باميلا الكك: ممنوع علينا كدراما لبنانية العودة إلى ما قبل مسلسل «جذور»

الممثلة اللبنانية صرحت إنها ابتعدت عن «التمثيل الخبيث» الذي يبنى على «تمشية الحال»

الممثلة اللبنانية باميلا الكك
TT

قالت الممثلة اللبنانية باميلا الكك إنه يمنع على صانعي الدراما اللبنانية بعد اليوم العودة إلى الوراء إلى ما قبل مسلسل «جذور»، موضحة أنه حتى المشاهد لم يعد يرضى متابعة أعمال فنية لا تشبهه من ناحية الإنتاج أو حبكة المسلسل بشكل عام. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما جاهدت الدراما اللبنانية للوصول إلى ما هي عليه اليوم ولعل مسلسل (روبي) للكاتبة نفسها كلوديا مرشيليان قد عبد الطريق أمامها للانتشار عربيا ولكن الأهم المحافظة على هذا النجاح والتمسك به بكل جوارحنا». وقالت: «لا أذيع سرا إذا قلت إننا نتلقى التعليقات الإيجابية من قبل مشاهدي مسلسل (جذور) في كافة دول العالم من أستراليا وفنزويلا والولايات المتحدة الأميركية، فلقد انفتحنا على العالم بشكل لافت وليس المهم أن ننتشر بل الأهم هو هذه الفرصة التي أتيحت لنا لإلقاء الضوء على طاقات العمل التي نتمتع بها في لبنان في هذا المضمار».

وتجسد باميلا في مسلسل «جذور» الذي يعرض على عدد من الشاشات الفضائية العربية وعلى محطة الـ«إل بي سي آي» اللبنانية في آن، أول دور بطولي لها على الشاشة الصغيرة، حيث تلعب دور «كارلا» المرأة الفرنسية اللبنانية الأصل والمطلقة التي تعود إلى بلادها مع ابنها ووالدتها لرؤية والدها المريض فتقع في حب ابن زوجته (يوسف الخال) لتتشابك مجريات القصة وتولد مواقف مشوقة ومثيرة يتابعها المشاهد على مدى 60 حلقة متتالية.

وعما إذا كان هناك أوجه تشابه بين شخصيتها الحقيقية وتلك التي تجسدها في المسلسل، ردت موضحة أن «الكاتبة كلوديا مرشيليان تحاول في جميع مؤلفاتها أن تقدم شخصيات تشبهنا في الحياة، و(كارلا) تشبه نساء لبنانيات كثيرات وهي أيضا تشبهني من ناحية جرأتها وطبيعتها وديناميكيتها فهي على الرغم من تأثرها بأجواء البلاد التي تربت بها (فرنسا) فإنها تحب وطنها الأم وتحن إلى جذورها الأصيلة فيه مثلي تماما، كما أن (كارلا) ليست وقحة أو غير محافظة فهي عفوية ولا تتنكر لتقاليدها فنراها لا تستفز المشاهد بأي (لوك) مثير مثلا على الرغم من أن طريقة لبسها أوروبية». وتختتم الموضوع قائلة: «أحاول دائما عدم استخدام شخصيتي في الدور الذي ألعبه على الشاشة الصغيرة وأعتقد أن كل ممثل يستفيد من شخصيته الحقيقية وخبراته فيستعين بها كلما دعت الحاجة ولكنه لا يبالغ في نقلها كما هي على الشاشة». وترى أن الجميل في نص كاتبة المسلسل هو خروجها عن المألوف في موضوع البطولة إذ لا تقيدها بشخصيتي البطل والبطلة فقط كما جرت العادة بل «تفلشها» لتطال كل من يشارك في العمل وهذا ما لاحظناه في «أجيال» و«باب إدريس» و«روبي» وغيرها من المسلسلات. ورفضت الممثلة اللبنانية التي تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها المقولة التي يروج لها البعض بأن مساحة الدور كلما زاد حجمها تحمل الممثل مسؤولية أكبر، معتبرة أن أي دور نقوم به يجب أن نحمل مسؤوليته مهما كان صغيرا، مؤكدة أن ما ذكرته كلوديا مرشيليان بأن اليوم أصبح لدينا باميلا الكك ما قبل «جذور» وباميلا ما بعده، هو واقع صحيح لأن ما تقوم به اليوم يختلف عن الماضي رغم أن البعض - رغم صغر سنها - يعتبرونها تأخرت في تجسيد دور بطولة مشبهة مشوار العمل كأي مطبخ مهنة أخرى كلما مارسته عرفك على الجديد فيه.

