صفاء رقماني: أنا ناقدة قاسية لنفسي ولا يعجبني حالي

الفنانة السورية تصور الشخصية الرئيسية في مسلسل «خرزة زرقاء»

صفاء رقماني
TT

تنتمي الفنانة السورية صفاء رقماني لجيل الممثلات الشابات اللاتي برزن في الدراما السورية، خاصة الاجتماعية المعاصرة في السنوات العشر الماضية، حيث جسدت العديد من الشخصيات الجميلة في مسلسلات متنوعة، وفي حوار معها تتحدث صفاء لـ«الشرق الأوسط» عن الجديد لديها في مجال الأعمال الفنية للموسم الدرامي الحالي، قائلة: «أصور حاليا دوري في مسلسل (خرزة زرقاء)، وهو عمل اجتماعي كوميدي، حيث أجسد فيه الشخصية المحورية، وهي فتاة من منطقة ريفية تغار منها ابنة عمها التي تصيب بالعين، ولذلك تضع دائما خرزة زرقاء حتى لا تصاب بالحسد منها، وكذلك شاركت في عمل اجتماعي كوميدي (دبل شو)، وهو عبارة عن لوحات ساخرة ناقدة، وشاركت في مسلسل (زنود الست)، وهو عمل شامي اجتماعي خفيف».

وعن غيابها عن دراما البيئة الشامية تقول صفاء: «لم يعرض علي العمل في هذا النوع من المسلسلات، وليس لدي تمنٍّ للمشاركة فيها، ولكن إذا عرض علي دور فيها فسأوافق، فهي دراما جماهيرية ولها شعبيتها، ولكنني أحب الأعمال الاجتماعية المعاصرة أكثر، حيث أجد نفسي فيها، كما أنها تشبهنا وتحكي قصصنا، وتطرح مشاكلنا وتضع الحلول لها، ومع ذلك فأنا لدي مشاركات في أعمال بدوية وتاريخية وريفية لأنني مع التنوع».

وتؤكد صفاء أنها في علاقتها مع المخرج والمنتج تبحث دائما عن العمل الذي يلبي طموحها، ولذلك تقول: «إذا لم أكن مرتاحة للمسلسل فلا أكمل مشواري معه، بمعنى أنني قد أقرأ النص وبعمق، وأتشاور مع الجهة المنتجة حولها، وقد يستغرق الأمر أسابيع، وأعتذر عن المشاركة فيه، فأنا لست من اللاهثين عن المشاركة في أي مسلسل يعرض علي مباشرة، كما أنني أتناقش مع المخرج وأطلب منه تعديل بعض الأمور المتعلقة بالشخصية التي سأجسدها، فمثلا من الممكن أن تكون الشخصية جميلة، ولكن قد يكون فيها خط غير جميل بقناعتي، فأناقش المخرج فيها وتلقى مقترحاتي عادة الاستجابة؛ كونها تخدم الشخصية والعمل، وقد تسألني عن المخرج الذي أرتاح للعمل معه فسأجيبك بأنني مرتاحة لكل من عملت معهم خلال رحلتي الفنية، ولاحظت أن لكل مخرج طابعه الخاص، بحيث استفدت منه، وحتى المخرج العصبي، فليس لدي أي مشكلة في العمل معه بشرط أن يكون مقتنعا بموهبة الفنان الذي يعمل معه، وأن يعطيه مساحة كافية ليتحرك من خلالها؛ فالمهم هنا أن أكون مرتاحة للعمل تحت إدارته؛ لأنني أحلق في أداء دوري وأقدمه بشكل رائع، أما إذا لم أكن مرتاحة فسيؤثر ذلك على أدائي».

وتجيب صفاء مبتسمة عن سؤال حول إمكانية تقديمها لأدوار جريئة: «أنا مع أي دور بشرط أن لا يجرح عين المشاهد، أو أن يقدم بطريقة فجة، بحيث يمكن تقديم الدور ولو كان جريئا، ولكن بشكل هادئ يتقبله المتفرج ويرتاح له».

تتنهد صفاء وهي تتحدث عن انتقادها لنفسها باستمرار قائلة: «أنا ناقدة قاسية لنفسي، ولا يعجبني حالي، حيث لدي هاجس دائم، وهو أنني يمكن أن أقدم الأفضل في هذا الدور أو ذلك العمل، حتى ولو كان رأي المحيطين بي إيجابيا ويعجبهم أدائي للدور، إلا أنني أظل في حالة عدم الرضا».

وعن رأيها بالأعمال المدبلجة التي كان لها مشاركات كثيرة فيها تقول صفاء: «برأيي أن الأعمال المدبلجة فن قائم بذاته وليست خياطة أو حدادة.. ولم تكن تعجبني سابقا، وقد أحببتها بعد أن شاركت في أعمال جميلة منها، وهي أعمال ليست سهلة كما قد يعتقد البعض، فهي صعبة ولكنها ممتعة وجميلة، وليس الموضوع هنا إعارة الصوت فقط، بل على الفنان هنا أن يلتقط كل شيء في شخصية الممثل الأجنبي وليس صوته فقط، حتى حركة عينيه على المدبلج أن ينتبه لها، وتبقى هذه الأعمال مفيدة، حيث أمنت فرص عمل لأناس ولفنانين لم يكن لديهم مشاركات كثيرة في أعمال درامية».

وحول إن كان لديها مشاريع فنية لم تحققها بعد أو شخصيات لم تلعبها حتى الآن وتطمح لتجسيدها تقول صفاء: «في مسيرتي الفنية قدمت العديد من الأدوار، وكل شخصية جسدتها ساهمت بإبراز جانب معين من موهبتي الفنية، وأحبها جميعها، ولكن الدور الذي أطمح إليه لم يأتني بعد، ولا يمكنني وضع عنوان له».

وعن دراما السيرة الذاتية وهل تطمح لتجسيد شخصية هامة في مثل هذه الأعمال تقول صفاء: «لست معجبة بمثل هذا النوع من الدراما، ولو أنني لست ضدها، ولكن ليس هذا طموحي أن أجسد شخصية من التاريخ القريب أو البعيد، بل طموحي تجسيد شخصية مكتوبة لي، بحيث أنا من يضع ملامحها وأصنعها».

وعن الشللية الفنية التي تشكل ظاهرة في خارطة الدراما السورية تقول صفاء: «أنا لست معها، بل على المخرجين والمنتجين أن يحققوا التنوع في أعمالهم حتى لا يقال إنهم يكررون نفس الوجوه الفنية في مسلسلاتهم، فأنا مع الممثل أن يعمل مع الجميع وأن لا يحسب على جهة واحدة فقط، فهي ستسبب له وجع رأس».