الفنان عمرو يوسف: وداعا للأدوار التي تعتمد على وسامتي

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن عمله كمذيع جعله يتقن دور الداعية في «نيران صديقة»

الفنان عمرو يوسف
TT

لفت الفنان الشاب عمرو يوسف الأنظار إليه بقوة من خلال دور إمام مسجد يتحول إلى داعية شهير يطلق الفتاوى في مسلسل «نيران صديقة» الذي عرض أخيرا خلال شهر رمضان الماضي، وما زال يحصد نجاح هذا العمل من خلال ردود الفعل الإيجابية وإشادة بعض النقاد.

عن هذا الدور قال يوسف لـ«الشرق الأوسط» إنه «بمجرد قراءتي للسيناريو وكل شخصيات العمل وبرغم أني رشحت لدور آخر، فإني وقعت في غرام شخصية (طارق) وعشت معها، فهي شخصية مختلفة تجسد كل ما يدور بداخل أي شاب، عبر تركيبة نرى فيها المشاعر والأفكار، ولديه تحولات كثيرة في حياته وبها صراعات داخلية بين التمسك بمبادئه وتنازله عنها، أيضا بين التمسك بأحلامه وخسارته، كما نراه شخصا قويا في أحد المشاهد وضعيفا في بعضها، فهو نموذج متكامل لكل من نعيش فيه حيث تتحكم الحياة في قراراته ولم يستطع مقاومتها. لذلك تأثرت على المستوى الشخصي بهذا الشخص ووضعني في أسئلة حرجة كثيرة بيني وبين نفسي، فتارة أتعاطف وأشفق عليه، وتارة أخرى لا أتعاطف معه».

وأضاف أن هذه الشخصية تحمل رسائل واضحة وصريحة لكل شاب، وهي أن يكون صاحب قراره، ويكون لديه ثقة في نفسه، ويجب أن يبتعد عن الكذب، فــــالكذب لا يجلب سوى الكذب، وهو ما رأيناه في شخصية «طارق»، وكيف وصل به الحال إلـــــى أن يتقبل الــذل بسبب كــذبه.

وحول تمكنه من تجسيد الشخصية من حيث مخارج الألفاظ قال: «عملي كمذيع في بداية حياتي المهنية ساعدني كثيرا حيث كنت أتدرب على الإلقاء ومخارج الألفاظ، ورغم تمكني من مخارج الألفاظ فإن مشاهد الخطابة في المساجد أخذت مني وقتا طويلا في التحضير والتركيز، كنت حريصا لأقصى درجة في تشكيل الحرف بشكل سليم حتى أستطيع أن أقنع المشاهد أنني داعية حقيقي، والحمد لله نجحت في ذلك من ردود الفعل التي جاءتني.

وعن سبب إلقاء الضوء بشكل كبير على علاقة الفن والدين بالسياسة ضمن أحداث العمل قال: «الدين والفن أهم سلاحين ممكن استخدامهما كيفما نشاء لتغيير وجهات نظر شعب بأكمله، في الفن على سبيل المثال عندما ينتهي أي نجم من عمل فني يترك بصمة لدى جمهوره من لزمات وإفيهات كانت تصاحب العمل، ولدينا كثير من الأمثلة لنجوم رحلوا عنا، لكن نتأثر بهم حتى الآن من خلال أعمالهم بداية من يوسف وهبي وإسماعيل ياسين ومحمود المليجي وعبد الفتاح القصري وحسن فايق، وأيضا عادل إمام وغيرهم. أيضا نجوم الغناء الذين أثروا في شعوب كثيرة كسيده الغناء العربي أم كلثوم وعبد الحليم حافظ. لذلك أرى أن الفن يمثل خط دفاع، أما الدين فهو الأكثر تأثيرا، خاصة في كسب تعاطف أي شعب والتجربة التي عشناها خلال عام من حكم جماعة الإخوان المسلمين أكبر دليل على ذلك، وعلى رأي ابن رشد حينما قال: (إذا أردت أن تقنع الناس بشيء غلفه بغلاف ديني)».

وأوضح يوسف أن اختيار الكاتب محمد أمين راضي أن يدور العمل في بداية فترة الثمانيات حتى التسعينات كان مقصودا لكي يعرف الجيل الحالي ما كان يدور خلال هاتين الفترتين، وما سبب الحنين إلى الماضي دائما من قبل البعض فالمسلسل يتحدث عن كل ذلك ويوثق له من خلال أحداثه.

ورفض يوسف اتهام البعض بأن هذا العمل مكتوب في الوقت الحالي، مؤكدا أن العمل تم كتابته بالكامل قبل الثورة ولم نعدل حرفا في أحداثه، وكانت مصادفة أن تكون شخصية «طارق» الداعية الذي نراه الآن.

وذكر يوسف أنه منذ دخوله الفن يرفض الأدوار التي تعتمد عليه كشخص وسيم ولكن دائما يذهب إلى الشخصية المركبة والصعبة التي تبرز إمكانياته كممثل.

وعن الفنانين الذين يرغب التعاون معهم، قال: «أرغب في التعاون مع الكثير من النجوم لكن بشكل يظهرني كممثل بمعنى أتمنى العمل مع عادل إمام ومحمود عبد العزيز، لكن بمساحة دور تجعل من يشاهدني يقول: عمرو عمل دور كويس مع عادل إمام وليس العكس»، أما النجمات فأتمنى التعاون مع منى ذكي وأعجبني كثيرا دورها في عملها الدرامي الأخير (دنيا آسيا) وأيضا المتميزة نيلي كريم أثبتت تفوقها على نفسها في مسلسل (ذات)». وتمنى أن يقوم بدور كوميدي فهو يرى من يقدم الكوميديا مظلوم، فالتكريم دائما يذهب إلى الأدوار التراجيدية برغم أن الكوميديا من أصعب الأدوار، بل من الصعب إضحاك شخص لكن من السهل إبكاؤه.

ولا يمانع يوسف في العودة لتقديم البرامج التلفزيونية، شريطة أن يكون الموضوع حقيقيا ومهما ويناقش مضمونا، وقال: جاءتني مؤخرا عروض كثيرة، لكني رفضتها ما عدا فكرتين ونظرا للظروف الإنتاجية التي نعيش فيها الآن لم يدخلا حيز التنفيذ.

وذكر أن من بين مشاريعه القادمة فيلم «رسائل الحب» للمخرج داود عبد السيد، لكنه تأجل نظرا لميزانيته الكبيرة، ثم إن حال السينما الآن غير مشجع، لكن ما زال المشروع قائما ولم أعتذر عنه، ولدي الكثير من السيناريوهات لاختيار عمل درامي للعام المقبل.