فيلم عن التحرش الجنسي يثير غضب لجنة التحكيم لمهرجان الفيلم السعودي

عرض أمس ولجنة التحكيم غير راضية عن الأعمال السينمائية الشبابية

فيلم «انتصار الألم»..
TT

واصل أعضاء لجنة التحكيم لمهرجان الفيلم السعودي للأسبوع الرابع على التوالي عدم رضاهم عن مجموعة من الأعمال السينمائية الشبابية التي تم عرضها على شاشة قناة «روتانا أفلام»، حيث استغرب عدد منهم أن تتم معالجة بعض المشكلات الاجتماعية بطريقة بعيدة عن الطرح السينمائي الهادف والصحيح، وهو الأمر الذي ظهر جليا في حلقة المهرجان يوم أمس الأحد حين تسببت بعض اللقطات في فيلم «انتصار الألم» ومدته (13 دقيقة) حول ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في حالة من الاستغراب في ما تم عرضه في أحداث الفيلم، فجاء رد الفنان الأكاديمي عبد الإله السناني بقوله إن فيلم «انتصار الألم» ليس له علاقة بالسينما حيث شاهدنا إشكالية اجتماعية أراد صناع الفيلم طرحها وتقديمها في هذا العمل ولكن لم تكن موفقة على الإطلاق. فيما قال دكتور فهد اليحيا: «رأينا في الفيلم إساءة جنسية وبصراحة فيلم أستطيع القول عليه تطرق إلى مشكلة بطريقة خاطئة». ولم يبتعد الروائي عبده خال عن هذا السياق؛ حيث قال: «نحن نعاني من هذه المشكلة ولكن لم يكن الطرح والتقديم المفترض أن يكون بهذا الشكل غير الموفق». وأكمل بقوله: «للأسف نرى كثيرا من الشباب يستسهل الدخول إلى السينما والنتيجة تكون مثل هذه الأعمال وبهذا المستوى». وقالت دكتورة هناء العمير: بالفعل الفيلم ظهر بأسلوب «مفكك» وهزيل ولم يكن البناء الفني فيه متماسكا.

ويبدو أن حالة عدم الرضا من قبل لجنة التحكيم ما زالت تلقي بضلالها في كل أسبوع منذ أن انطلق مهرجان الفيلم السعودي قبل أربعة أسابيع، حيث برز عدم الرضا في أكثر من عمل ومنها فيلم «التالي» للمخرج ماهر الغانم والذي عرض الأسبوع الماضي حيث أجمعت لجنة التحكيم على أن مسار الفيلم تشتت في أكثر من اتجاه، وهو ما أضاع لب القصة التي كان من المفترض أن يكون محورها الطفلة التي ظهرت في الفيلم وكذلك الأم والعم، ولكن يبدو أن كاتب القصة والسيناريو ضاع في تحديد هدفه الأول بأن يكون هذا الفيلم قصيرا أو طويلا، وهو الأمر الذي أسهم في خروج مسار الفيلم إلى خطوط أخرى ليفقد المشاهد معها التركيز على قصة محورية محددة، مثل إقحام مجاميع العصابات وفرض لغة التهديد للسرقة والتي قال عنها دكتور فهد اليحيا إنها على طريقة الأفلام الهندية أو ما تعرف بسينما بوليوود، واصفا بعض أفراد العصابة الذين ظهروا في الفيلم بأنهم لا يرتقون إلى مستوى الظهور في أعمال سينمائية راقية! يذكر أن يوم أمس الأحد عرضت 5 أفلام من الأعمال السينمائية الشبابية في مهرجان الفيلم السعودي بدورته الثانية، فبالإضافة إلى فيلم «انتصار الألم»، تم عرض فيلم «أوفياء أكثر مني»، «دمعة ولكن»، «أروي قصة إرادة»، حيث تنوعت ما بين الأفلام القصيرة والوثائقية والتحريك، وتم تسليط الضوء عليها بعد عرضها من خلال أعضاء لجنة التحكيم دكتور فهد اليحيا والروائي عبده خال والفنان الأكاديمي عبد الإله السناني والمخرجة هناء العمير ودار الحوار مع أعضاء اللجنة المخرج السينمائي ومدير المهرجان ممدوح سالم.

ويعتبر فيلم التحريك «أوفياء أكثر مني» الذي تم عرضه من الأفلام الخيالية القصيرة ومدته خمس دقائق يعتمد على الموسيقى والمشاهد التعبيرية فقط من دون حوار يحكي قصة فتاة جميلة ترعرعت مع ثلاثة أسود هاجرت من قريتها الشعبية القديمة وتركت والدتها المسنة ثم تعود بها الذكرى إلى الماضي، فتجد أن الأسود كانت أكثر وفاء بوالدتها منها إذ مكثوا إلى جانبها حتى وفاتها. وقدم فيلم «دمعة ولكن» قضية التحايل بالتسول ولكن يتم عرضها بفيلم صامت يحتوي على عناصر المفاجأة والمواقف المؤثرة، أما الفيلم الوثائقي «أروى قصة إرادة» وهي عبارة عن قصة حياة ورواية نجاح وحديث الروح إلى فؤاد والديها «أروى» الذين جعلوا ما يعرف (بمتلازمة داون) من ذكريات الماضي للوالدين ومصدر نور وضياء لمن يعانون من هذا المرض. أما فيلم «كروة» فهو قصة شاب ترك قريته باحثا عن عمل، لتتغير حياته عندما يلتقي بمجموعة من الأصدقاء حيث يتم سرد الرغبة الجماعية للنجاح من خلال تكوين البذرة الأولى للمشاريع الصغيرة.