» و«الحب المستحيل» و«صباحك سكر» و«حافية القدمين» و«إلى تلميذة»، وغيرها من الأغاني التي قدمها كاظم الساهر وقد بدا في قمة الانسجام والإحساس المرهف فلم يتوانَ عن إغماض عينيه مرات عدة وتحريك يديه اللتين عكستا أكثر من مرة قلقه وتوتره وخجله، محاولا مرافقة النوتات الموسيقية وكأنه يعزف على آلة البيانو أحيانا أو آلة الكمان أحيانا أخرى.

وفي محاولة منه لإلقاء نظرة عن كثب على الجمهور في القاعة وضع كاظم الساهر أكثر من مرة يديه أمام عينيه متحايلا على وهج الأضواء الذي يغطي المسرح فكان يقابله الناس بالوقوف والهتاف والتلويح له كأمواج بشرية تتمايل يمينا ويسارا وكانت تضاء له الأنوار المسلطة فوق مقاعد الحضور بلفتة من مخرج الحفلة ليراهم بوضوح. وفي منتصف وصلته الغنائية أراد أن يطمئن إلى أجوائهم فخاطبهم متسائلا: «هل تعبتم؟»، فما كان من الحضور إلا أن وقف هاتفا باسمه ومصفقا، للدلالة على تمتعه بالنشاط وفرحته بأجواء الغناء. وبعدها توجه إليهم مشيرا إلى أن برنامج الحفلة سبق أن وضع كما هو مخطط له ووفقا لطلباتهم، متمنيا أن يعجب ويرضي بذلك رغبات جميع الحاضرين.

دامت الحفلة ساعتين دون الإعلان عن وقفة استراحة، وقد حاول كاظم الساهر أخذ البعض منها بين الحين والآخر فكان يرتشف المياه تارة أو يتكئ على كرسي وُضع قرب قائد الأوركسترا تارة أخرى، بينما لم يتوانَ عن نداء مساعده درغام في منتصف الحفلة ليلاقيه خلف الكواليس بمحارم ورقية يمسح بها عرقه الذي تصبب منه بغزارة بعد أدائه أغنيتي «صباحك سكر» و«حافية القدمين». وقصد إلقاء التحية على الجمهور داخل القاعة من على المسرح في كل الاتجاهات فاتجه مرة إلى أقصى اليمين ومرة أخرى إلى أقصى اليسار محاولا بذلك إرضاء الجميع وليس فقط من هم وسط القاعة. وخلال سير الحفلة حاول أحد حراس الأمن في القاعة منع أحدهم من الاقتراب إلى المسرح وهو يحمل العلم العراقي، راغبا في إعطائه للنجم العربي، فما كان من كاظم الساهر إلا أن انحنى وأخذه منه شاكرا إياه.