الفيلم الكويتي «بس يا بحر» يعرض على شاشة «ليالي السينما الخليجية»

TT

* ضمن تظاهرة «ليالي السينما الخليجية» القائمة حاليا، يطلق فنانو الخليج ومبدعو السينما مساء اليوم الإطلالة الأولى للسينما على أرض الخليج العربي، وذلك في أمسية بعنوان «ليلة البدايات»، التي يدور فيها الشريط السينمائي للفيلم الروائي الخليجي «بس يا بحر»، من دولة الكويت الشقيقة، حيث يعتبر أول فيلم روائي طويل يتم إنتاجه خليجيا، والبداية الأولى لصناعة الأفلام في المنطقة. ويُعرض «بس يا بحر» كتجربة سينمائية فريدة ونادرة ضمن مجموعة الأفلام التي أنجزها مخرجو الخليج، وذلك نتيجة التعاون ما بين وزارة الثقافة ومهرجان الخليج السينمائي ضمن عام «المنامة.. عاصمة الثقافة العربية لعام 2012م».

يقدم «بس يا بحر» نموذج الهواجس الأولى للمنطقة، في حكاية سينمائية وروائية طويلة مستنبطة من أرض الواقع، تعود لعام 1972م، وتسرد خلال 106 دقائق حياة البحر والحب، وقضايا المجتمع بطبقيته وتركيبته، بالإضافة إلى الأقدار التي تصوغها المجتمعات تبعا للتصنيفات والتوصيفات الاجتماعية. حيث ذهب المخرج الكويتي خالد الصديق آنذاك إلى فكرة العودة أو اللاعودة، الحاجة الملحة للتغيير والتعديل الاجتماعي، والهامش الذي يعيشه البعض، فيحول دون أن يطالوا أحلامهم. ويشكل الفضاء الذي نسجه الصديق في فيلمه تأريخ منطقة الخليج عموما، تكون فيه الكويت نموذجا مكانيا للأحداث التي تحكي رحلة الغوص واللؤلؤ، وتستعيد حقبة اقتصادية مهمة وثقافية أيضا من عمر المنطقة من خلال إحدى العائلات.

وفي نصه السينمائي، يتوغل «بس يا بحر» في نزاعات المجتمع، وينقل في تفاصيله حكاية شاب كويتي منعته أسرته من البحر وممارسة مهنة الغوص، بعد تعرض والده لإعاقة دائمة، بعد أن هاجمته سمكة قرش. لكن حلمه بالزواج من الفتاة التي يحبها ورغبته في أن يكون ثريا لكي يتمكن من الزواج بها، دفعاه لإقناع والده بخوض التجربة. وبالفعل يتمكن من فعل ذلك، ويبدأ رحلته في غيب البحر، في الوقت الذي يجبر والد الفتاة حبيبته على الزواج من رجل مسن وثري. «بس يا بحر»، يركز في واقع المنطقة خلال تلك الحقبة، ويستحضر مساء اليوم (السبت) تفصيل المجتمع وأثر الحياة في نسج مصائر الناس.

الجدير بالذكر أن «ليالي السينما الخليجية» التي انطلقت مساء الخميس الماضي، انتقت في عرضها الأول فيلما واحدا من كل دولة خليجية، وقدمت إبداعات مختلفة ممن حصدوا جوائز في مجال صناعة الأفلام.