الكوفية الفلسطينية والمنوعات الغنائية

TT

من جدة الى اغادير، ومن الدوحة الى نواكشوط اشتعلت الانتفاضة الغنائية!! في الامارات، في مصر، في لبنان في كل مكان ارتفع صوت المغنين والمغنيات عاليا.

الفن في خدمة المجتمع وليس كما هو معروف في خدمة الفنان كل الوقت.

بعض الفضائيات استجابت للوضع الراهن وحولت بعض برامجها باتجاه التيار السائد والبعض الآخر اذن من عجين فني واذن من طين «كليبي». ولا يمكن ان نجبرها او يجبرها احد على التحول الكلي لمساندة فلسطين.

حتى برامج المنوعات «استلفت» الكوفية الفلسطينية ودخلت الحرب بطريقتها.. وان كانت مصطنعة، فاحتفظت بنفس مياعة المذيعات التي لا يمكن ان تتخلى عنها ولو بقذيفة او حجر.. لكن المهم ان الديكور طاله التغيير الانتفاضي.

ولم تلبث هذه الموجة الغنائية ان خفت واستبدل الكل الكوفية الفلسطينية بثياب الغناء والرقص رغم أن رائحة القتل والدمار وبرك الدم لم تجف بعد. ما هو المطلوب اذا، احترنا معكم وأفلست شركات الانتاج بسبب شارون ولم يعد هناك اقبال على البومات الفنانين لان هذا الفن لا يحصد الملايين والسوق نائمة؟! من بين الاعمال التي اتحفنا بها الشعراء شاهدنا التنافس الجميل بين شعراء الاغنية، فكان عمل الفنان وليد توفيق من ابرز الاعمال من كلمات الشاعر سعود الشربتلي الذي استعار كلمات ياسر عرفات ووظفها في عمل كبير ورائع. ولا ننسى بالطبع ذلك الاوبريت الكبير والرائع من الفنانين العرب الذين اشتركوا في تنفيذه بدءاً برجاء بلمليلح وانتهاء بعبد المجيد عبد الله. ولكن ماذا بعد ان خفت المجازر وهدأت المظاهرات؟

عادت القنوات الفضائية الى قواعدها سالمة واستأنف بعضها الرقص و«التنطيط» وعادت حليمة الى عادتها القديمة.

عرب!... اذا تعاطفنا مع الاحداث نتعاطف بقوة «مفرطة» ولكننا سرعان ما نعود الى نقطة الصفر بنفس القوة ايضا. في المستقبل القريب ننتظر بلهفة العمل الكبير الذي يقوده فنان العرب محمد عبده من اجل فلسطين والذي سيساهم بالفعل بمردوده من اجل دعم صمود الشعب الفلسطيني ماديا. الان الفرصة مؤاتية بعد ان غنينا بأصواتنا لا بد لنا ان نقيم مهرجانات غنائية يكون مردودها المالي مساهمة من الفنانين لهذا الشعب الذي تضرر. لايكفي الغناء فقط ولكن لو ان شركات الانتاج ساهمت عند بيعها البومات الفنانين بـ5 ريالات عن كل البوم لصالح الانتفاضة وهذا ما فعلته مطاعم الدجاج لكانت مساهمة غالية ولا اعتقد ان شركات الانتاج ستخسر. اتمنى ان يقام مهرجان غنائي لكل فناني الوطن العربي يكون دخله ايضا للانتفاضة مساهمة من الفنانين لخدمة هذا الشعب الذي ابتلي بالحروب والمجازر.

اعتقد انها فرصة مناسبة لمهرجان التلفزيون العربي ان يساهم في ذلك او تتولى قناة ART الموسيقية اقامة هذا الحفل الذي سيجمع على الاقل كل فنانيها في هذا العمل النبيل.

ارجو ان تستجيب هذه القناة وبهذه الخطوة وهي قادرة على ذلك.