كارلا بطرس: دوري في «الإخوة» لا يشبهني.. والممثل اللبناني يعامل كنجم خارج بلده

الفنانة اللبنانية تحظى باهتمام كبير بعد نجاح عملها الدرامي الأخير

كارلا بطرس مع طاقم العمل - .. ومع الفنان رفيق علي أحمد
TT

قالت الممثلة اللبنانية كارلا بطرس إن التجربة التمثيلية التي خاضتها في مسلسل «الإخوة»، تختلف تماما عن الأعمال الدرامية التي سبق وشاركت فيها. وتابعت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العمل ضم 35 نجما من مختلف الجنسيات العربية وتميز بإنتاج ضخم ظهر جليا في سياق حلقاته، صحيح أنني سبق وشاركت في مسلسل (روبي) سابقا و(جذور) لاحقا وحصلا على انتشار العربي الكبير، إلا أن مسلسل (الإخوة) كان له نكهة خاصة، لا سيما وأن جميعنا تركت له مساحة لا يستهان بها من الحرية للتصرف بالدور ووضع الكثير من عندياتنا فيه». وأوضحت: هذا العمل وكما هو معروف مترجم عن مسلسل أجنبي من البيرو، وشخصياته الحقيقية لا تشبهنا نحن كشرقيين فطلب منا القائمون عليه أن نلونه بأداء يشبهنا بحيث تصبح شخصياته أقرب إلينا في مجتمعنا الشرقي، وهكذا كان. وتتابع: «شخصية (رحاب) مثلا التي ألعبها كانت في المسلسل الأجنبي امرأة متسلطة، صوتها مرتفع وتمارس الشتيمة بشكل مستمر، إضافة إلى أن همها الوحيد هو تزويج بناتها من عرسان أثرياء. فجربت قدر الإمكان أن أجعلها قريبة منا كأي والدة في مجتمعنا وأضفت إلى الشخصية بعض الفكاهة ليتقبل المشاهد تصرفاتها المتسلطة دون المبالغة بذلك، فلاقت ترحيبا من قبل المشاهد الذي شعر بأنها تشبه أمهات كثيرات في بلادنا».

وعما إذا كان دورها في المسلسل يشبهها في بعض النقاط ردت قائلة: «هو لا يشبهني بتاتا ولكن من ناحية خفة ظل الشخصية وعفويتها اللتين أضفتهما من عندي قربتهما إلى واقعنا وليس أكثر».

وحول الأجواء التي سادت العمل قالت: «لعل أفضل ما خرجت به من هذا المسلسل إضافة إلى النجاح الذي حققه هو اكتسابي صداقات كثيرة منه، فكلنا عمل سويا وعلى قلب واحد، فكنا نتمتع بأداء أدوارنا أثناء التمثيل لا سيما وأننا كنا أحيانا كثيرة نتفاعل مع بعضنا البعض بعفوية. إنها المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة مماثلة وهي أن نعيش كعائلة واحدة سويا في بلد واحد ولأشهر متتالية انفصلنا فيها تماما عن حياتنا العادية. هذا الوجود اليومي مع بعضنا بعضا، بحيث كنا نأكل سويا ونخرج معا ونعيش في نفس الفندق، ولد جوا من الألفة والصداقة لا نصادفه كثيرا».

أما أقرب الممثلين إليها في العمل حسب ما ذكرت فهم زوجها أي الممثل رفيق علي أحمد (رياض)، وبناتها الثلاث أي نادين الراسي وليزا دبس وجيسيكا نصار، إضافة إلى الممثلة كارمن لبس. وعن الممثل تيم حسن قالت: «كان الأقرب إلي من بين الممثلين العرب الآخرين نظرا للمشاهد الكثيرة التي جمعتنا سويا، وهو على فكرة نجم يشهد له بأدائه وشخصيته الفذة أمام الكاميرا».

وعن رأيها بموجة مشاركة الممثلين اللبنانيين في أعمال عربية أجابت: «آن الأوان أن يشارك الممثل اللبناني في أعمال مختلطة، وأن يتم تقديره لدى المنتجين العرب. ففي الماضي كان يتم الاستعانة بممثلة لبنانية لشكلها الجميل ولدور يناسب ذهنيتها المنفنحة، أما اليوم فصار اللبناني يعامل كنجم أسوة بغيره من الممثلين العرب. فأصبح مثلا تقلا شيمعون ونادين الراسي ورفيق علي أحمد وكثيرون غيرهم، صاروا يطلبون بالاسم ولديهم جمهورهم واسع في العالم العربي».