أما أصعب المشاهد التي صادفتها في المسلسل فهي كما تقول تلك التي تظهر فيها في «تيتر» المسلسل والذي تردد فيها عبارة «بحبو بحبو»، وتقول: «استغرق هذا المشهد مني الكثير من التعب الجسدي والنفسي إذ تخرج فيه (كارلا) (الشخصية التي تجسدها) من حالها.. من جسدها وروحها فتتعرى نفسيا كما لم يسبق أن فعلت من قبل، إضافة إلى مشاهد أخرى اضطررنا فيها للغطس في مياه باردة في عز الشتاء وأخرى تطلبت منا وصل الليل بالنهار والسفر بالوقت نفسه، وهنا يهمني القول إن هذا النوع من التمثيل يكون شبه حقيقي وبعيدا كل البعد عن التمثيل الخبيث الذي يمكن أن نقوم به في أي شكل لنمشي الحال».

وعن تجربتها التمثيلية أمام عمالقة أمثال تقلا شمعون ورفيق علي أحمد ورلى حمادة ومحمود قابيل وأحمد هارون، علقت بالقول: «إنني محظوظة لكوني وقفت أمام هذا الكم الكبير من الممثلين العمالقة مرة واحدة، فرفيق علي أحمد ورلى حمادة وتقلا شمعون لديهم سحرهم الخاص وعندما كنت أقف أمامهم كانوا يمدونني بصورة لا شعورية بهذا الزخم التمثيلي فتلك اللحظات كانت رائعة بالنسبة لي ولا يمكنني أن أنساها، أما بالنسبة للممثلين المصريين فكانوا قمة في الاحتراف ولكن شاء دوري أن أحتك أكثر بالممثلين محمود قابيل وأحمد هارون فلا أبالغ إذا قلت إن الأول هو أستاذ بكل معنى الكلمة في تمثيله وأدائه ولياقته ورقيه وإنسانيته، وكذلك الأمر بالنسبة لـ(شريف)، أي الممثل أحمد هارون، فمشاركته التمثيل متعة كبيرة».

وعن التعليقات السلبية التي بدرت عن المنتج مروان حداد، حيث ذكر في إحدى مقابلاته الإذاعية أنه لا يرى انسجاما أو كيمياء ما بينها وبين حبيبها في المسلسل (يوسف الخال)، ردت بهدوء: «في الحقيقة لم أتلق أي تعليق سلبي في هذا الخصوص والممثل الجيد يملكه إحساس في داخله في ما لو كان لا ينسجم مع أي زميل له يقف أمامه ولقد شكلنا، يوسف الخال وأنا، وبشهادة الناس ثنائيا ناجحا وقد لمسنا ذلك على الأرض وحتى أثناء قيامنا بالدور، فنحن أصدقاء منذ أيام تصوير مسلسل (أجيال)، وهذه الكيمياء ظهرت بيننا منذ اللحظات الأولى لوقوفنا أمام الكاميرا تماما كما حدث مع الممثلة القديرة رلى حمادة». ثم أردفت مازحة: «مهضوم مروان حداد مهضوم!».

وأثنت باميلا على الخلطات الناجحة التي اعتمدتها الكاتبة كلوديا مرشيليان في الدراما اللبنانية، حيث أدخلت في نصي «روبي» و«جذور» جنسيات عربية مختلفة مما ولد ثقافات عدة ما بين الممثلين وتجاه المشاهدين، وخصوصا أننا كعرب نملك مشاكل وهموما حياتية مشابهة.

وعن أعمالها المستقبلية قالت: «أستعد لتصوير فيلم تلفزيوني من كتابة كلوديا مرشيليان أيضا وإخراج باسم كريستو ويتناول قصة فتاة (تغريد) تعاني من مرض التوحد وهي فائقة الذكاء فنشاهد معاناتها مع المرض وكذلك الناحية الإيجابية التي تتمتع بها، وأنا سعيدة لكوني أول ممثلة عربية أقوم بهذا الدور أمام الكاميرا وقد استفزني الأمر كثيرا حتى أنني قمت بأبحاث حول الموضوع وعشت مع أشخاص يعانون من مرض التوحد».

أما عن أخبار قلبها ومصير علاقتها الغرامية التي سبق أن أعلنت عنها مع محام لبناني فقالت: «هذه القصة قديمة وقد انتهت منذ زمن ولعل الانشغال بعملي أبعدني عن الحب إلى حد ما، ولكني ضد من يردد أنه في استطاعتنا أن نتحكم بأمور الحب وأن نقرر متى وأين نحب، فهذا غير صحيح فلا وقت ولا عمر ولا استئذان في هذا الموضوع، (وكل شي بوقتو حلو)».