هالة صدقي: المسلسلات التركية تهدد صناعة الدراما في مصر

أكدت أنها توقفت عن تقديم برنامجها التلفزيوني لشعورها بعدم القدرة على الإصلاح

TT

أكدت الفنانة هالة صدقي أنه على الرغم من نجاح برنامجها «نواعم وبس»، الذي ناقش الكثير من القضايا الشائكة التي لم يتطرق لها أحد من قبل، فإنها فضلت عدم استكمال طريقها في تقديم البرنامج، وقررت التوقف بعد ثلاثة أشهر من عرضه على قناة «Mbc مصر»، وبررت ذلك بأن الأحوال السياسية في البلد لا تعطي فرصة لأي أحد أن يقوم بأي عمل للإصلاح.

وحول دوافعها لخوض هذه التجربة قالت «عندما قررت الخروج من عباءة الممثلة والجلوس على كرسي المذيعة لخوض مغامرة تقديم برنامج تلفزيوني اجتماعي لم أوافق من أجل تحقيق شهرة أكبر أو نجومية، لكن لكوني اعتبرتها تجربة جديدة أحاول فيها أن أكون مفيدة للناس، لكني فضلت التوقف حتى لا يتحول هدف البرنامج من التوعية والإرشاد إلى مجرد برنامج مثله مثل البرامج الأخرى، خاصة مع سيطرة البرامج السياسية على فضاء القنوات التلفزيونية، نظرا لسيولة ما يجري على أرض الواقع، والناس ينجذبون إلى هذه البرامج أكثر تحت ضغط تخوفهم على مستقبلهم من الظلام الذي يستشعرونه من الأحداث الفوضوية التي تسود الشارع المصري اليوم».

وعن رأيها في خوض بعض الممثلين لتجربة تقديم البرامج تقول هالة صدقي «على الفنان في البداية أن يقيم نفسه، هل هو قادر على الجلوس فوق كرسي المذيع أم لا، وماذا سيقدم لجمهوره الذي يحبه حتى لا يفقد شعبيته. وأنا أرى أن هناك بعض تجارب ناجحة لزملائي، لأن كل واحد أبرز شخصيته، مثل محمد هنيدي وهاني رمزي».

وترصد هالة صدقي في حديثها مع «الشرق الأوسط» مفارقة لافتة، حيث ترى أن الفنان قبل الثورة كان قيمة وقامة للدولة، وكان المسؤولون يهتمون به ويحرصون على تكريمه، لكن بعد الثورة شنت حروب على الكثير من رموز الفن سواء من الفنانين أو الفنانات، في محاولة لكسرهم وإلصاق التهم بهم، وكأنها حملة للخلاص من الفنانين، وهذا يحدث في مصر فقط، لأننا ما زلنا نكرم في جميع عواصم العالم، وأكبر مثال على ذلك الفنانة إلهام شاهين التي كانت تشن عليها حرب من قبل أحد دعاة الدين وهي خارج مصر تكرم عن أعمالها».

وعن أعمالها الجديدة تقول إنها تستعد لدخول مسلسل جديد سيتم عرضه في رمضان المقبل، وستقدم فيه دورا جديدا لم تتطرق له من قبل يتحدث عن المرأة المصرية البسيطة، ويعرض مشاكلها التي لا يصعب حلها في وجود من يطالبون اليوم بإهدار حقوقها.

وعن رأيها في حال الدراما المصرية حاليا تقول هالة صدقي «راحت عليها خلاص.. فهناك غزو تركي بالمسلسلات التي تملأ القنوات الفضائية باللهجة السورية، ومع بداية انتشارها كنت أقول إنها سياسة غير مفهومة، لكني اليوم أؤكد أنها محاولة لطمس الهوية المصرية». واختتمت هالة صدقي حديثها مؤكدة أنها ليست حزينة على حال الدراما فحسب، وإنما على حال مصر وشعبها «لأننا نعيش حالة صعبة يسودها التخبط والاتجار باسم الدين، بعيدا عن مصلحة الوطن الحقيقية».