الفرج: الشهرة لا تسبب الغرور بل تركيبة صاحبها.. والرجل المعنّف حقيقة نعيشها في أيامنا

الفنان الكويتي قال إن الحب وحده يمكنه أن يمحو أي مشكلة بين اثنين

TT

نصح الممثل الكويتي سعد الفرج جيل اليوم من الممثلين في العالم العربي بالتنبه من الإصابة بالغرور، واصفا إياه بصاحب الإمكانيات الهائلة التي خولته تحقيق انتشار كبير وواسع لم يكن الجيل القديم من الممثلين يتسنى له بهذه السهولة، وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الجيل من الممثلين برع في التحدي وفي إيصال موهبته حرفيا إلى الناس دون استئذان، ولكني أقول له إياك أن تصاب بالغرور، فهذا الداء يمكن أن يودي بك إلى الحضيض، وعندها لا ينفع الندم». وعندما استوضحته عما إذا شعر بالغرور يوما ما قال: «حاشى... فأنا لم أصب يوما به، بل كنت أجتهد دائما للوصول إلى الأفضل، ولذلك تابعت دروسا أكاديمية في التمثيل والإخراج حتى بعد ممارستي المهنة، وبرأيي ليست الشهرة هي التي تؤدي بأصحابها للإصابة بالغرور، بل هي تركيبة صاحبها وشخصيته نفسها وأسس التربية التي ترعرع عليها».

وسعد الفرج الذي تابعه المشاهد العربي مؤخرا في مسلسل خليجي عرض في موسم رمضان بعنوان «توالي الليل»، ويجسد فيه دور الرجل المعنف من قبل زوجته المتسلطة (أسمهان توفيق)، اعتبر أن هذا العمل يلامس الواقع الحالي الذي تنوء تحت حمله عائلات كثيرة، كما يكشف عن الصراعات بين أبناء العائلة الواحدة من أجل المصالح الشخصية. وعن طبيعة دوره يقول: «هو دور رجل معنف من قبل زوجته، وهذه حقيقة نعاني منها في بعض الزيجات حيث تمارس المرأة على زوجها أبشع أساليب التعنيف، وبرأيي هذا النوع من العنف الممارس من قبل المرأة هو أسوأ بكثير من ذلك الذي يمارسه الرجل عادة تجاه زوجته، فهذا الأخير قد يجد في أسلوب أو في آخر متنفسا له خارج منزله، أما المرأة ولأنها تقبع عادة في بيتها وتفرض عليها تربيتها اهتمامات وفروضا منزلية عدة يكون رد فعلها أكثر عورة من الرجل، فهي تؤذي وتجرح وتكون نتائج تصرفاتها وتعنيفها على الرجل أسوأ بكثير».

ويتابع الممثل الكويتي الحائز على عدة جوائز عربية وعالمية في عالم التمثيل قائلا: «المرأة هي رمز الحب والأنوثة والحنان، وعندما تخرج عن إطارها هذا تصبح كائنا شرسا يشوه صورتها لدى الرجل».

وعن رأيه في الحب قال: «الحب هو أساس الحياة ومحور أي شيء نقوم به، وعندما يوجد الحب الحقيقي والعميق ومهما بلغت بنا المشكلات فهو الوحيد الذي بإمكانه حلها ووضعها في طريقها المستقيم، وبواسطته تحل جميعها مهما كانت خطيرة وصعبة، ولذلك علينا أن نستسلم له عندما نقع في الخطأ».

وعن الفرق في مهنة التمثيل بين اليوم والبارحة رد موضحا: «الفرق كبير وشاسع، إذ كانت هذه المهنة بمثابة حلم لصاحبها في الماضي، ومن ينجزه هو بطل بحد ذاته، إذ لم يكن مستحبا أن يمارسها الرجل، ناهيك بالمرأة التي كانت معرضة للقتل فيما لو قامت بها، وأعتقد أن جيلنا القديم عبّد الطريق أمام جيل اليوم لممارسة هذه المهنة بحرفية، فوضع حجر الأساس لها مما سهل بناء حياة فنية محترمة وجميلة».

ولكن إلامَ يحتاج الفن اليوم حسب رأي أحد أهم أعمدة التمثيل في عالم الخليج؟ يقول سعد الفرج: «نحن في أمسّ الحاجة إلى إمكانيات إنتاجية عالية وإلى دعم مادي يؤمن لنا انفتاحا تلفزيونيا وسينمائيا ومسرحيا على المستوى المطلوب، فصحيح أن هناك جهودا فردية في هذا المجال كتلك التي وضعها المخرج الشاب وليد العوضي في الفيلم السينمائي (تورا بورا)، والذي شكل فيلم الافتتاح في مهرجان (كان) السينمائي وحضره نحو 1200 شخص وحصد عدة جوائز، بينها جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الخليج السينمائي العام الماضي، فلولا هذه المحاولات الفردية لما كنا استطعنا أن نبهر المشاهد ونعلمه بقدراتنا وننافس أعمالا عالمية في هذا المجال، ولكن على الجهات الرسمية وأصحاب رؤوس الأموال تبني هذا النوع من الأعمال لتأخذ حقها في زمن التواصل الإلكتروني الذي بالكاد نستطيع اللحاق بتطوراته وتغييراته في شتى المجالات».

والمعروف أن سعد الفرج حصل عام 1969 على دورة في الإخراج والإنتاج التلفزيوني من معهد الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وعام 1973 حاز على شهادة الدبلوم في الإنتاج والإخراج التلفزيوني من الولايات المتحدة الأميركية، كما حصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من «لوس أنجليس سيتي كولدج». حاليا يشارك الممثل الكويتي في عرض مسرحية «الفرجان» على مسرح قطر الوطني لمناسبة عيد الفطر، وهي من تأليف غانم السليطي، وتدور حول حكاية تقليدية كلاسيكية تحمل كوميديا راقية وتجري أحداثها في فترة ما قبل ظهور النفط وترصد عددا من التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في منطقة الخليج مستقاة من الحاضر. ويعلق عنها قائلا: «(الفرجان) هي جمع فريج، وتعني (الحارة)، ويمكن القول إنها مسرحية سياسية كوميدية فيها الكثير من القفشات المضحكة التي تعبر عن رسائل مبطنة سيتلقفها المشاهد على التوالي وستترك لديه دون شك أثرا طيبا».