محمد قنوع لـ «الشرق الأوسط»: لم أعان من الشللية والبيئة الشامية افتقدت عنصر المفاجأة

الفنان السوري جسد شخصية «أبو سليم» في «باب الحارة» ويصور حاليا دوره في مسلسلين هما «شهر زمان» و«عناية مشددة»

الفنان السوري محمد قنوع
TT

استكمل الفنان السوري محمد قنوع تجسيد شخصية «أبو سليم» في الجزء السادس من «باب الحارة»، الرجل الفقير الذي يبحث عن رزقه بتعبه والمتزوج من ابنة حكيم الحارة «أبو عصام»، حيث شاهدناه يتعرض للكثير من المواقف المفصلية يتحدث عنها محمد في حوار مع «الشرق الأوسط» قائلا: «شخصية (أبو سليم) في الجزء السادس جاءت استمرارية لمسارها في الأجزاء الخمسة الأولى؛ فهو شخص يبحث عن رزقه الحلال ليعول أسرته، ونرى أن هناك نفس الحساسية من بيت حماه (بيت أبو عصام)، خاصة أن (أبو سليم) يُعد من الشخصيات البسيطة والفقيرة في ذلك الزمان، ولذلك كان يشعر بالفارق الطبقي مع بيت أهل زوجته، وهذا ما ظهر في الحلقات الأولى من المسلسل من خلال علاقته مع زوجته (بوران) والحوارات التي كانت تدور بينهما، ولكن الشيء المفصلي لشخصية (أبو سليم) في الجزء السادس هو حصوله على دكان في الحارة؛ ففي الأجزاء الخمسة الأولى لم يكن يظهر (أبو سليم) في مشاهد الحارة، ولكن في الجزء الجديد نشاهده موجودا بين الناس ومتفاعلا مع الأحداث، وبالنسبة لي كنت سعيدا أنني صرت موجودا بشكل دائم في الحارة، والمفصل القوي في المسلسل كان طلاق بوران بسبب تعييرها لأم بدر (شكران مرتجى) أنها من طبقة فقيرة وأنَّ بوران بنت (أبو عصام) فجاءت ردة الفعل من زوجها (أبو سليم) قوية بضربها ومن ثمَّ طلّقها، وكان موقف (أبو عصام) جيدا ومنطقيا من صهره (أبو سليم)، فلا يزعل منه أو يسجّل موقفا عليه، بل بالعكس يكون معه قلبا وقالبا».

«أما في الجزء السابع المقبل فهناك قصة ستحصل مع (أبو سليم) بالطبع لن أكشف عنها (يتابع محمد) لتبقى مفاجأة للجمهور، ولكن سيبقى (أبو سليم) موجودا في الحارة وبين الناس ودكّانه يعمل بشكل جيد».

وأسأل محمد عن موقفه من ضرب زوجته «بوران» حيث ينتقد البعض مسلسل «باب الحارة» بالإساءة للمرأة الشامية بمثل هذه التصرفات من الرجال. يبتسم محمد: «بالنسبة لي، كموقف شخصي، أنا ضد ذلك بالمطلق، ويسقط من عيني أي رجل يضرب زوجته، ولكننا نتحدث في المسلسل عن مرحلة زمنية تاريخية كان الرجل فيها هو سيد المنزل، وما زال الرجل حاليا كذلك ولكن بطريقة متحضِّرة أكثر، حاليا يوجد تبادل للآراء والمناقشة بين الزوجين».

وحول عودة «باب الحارة» في جزأين جديدين بعد انقطاع أربع سنوات، يرى قنوع أن الجزء السادس قدّم مواضيع وشخصيات جديدة أغنى وجودها المسلسل وأثّرت على الشارع بشكل ظريف مثل شخصية «أبو ظافر» (أيمن زيدان).

