لينا كرم: قناعاتي الشخصية أبعدتني عن «باب الحارة» والبيئة الشامية لا يمكن التلاعب فيها

الفنانة السورية ترى أن الأعمال التركية تساعد على نشر العنف في المجتمعات العربية

الفنانة السورية لينا كرم
TT

يؤكد العديد من المتابعين والمهتمين والعاملين في الوسط الفني الدرامي السوري أن الفنانة لينا كرم، التي تعود تجربتها الفنية إلى أكثر من عشر سنوات خلت، رغم عدم الغزارة في مشاركاتها الدرامية، فإنها تحقق حضورا فنيا متميزا في خارطة الفن السوري خاصة أنها تمتلك ثلاث خصال تجعلها في مقدمة جيلها من الفنانات والممثلات وهي الموهبة والجمال والحضور المتميز من خلال امتلاكها لشخصية متماسكة وقوية واثقة من نفسها قريبة من الجمهور، حيث كان حضورها لافتا في العديد من المسلسلات التلفزيونية الاجتماعية والتاريخية والشامية والكوميدية التي شاركت بها، ومنها «عودة غوار» و«فانتازيا البواسل» و«أبناء القهر» و«حي المزار» و«زوج تحت الاختبار» وأعمال عديدة أخرى.

وفي حوار مع الفنانة لينا كرم، تتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الجديد في أعمالها التلفزيونية التي تصورها حاليا، ومنها المسلسل الشامي «زمن البرغوت» الجزء الثاني حيث تؤدي فيه شخصية «أم كاعود»، وفي مسلسل «زنود الست» مع المخرج تامر إسحاق. وحول رحلتها الفنية وهل نالت فرصتها في الدراما السورية تجيب لينا: «في بداية مشواري الفني تحقق لي حيز مهم في الأعمال الدرامية التي شاركت فيها، مثل مسلسلات (أبناء القهر) و(ورود في تربة مالحة) و(البواسل)، لكن قد يعتقد البعض أنني لم آخذ بعد فرصتي الحقيقية، ومعهم حق في ذلك، والسبب أنني كنت غائبة لفترة طويلة عن الوسط الفني لنحو خمس سنوات بسبب الزواج وإنجاب طفلتي والتفرغ لتربيتها، فقد أضر ذلك قليلا بمسيرتي الفنية». وحول مشاركاتها خارج سوريا تقول لينا «عرض علي العمل مؤخرا في فيلم سينمائي مصري لكني لم آخذ القرار بعد حول قبولي المشاركة فيه أم لا، والتأخير هنا من قبلي (كل تأخير فيه خير - تبتسم لينا)، حيث يريد القائمون على الفيلم أن أسافر بسرعة إلى مصر، لكنني متريثة قليلا بسبب بعض المشاغل وسأتخذ القرار قريبا».

وعن ضرورة توافر الثقافة لدى الممثلة مع توافر الجمال تقول لينا «برأيي أنه يجب أن تكون لدى الممثلة إطلالة متميزة، لكن الجمال من دون موهبة وثقافة لن يحقق لها الاستمرارية في العمل الفني». وحول علاقتها مع المخرجين ومن ترتاح للعمل معه أكثر تجيب لينا «العلاقة جيدة مع الجميع، وهناك من أعطاني فرصتي الحقيقية في عمله، كالمخرج نجدت أنزور في مسلسل (البواسل)، ومروان بركات في (أبناء القهر)، وفي (ورود في تربة مالحة) مع المخرج رياض ديار بكرلي، وبرأيي أن لكل مخرج طريقته في العمل مع الكادر الفني». وحول مشاركاتها في دراما البيئة الشامية وكيفية المحافظة على نجاح هذا النوع من الدراما تجيب لينا «شاركت في عدة أعمال شامية ومنها (بيت جدي) و(زمن البرغوت)، وقد عرضت علي المشاركة في أحد أجزاء مسلسل (باب الحارة)، لكنني اعتذرت لأسباب خاصة تتعلق بقناعاتي الشخصية.. وباعتقادي أن هذا النوع من الدراما أحبه الجمهور وله نسبة مشاهدة كبيرة في العالم العربي وفي الخارج، وهي ليست فانتازيا كما يراها البعض، بل باعتقادي أن المسلسل الشامي موثق وله مرجعية، ولا يمكن اللعب بأشياء دخلت في ثنايا البيئة التي نعيشها، حيث سيكتشف المشاهد أي أمور غير حقيقية يمكن أن تقدم في مثل هذه المسلسلات، ولكن برأيي أن تعدد الأجزاء في العمل الشامي الواحد يسبب مللا لدى المشاهد خاصة إذا طالت أحداثه، ولذلك يجب الانتباه لذلك حتى تبقى الدراما الشامية متألقة فهي أثبتت جدارتها».

وعن كيفية اختيارها للدور والشخصية ولأي نوع من الدراما ترتاح تقول لينا «لا يفرض الدور علي مطلقا إذا لم تكن لدي الرغبة في تقديمه، فأنا انتقائية حيث أقرأ مثلا 12 نصا في العام وأعتذر عن معظمها. أما في ما يتعلق بالدراما التي أرتاح للعمل فيها فأنا عملت في كل أنواع الدراما من التاريخية وحتى الاجتماعية المعاصرة مرورا بالفانتازيا والكوميديا، وما يهمني هنا تقديم الشخصية التي تترك أثرا لدى المشاهد، وأن ألعب الدور الذي يحقق الفائدة والمتعة للجمهور، ففي مسلسل (أبناء القهر) مثلا قدمت نموذج الشخصية القوية المتمردة، وقد لاقت إعجاب الجمهور، وبرأيي أنه على الممثل أن يؤدي كل الشخصيات والتي تناسبه ويختارها المخرج له، فللمخرج رؤيته في مدى تناسب الشخصية مع الممثل، وعلينا احترام هذه الرؤية».

وحول إن كانت ترغب في تجسيد شخصية ما في مسلسلات السيرة الذاتية تبتسم لينا «أتمنى تجسيد شخصية تاريخية (الملكة بلقيس)، فهي امرأة رائعة». وعن مشاركاتها في الدراما المدبلجة تقول لينا «شاركت في العديد من هذه الأعمال خاصة التركية منها والتي لولا الممثل السوري لما انتشرت هذه الأعمال في العالم العربي، وقد أوقفت المشاركة في المسلسلات التركية المدبلجة لقناعتي بأن بعضها يساعد في نشر ثقافة العنف في مجتمعاتنا العربية مع أنني لست ضد الأعمال المدبلجة، فهي تتصل بشكل أو بآخر بعملنا الفني». وترى لينا أخيرا أنها ناقدة قاسية لنفسها فهي تشاهد الأعمال التي تشارك فيها وتتابع أي خلل أو هفوة ترى أنها وقعت فيها حتى لا تتكرر مرة ثانية في أعمال أخرى.