السماح بعرض فيلم وثائقي عن يهود مصر بعد إثارته جدلا واسعا في البلاد

مخرج العمل: ينطلق الأربعاء بعد الحصول على تجديد التصريح الخاص به

TT

بعد أن أثار جدلا واسعا وأزمة فنية على مدار الأسبوعين الماضيين، تبدأ دور عرض سينمائي بالقاهرة والإسكندرية عرض فيلم وثائقي مصري يحكي عن تاريخ اليهود المصريين بعنوان «عن يهود مصر»، بعد اتهام القائمين عليه الرقابة الفنية وأجهزة أمنية بالتسبب في وقف عرضه الذي كان مقررا في 13 من مارس (آذار) الحالي.

وقال مخرج الفيلم، أمير رمسيس، إن الفيلم سيعرض على شاشات السينما يوم الأربعاء المقبل، بعد الجدل الواسع الذي أثاره ومنعه من العرض بسبب تعليمات جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا) الذي قرر مشاهدة الفيلم أولا رغم حصوله على تصريح مسبق من الرقابة على المصنفات الفنية، لافتا إلى أن الحملة الإعلامية وإعلان صناع الفيلم ونقابة السينمائيين بأنهم سيذهبون إلى القضاء بعد الرفض السابق بعرض الفيلم، ربما هو ما جعل الجهات المعنية تتراجع عن موقفها.

وأضاف رمسيس في بيان نشر على الصفحة الخاصة بالفيلم على موقع «فيس بوك»: «يسعدنا أن نخبركم بأن الفيلم قد حصل أخيرا على تصريح العرض بعد تعطيله بناء على طلب من جهاز الأمن الوطني بحسب ما صرح به السيد رئيس جهاز الرقابة في وسائل الإعلام».

كان منتج الفيلم قد صرح قبل أسبوعين بأنه تقدم في بداية عام 2010 بسيناريو الفيلم للحصول على تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية كإجراء قانوني اعتيادي، وأنه استوفى الإجراءات الخاصة بكل من نقابات المهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية، ثم عرض الفيلم بعد إنتاجه على الرقابة التي أجازت عرضه، وشارك الفيلم في الدورة الخامسة لبانوراما الفيلم الأوروبي بالقاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2012.

ويتناول الفيلم خلال 90 دقيقة أوضاع اليهود الذين عاشوا في مصر في النصف الأول من القرن العشرين وحتى خروجهم من مصر ما بين عامي 1956 و1958، من خلال لقاءات مع مؤرخين مصريين ويهود يعيشون حاليا خارج البلاد. ويسعى الفيلم بحسب القائمين عليه إلى إزالة الخلط بين اليهودية كديانة والصراع العربي - الإسرائيلي، والتأكيد على مفهوم الهوية المصرية، التي أصبحت تختلف عما كانت عليه في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، حيث كان مفهوم الهوية أكثر رحابة من الآن.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أمس، عن رمسيس قوله: «أردت أن أصنع فيلما يصحح تلك الصورة عن الديانة اليهودية التي انتمى إليها عدد من أبناء مصر يوما ما ورفض كثير منهم الكيان الإسرائيلي وناضلوا ضد وجوده، فقررت أن أقتحم عش الدبابير وبدأت مشروع الفيلم الذي حلمت به منذ بداية الألفية عن المناضل المصري اليهودي هنري كورييل ليتحول إلى فيلم تسجيلي».

وأكد المخرج أنه بعد هذا العناء في إنتاج الفيلم ومحاربته مع الرقابة والأمن القومي قرر في النهاية إهداء هذا الانتصار وهذا العرض للراحل المبدع يوسف شاهين الذي تعلم منه يوما أن يثابر حتى النهاية دفاعا عن أفلامه والذي كان السبب أيضا في فكرة هذا العمل، كما وجه تحية لنقابة السينمائيين وعدد من الفنانين والإعلاميين لمساندتهم أسرة الفيلم في أزمته.