ماغي بوغصن: خصوصيتي خط أحمر ولست مشروع مطربة

الممثلة اللبنانية أكدت أن زوجها هو الداعم الأول لها و«بي بي» حلم وتحقق

مشهد من فيلم «بي بي»
TT

قالت الممثلة اللبنانية ماغي بوغصن إن دورها في الفيلم السينمائي الجديد «بي بي» كان بمثابة حلم وحققته. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما رغبت في القيام بدور مركب، فجاءتني الفرصة من خلال نص محبوك بطريقة جميلة كتبته كلود صليبا». وتابعت: «في البداية خفت من تجسيد الدور فاتصلت بالمخرج إيلي حبيب أعلمه بإحساسي هذا، فقال لي إن خوفي دليل المسؤولية الكبيرة التي حملني إياها الدور، وتوقع أن أنجح به».

وعن كيفية ولادة الفكرة من قبل كاتبة قصة الفيلم كلود صليبا أوضحت أن الأمر بدأ عندما سأل المخرج ابنته عما تقوم به فيما لو كان لديها مبلغ من المال، فأجابته بعفوية بأنها تضعه في «قجة». وعندما أعاد عليها السؤال بصيغة ثانية، أي فيما لو كان المبلغ كبيرا فأجابته ببراءة بأنها ستشتري «قجة» أكبر فتكونت الفكرة لديه.

وتجسد ماغي بوغصن في الفيلم شخصية بديعة، وهي فتاة في الثلاثين من عمرها توقف نموها العقلي عند الثامنة من عمرها بسبب دواء فاسد، فيما استمر نموها الجسدي بشكل طبيعي. ترث من جدتها حقيبة مال، فتحاول إخفاءها عن شقيقها الجشع، بناء على طلب الجدة. وفي أحد الأيام تخرج من منزلها حاملة الحقيبة، فتبدأ المغامرة خصوصا بعدما تلتقي زياد (يوسف الخال) وابنه.

وتصف ماغي بوغصن الدور بأنه استلزم منها تحضيرا استغرق نحو الشهرين، فزارت مؤسسات تعنى بأصحاب النمو العقلي المتأخر، واحتكت بهم وتعلمت كيفية تعاطيهم مع الأمور وردات فعلهم وقالت: «لقد تأثرت كثيرا بطبيعة هؤلاء الأشخاص، فلم أكن أملك أي فكرة واضحة عنهم. اكتشفت أنهم أشخاص يتمتعون بالفكاهة والذكاء والبراءة معا». وعما إذا كان ما زال لديها كمية من الطفولة في شخصيتها اليوم أجابت: «أحب الحفاظ على بعض منها في تصرفاتي، فأنا عفوية بطبعي وأحيانا كثيرة يلاحظ المحيطون بي ذلك، ويطالبونني بالتصرف بجدية فيقولون لي (اجمدي) ولكني لا أكترث لملاحظاتهم فأنا أحب أن أقترف الغلط المقبول إذا جاز التعبير والذي لا يؤذي أحدا».

ولا تتوانى ماغي بوغصن في نقل إحساسها بالطفولة إلى أولادها فتقول: «إنني أشجعهم على التصرف على سجيتهم مع احترام الزمان والمكان اللذين هم فيهما، صحيح أنني صارمة معهم بعض الشيء ولكني أشجعهم على إخراج ما في أعماقهم إلى العلن دون الشعور بالخوف أو بقيود اجتماعية معينة؛ لأن العفوية تعني الصدق برأيي».

وتصف ماغي بوغصن الفيلم «بي بي» بأنه أوصل رسالة إنسانية جميلة وأنه تناول هذه الحالة المرضية في إطار توعوي دون الاستخفاف بها، مما جعل تنفيذه صعبا. فتناول هذا النوع من الحالات بظرافة تفصل بينه وبين التهكم شعرة رفيعة، يجب الانتباه لها جيدا حتى لا تخدش شعور هؤلاء المتأخرين عقليا.