وعن رأيه بما قدّم ويقدّم من مسلسلات البيئة الشامية في الموسم الأخير، وهل تقدّمت أم تراجعت، يوضح محمد: «بشكل عام لم يعد عنصر المفاجأة في البيئة الشامية موجودا بعد مسلسلي (أيام شامية) و(الخوالي وليالي الصالحية) والجزء الأول من (باب الحارة)؛ فالشخصيات صارت محفوظة في الشارع العربي مثل الزعيم، العكيد، القبضاي، الخاين، الداسوس، العوايني، رئيس المخفر... فهي حكايات بدلا من تقديمها في هذا الزمن نرويها في زمن البيئة الشامية، وهناك الكثير من المحطات الفضائية تطلب ذلك، أي قصص تُحكى في إطار البيئة الشامية كونها مطلوبة من جمهور المشاهدين العرب للفضائيات».

وعن الأعمال الأخرى التي قدّمها في الموسم الحالي وتلك التي يصورها حاليا يشرح محمد: «عُرِضَ علي (الغربال) من البيئة الشامية و(خواتم) و(وراء الوجوه) و(صرخة روح) و(سن الغزال)، وجميعها أعمال اجتماعية معاصرة. وحاليا أصوّر دوري في مسلسلين وهما: (شهر زمان) تأليف وإخراج زهير قنوع ويتحدث عن الواقع السوري الحالي وأجسّد فيه شخصية صاحب كافيتريا يدعى (سلطان) يعيش بطرق ملتوية في الحياة، كذلك في مسلسل (عناية مشددة) للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد وأجسّد فيه شخصية الضابط (قصي) حيث نشاهد كيف يتعامل مع الأزمة والوضع الراهن؛ فالمسلسل يتحدث عن سوريا في الأزمة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة».

وحول وجوده في مختلف أنواع المسلسلات التراجيدية والكوميدية والتاريخية يقول محمد: «أنا ممثل ويجب أن أكون في كل هذه الأعمال وأرى نفسي فيها، وليس عندي أي مشكلة بالتعامل مع مختلف أنواع الدراما التلفزيونية والمسرحية».

ولكن ينظر إليك البعض على أنّك تجيد في الكوميديا أكثر. يضحك محمد: «هذا رأي البعض، والكوميديا من أصعب أنواع الفنون، وهناك شعرة فقط بين أن تكون كوميديا ظريفا وأن تكون مهرجا. وفيما يتعلق بما قدّم هذا الموسم من مسلسلات كوميدية سورية فلم يشدّني أي مسلسل منها باستثناء (بقعة ضوء)».

وحول العمل خارج سوريا يقول محمد: «عرض علي العمل خارج سوريا وكانت لي مشاركة مع الفنان المصري يحيى الفخراني في مسلسل (ابن الأرندلي)، ولكنني اعتذرت عن مشاركات أخرى بسب عدم مناسبة الوقت مع الأعمال التي أصورها».

«لم أعان من الشللية مطلقا (يؤكد قنوع) وهي كحالة موجودة في الدراما السورية، وبرأيي هي ظاهرة طبيعية أن يرتاح شخص لأناس في الحياة ويعمل معهم بشكل دائم، وعندما يفضل المخرج العمل مع ممثلين معينين سيكونون جيدين برأيه لأنهم لو كانوا سيئين فسيؤثر ذلك على مسلسله وسيكون المخرج الخاسر الأكبر».

ولدى محمد قنوع هوايات شخصية منها كتابة النصوص الأدبية والفنية، وهوايات رياضية في السباحة وكرة القدم، حيث لعب مع الأندية الدمشقية وفي منتخب الجمهورية وعالميا، يقول محمد: «أنا من أنصار فريق ريال مدريد ومنتخب الأرجنتين».

«أنا متزوج من خارج الوسط الفني (يوضح محمد) ولدي ثلاثة أولاد: مايا (13سنة) وماسة (10 سنوات) ومروان (5 سنوات)، وماسة تحب التمثيل وشاركت في بعض المسلسلات، ومنها (بنات العيلة) في دور ابنتي، وفي مسلسل (شهر زمان) الذي يصور حاليا».