الممثلة كارين رزق الله: كتاباتي تحكي الواقع اللبناني

كتبت مؤخرا مسلسل «حلوة وكذابة» وشاركت في برنامج «ديو المشاهير»

كارين رزق الله
TT

قالت الممثلة كارين رزق الله المعروفة بتجسيدها أدوارا كوميدية في مسلسلي «مرتي وأنا» و«عايلة عافرد ميلة»، إنها تتمنى أن تقوم قريبا بدور تراجيدي يكشف عن طاقات أخرى تتمتع بها لا سيما أنها سبقت أن خاضت هذه التجربة أثناء دراستها الجامعية فقدمت أدوارا جدية وأخرى تراجيدية لقصص عالمية لشكسبير وغيره، موضحة أن «الممثل الكوميدي هو أكثر الممثلين الذين يستطيعون التأثير في المشاهد لأنهم ولا شعوريا يحزنون لحزنه، وهو الذي اعتاد على إضحاكهم في أعماله كما حصل مثلا مع الراحل (شوشو) أحد أعمدة الفن الكوميدي في لبنان الذي استطاع أن يبكي المشاهد في مسلسل تراجيدي ما زال محفورا لليوم في ذاكرتنا وهو (المشوار الطويل)»، وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتلق بعد عرضا تمثيليا في هذا المجال، ولكني أتوق للقيام به قريبا، وعلي قبل ذلك أن أظهر في دور من نوع اللايت كوميدي، ليشكل لي نقلة مقبولة لدى المشاهد».

وعن المرحلة التي تعيشها اليوم في حياتها المهنية، فقد وصفتها الممثلة اللبنانية، التي شكلت مع زوجها فادي شربل ثنائيا معروفا في عالم الكوميديا، بأنها لا تختلف كثيرا عن بداياتها أو عن المراحل الأخرى التي خاضت فيها تجارب تمثيلية عدة، ولكنها في المقابل تجد، وعلى الصعيد العام، أن الناس أصبحوا يعرفونها بشكل أكبر بعد أن تعرفوا إلى مواهب أخرى لطالما تميزت بها، ولكنها بقيت في الظل، وقالت: «بعد أن كتبت مسلسل (حلوة وكذابة) الذي يعرض حاليا على شاشات التلفزيون دخلت نادي الكتاب مع أنني مارست المهنة نفسها في المسلسلات التي مثلتها مع زوجي، أما اشتراكي في برنامج (ديو المشاهير) حيث غنيت إلى جانب عدد من المشاهير، فقد من خلاله المشاهد إلى كارين المغنية، وما زال لدي الكثير من الطاقات الدفينة التي أنتظر الفرص السانحة لإخراجها من داخلي».

وعن سبب نجاح مسلسل «حلوة وكذابة»، رأت كارين رزق الله أن ذلك قد يعود إلى الموضوع نفسه لأن الكذب بحد ذاته كناية عن مواقف مضحكة يحاول فيها الكاذب، الذي غالبا ما يكون خفيف الظل، أن يقنع بها من هم حوله، كما أن الأسلوب الذي تنتهجه في كتابتها عادة والنابع من الواقع والقريب من الشخصيات الحقيقية التي نعرفها هنا وهناك في حياتنا العادية، إضافة إلى استخدامها عبارات وجملا نرددها شخصيا، كل ذلك ساهم في تقديم المسلسل بقالب بسيط وجميل على السواء، مما انعكس إيجابا على المشاهد نفسه، خصوصا أن أبطال المسلسل أتقنوا أدوارهم وقدموها على أفضل ما يرام، وقالت: «أعتقد أن كتابة أي مسلسل يجب أن ترتكز على البساطة والطبيعية من دون أي فلسفة في التعبير، لأننا في حياتنا اليومية لا نتفلسف؛ بل نتصرف بواقعية وبطبيعية، وهو ما أحاول دائما استخدامه في كتاباتي».

وعن الخطوات المقبلة التي ستقوم بها في هذا الإطار، فإنها تتمثل في مسلسلين؛ أحدهما من نوع الـ«سيت كوم»، وتجسد فيه دور مغنية فاشلة، والآخر كوميدي رومانسي لا تشارك فيه، إضافة إلى سيناريو فيلم سينمائي انتهت من كتابته سيقوم ببطولته كل من زياد برجي وداليدا خليل؛ وهما الممثلان اللذان يلعبان بطولة مسلسل «حلوة وكذابة» أيضا.

وعن إمكانية تقديمها مسلسلا غنائيا بعد مشاركتها في «ديو المشاهير»، أوضحت قائلة: «أستبعد ذلك لأن هذا النوع من المسلسلات ليس رائجا، كما أن هناك مطربين حقيقيين في إمكانهم القيام بأدوار مشابهة لأنهم يتمتعون بأصوات جميلة وعلى مستوى عال في التمثيل»، ورفضت أن تعطي رأيها في كتاب الدراما اللبنانية، قائلة: «من أنا حتى أقيم أعمال كتاب يسبقونني بأشواط؟!». وعن موجة الممثلين الذين تحولوا إلى كتّاب بين ليلة وضحاها، قالت: «هذا الأمر لا ينطبق علي لأنني أكتب أدواري منذ بداياتي، والأمر كله يرتكز على قاعدة العرض والطلب، فإذا نجحوا في عملهم هذا، فسيستمرون، وإذا كان العكس، فهم بالتأكيد سيتوقفون عن ذلك لوحدهم، وقد يعود لجوء بعض الممثلين إلى الكتابة لافتقارهم لعروض عمل يقومون بها، فيكتبون مسلسلا ويقومون ببطولته». وانتقدت الممثلة اللبنانية من يتناول الدراما اللبنانية بسوء، قائلة: «لا يمكن لأحد أن يقارن أعمالنا بأعمال جيراننا أو تلك التي يقوم بها المصريون فهم على الأقل يملكون ميزانيات إنتاجية كبيرة لو تأمنت لنا لقمنا بأفضل منها أو بما يشبهها، لأنه لا ينقصنا كتاب أو مخرجون أو مصورون أو ممثلون قديرون، وأعمال الدراما بشكل عام، كلما رصدت لها ميزانيات مرتفعة، لاقت نجاحا أكبر، وهو ما نلاحظه في الأعمال التركية وغيرها». أما بالنسبة لمشاركة بنتيها في المسلسلات التي تكتبها، فقالت: «لم تدخلا عالم التمثيل لأننا؛ فادي وأنا، والداهما، بل لأنهما موهوبتان، وأنا شخصيا أفضل أن يكون التمثيل نشاطا تقومان به بدل أي نشاط آخر، لأنه بمثابة نشاط غني بالتسلية والثقافة معا».