وعن أدائها فيه قالت: «الشخصية بحد ذاتها ليست سهلة أبدا فكان علي التصرف كالأولاد دون المبالغة في استخدام الحركات الولادية وإلا لشوهت الشخصية وأخذتها إلى منحى آخر لا تقنع المشاهد».

وكان سبق للممثلة اللبنانية أن جسدت دورا ديناميكيا فيه الكثير من العفوية في مسلسل «آخر خبر» فسألتها عن نقاط التشابه بينه وبين الفيلم فقالت: «لا.. شخصيتي هنا تختلف تماما؛ فالتشابه بين الشخصيتين قد يكمن في طريقة أدائي العفوية، ولكنه لا يمـت بأي صلة بشخصيتي في المسلسل لأنني جسدت فيه يومها دور الصحافية الجريئة».

وعن تجربتها في الغناء التي اقتصرت على فوزها بلقب «ديو المشاهير» منذ نحو عامين، وعلى طرحها أغنيتين فقط، أوضحت: «لست مشروع مطربة، وأنا أغني لأن لدي رغبة في ذلك منذ الطفولة، ولكن الغناء مهنة صعبة لا أستطيع مجاراتها، فهي تتطلب تمارين صوتية دائمة ونظاما غذائيا معينا، إضافة إلى السهر وما إلى هنالك من عناصر أخرى تحيط بها وتفرضها لا شعوريا على صاحبها، وأنا لست مستعدة لذلك».

ولم تستبعد ماغي بوغصن فكرة قيامها بدور تمثيلي استعراضي كونها تجيد الغناء إلى جانب التمثيل، وحول مشاريعها المستقبلية قالت: «هناك سيناريو فيلم سينمائي جديد أدرسه لكلود صليبا أيضا كما أنني أستعد لدور آخر في مسلسل تلفزيوني من كتابة كلوديا مرشيليان ولكني لا أستطيع أن أتحدث عن تفاصيله بعد».

حاليا تتابع مشاهدة مسلسل «وأشرقت الشمس» الذي يعرض على شاشة «إل بي سي» فتصفه بالعمل المحترف الذي أضاف بنصه وإخراجه بصمة مميزة على الدراما اللبنانية.

وعن يوم كامل في حياتها تقول: «أمضي يومي بشكل عادي فأتناول قهوتي صباحا ومن ثم ألقي نظرة على رسائلي الإلكترونية، فأنا قريبة جدا من معجبيَّ وأحب أن أرد عليهم بنفسي، لا أمارس الرياضة إلا أنني أحضر الطعام، فأنا طباخة ماهرة وممنوع الـ(ديليفيري) عندي في البيت إلا مرة كل ثلاثة أسابيع. وفي المساء أخرج مع زوجي أو أمضيه مع أفراد عائلتي».

وعن دور زوجها في حياتها المهنية تقول: «إنه يلعب دورا فعالا جدا، فهو ابن هذه المهنة أيضا (صاحب شركة إنتاج فنية)، ويدعمني في مسيرتي ويتابعني بشكل دقيق كما أستشيره بقراراتي». أما الخطوط الحمراء التي ترفض أن يجتازها أحد فهو التدخل في حياتها الشخصية وتقول: «هذه أمور تخصني وأمنع أي شخص من التدخل فيها». وتوجهت للمرأة في أيامنا الحالية بالقول: «تغيرت الأيام حاليا عما قبلها، ولكنها ما زالت تتطلب صبرا من النساء، فلقد كنا نضحك على جداتنا عندما كن يقلن لنا ذلك، ولكن معهن كل الحق. فالدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع مهم جدا، ولا سيما في حياتها الزوجية، ويجب عدم الاستخفاف به، خصوصا أن حالات الطلاق تتضاعف ولأسباب سخيفة في كثير من الأحيان». أما الرجال فتوجهت إليهم بنصيحة تطالبهم فيها بأن يدللوا الزوجات ويقدموا لهم المساندة، فهن بمثابة أمانة لديهم يجب عدم إهمالها.