الممثل جيرار ديبارديو يتحدى رئيس الوزراء ويتنازل عن جنسيته الفرنسية

نجم السينما يوجه إلى أيرولت رسالة مفتوحة يسأله فيها: «من أنت لتحاكمني؟»

TT

بعد الجدل الذي أثاره قراره بنقل إقامته من فرنسا إلى بلجيكا بسبب القانون الجديد للضرائب على الثروات، وجه الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو (64 عاما) رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء جان مارك أيرولت، نشرتها صحيفة «الجورنال دو ديمانش» أمس، أعلن فيها تنازله عن جنسيته الفرنسية، وقال لأيرولت «نحن لم نعد ننتمي إلى البلد نفسه لأنني أوروبي حقيقي ومواطن عالمي، كما رباني أبي دائما».

ويمنع القانون الفرنسي سحب الجنسية من مواطن إلا في الحالات القصوى، كأن يكون مدانا بالإرهاب، وحتى في هذه الحالة فإنه من غير الممكن ترك أي كان من دون جنسية. ولم يلق أي تجاوب المقترح الذي طرحه النائب الاشتركي يان غالو، قبل أيام، بإسقاط الجنسية عن الفرنسيين الأثرياء الذين يهجرون بلدهم للتهرب من دفع الضرائب، كرجال الأعمال وكبار الرياضيين والفنانين.

وكان رئيس الوزراء قد انتقد ديبارديو، في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، ووصف بـ«الرث» قراره بترك فرنسا. ولم يحتمل الممثل الشعبي هذا الوصف، وذكر في رسالته أنه لا يطلب التأييد بل الاحترام، ذلك أن كل أولئك الذين غادروا البلد، من قبل، لم يتعرضوا لـ«السُّبة» التي تعرض لها.

وأثارت رسالة ديبارديو ضجة كبيرة وردود فعل طوال يوم أمس، وتصدرت نشرات الأخبار، وكانت موضوعا لجدل واسع في الأوساط الشعبية والفنية والسياسية، نظرا للمكانة التي يتمتع بها الممثل الذي قام ببطولة 170 فيلما وعشرات المسرحيات ونال أعلى جوائز السينما الفرنسية. وبدت العبارات التي وردت في الرسالة وكأنها مقاطع من حوار في فيلم مثير يؤدي فيه الممثل دور المواطن العصامي والغاضب الذي نجح في أن ينتقل من أوساط الفقراء إلى قمة الشهرة والثراء بفضل جهوده الخاصة.

وبالأسلوب المنفعل الذي اشتهر به، خاطب ديبارديو رئيس الوزراء قائلا «هل قلت إنني رث؟ يا للرثاثة، من أنت لتحاكمني بهذا الشكل؟ أسألك يا رئيس وزراء مسيو هولاند: من تكون؟». وأضاف الممثل أنه لم يقتل أحدا، ولا يستحق الاستهانة، ذلك أنه بدأ العمل منذ سن 14 عاما، ودفع للضرائب ما مجموعه 145 مليون يورو خلال 45 عاما من النشاط كمعالج ثم كممثل سينمائي ومسرحي وصاحب مزارع للكروم والأنبذة تستخدم 80 عاملا، وقال إنه لا يتذمر ولا يتبجح لكنه يرفض أن يوصف بالرث.

وختم ديبارديو رسالته بالقول بأنه رغم إفراطه وشراهته وحبه للحياة سيبقى كائنا حرا ومهذبا، كما أعلن «ها أنا أغادر فرنسا بعد أن دفعت 85 في المائة من دخلي للضرائب هذا العام، وأعيد لك جواز سفري وبطاقة الضمان الاجتماعي التي لم أستخدمها مطلقا».