أما الممثلون الذين أصابهم الغرور بعد مشاركتهم في مسلسلات مختلطة فوصفتهم بصغار النفس وقالت: «من غير المقبول أن يتحول البعض من ممثل إلى نجم مغرور لأنه حصل على فرصة المشاركة في مسلسل عربي مختلط، الأمر الذي زاد من انتشار اسمه فذاع صيته. فمن العيب أن يصبح هؤلاء مثلا سيئا عنا، فأنا أشفق عليهم وأدعو الله أن يهديهم لأن كل ما نعيشه على الأرض هو مجد باطل». وتابعت في الموضوع نفسه: «إذن ماذا نقول عن نجوم أبدعوا في عالم التمثيل وما زالوا أساتذة هذه المهنة وما زالت أقدامهم على الأرض، أمثال عبد المجيد مجذوب ورجاء الجداوي؟ فليخجلوا ويتعرفوا من خلال هؤلاء ماذا يعني أن يكون الشخص نبيلا ومتواضعا رغم كل الشهرة التي حققها». ورأت أنه في المقابل يوجد فنانون ما زالوا يتمتعون بقدر كبير من الشهرة ومتواضعون بنفس الوقت أمثال نجوى كرم وورد الخال وكارول سماحة وغيرهم.

وعما إذا كانت تشعر بأنها حصلت على حقها في مجال التمثيل أجابت: «أشكر رب العالمين على كل ما أنا عليه اليوم، أكيد لدي أحلام كثيرة أتمنى أن أحققها ولكن في المقابل قمت بأدوار مهمة في عدد من المسلسلات اللبنانية وبرأي لا أحد يأخذ حقه كاملا في هذه الدنيا».

وعن الانتقادات التي لاقاها المسلسل من قبل كثيرين من الفنانين وغيرهم ردت موضحة: «ليس هناك من عمل فني يحوز على رضا الجميع، ففي الماضي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب مسلسل (جذور) وفي المقابل حقق نجاحا منقطع النظير، واليوم أجد أن التاريخ يعيد نفسه فكما يوجد من ينتقد هناك أيضا من يثني على هذا العمل، وفي النهاية المتابعة الكبيرة للعمل من قبل المشاهد العربي هي أكبر دليل على نجاحه». وعن أكثر الممثلين الذين تفتخر في وقوفها إلى جانبهم قالت: «هناك كم كبير من الممثلين الذين حلمت في مشاركتهم عمل درامي أمثال النجمة المصرية يسرا فرغم أن دوري في مسلسل (نكدب لو قلنا ما بنحبش) كانت مساحته صغيرة ولكنني لم أتردد ولو للحظة واحدة للمشاركة فيه كوني سأقف من خلاله إلى جانبها فأنا من المعجبات بها كثيرا».

أما عن المسلسلات التي تابعتها في شهر رمضان الفائت قالت: «لقد قصدت أن أتابع قدر الإمكان بعض المسلسلات، فشاهدت بعض الحلقات من مسلسل (لو) وكذلك (اتهام) الذي فاجأني فيه أداء ميريام فارس، وكذلك مسلسل (صاحب السعادة) لعادل إمام، ولكني أنوي الآن وبعد أن انتهينا من تصوير مسلسل (الإخوة) أن أتابع على الإنترنت مسلسل (السيدة الأولى) لغادة عبد الرازق، وأجد أنه من المهم مشاهدة الأعمال الدرامية من قبل الممثل، ليطلع على الأعمال الدرامية في الساحة من ناحية وليطور أداءه من ناحية ثانية».

وعن رد فعل الممثلين المصريين والسوريين حول أدائها في مسلسل «الإخوة» قالت: «لقد كانوا لطفاء جدا وأثنوا على أدائي وبينهم رجاء الجداوي التي قالت لي بالحرف (برافو كارلا) والممثلة ديما بياعة التي رحبت بأدائي لشخصية (رحاب) في إحدى حواراتها التلفزيونية، وبأنني عرفت كيف ابتكرها على طريقتي» ومن مشاريعها المستقبلية فيلم سينمائي بعنوان «فيتامين» من إنتاج إيغل برودكشن وهو من نوع الكوميديا الخفيفة التي يشارك فيها الممثلة ماغي بوغصن وكارلوس عازار وشكران مرتضى وهو من كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي حبيب وسيطرح في صالات السينما السنة الجديدة.