فاطمة النوالي: المذيعات المغربيات خجولات والعربيات تجاوزن الرموش الصناعية إلى جراحة التجميل

TT

بعد تجربة دامت عامين قضتها في قناة ابوظبي عادت المذيعة فاطمة النوالي ازار للعمل من جديد في التلفزيون المغربي عبر شاشة القناة الثانية وقد اختارت ان تطل على المشاهدين من خلال برنامج بعنوان «سيدتي» قالت انه غير موجه للمرأة اساسا بقدر ما هو رؤية نسائية لقضايا المجتمع. وكانت النوالي بعد تجربة تلفزيونية عمرها خمسة عشر عاما بدأتها مذيعة ربط ثم مقدمة برامج منوعات قد انتقلت الى قناة ابوظبي تحت ضغط ظروف عمل غير مهنية كان يعاني منها اغلب المذيعين بالقناة الاولى في ظل الادارة السابقة. «الشرق الأوسط» التقت النوالي واجرت معها الحوار التالي:

* ما هي اسباب عودتك للعمل في التلفزيون المغربي، هل صادفتك عراقيل هناك اجبرتك على العودة؟

ـ عدت لاسباب شخصية بالدرجة الاولى وهي ضرورة التحاق اطفالي بالتعليم في المدارس المغربية، اما السبب الموضوعي وهو التغيير الذي حصل في القناتين المغربيتين بتعيين ادارة جديدة ومسؤولين فتحوا المجال للجميع، وانا اولا واخيرا مذيعة والتلفزيون هو حياتي ولا فرق لدي في ان اعمل في المغرب او في اي دولة اخرى، المهم بالنسبة لي ان اكون وسط الشاشة واقدم انتاجا جيدا للمشاهدين، والمجال التلفزيوني في المغرب مازال يعاني من فراغ كبير لذلك عدت وبداخلي طموح كبير للعطاء ولم يعد هناك مجال للاحباط في حياتي.

* هل فكرة برنامج «سيدتي» من اختيارك ام من اقتراح شركة الانتاج؟

ـ كانت لدي فكرة لتقديم برنامج اجتماعي يهتم بمجال التوعية لكن بعد عودتي اجريت عدة اتصالات مع شركات الانتاج فوجدت ان شركة «برفكت برودكسيون» لديها مشروع هذا البرنامج جاهزا وتبحث عن مذيعة اكثر احترافية تؤطر فريق العمل ككل وهو فريق نسائي مائة في المائة يسهر على جميع مراحل الانتاج ودور العنصر الرجالي تقني محض، وانتاج البرنامج يتم بالوسائل التقنية الخاصة بالشركة اما القناة الثانية فتقدم لنا الاستوديو فقط.

* ماهي نسبة المتابعة التي حققها البرنامج منذ بدايته حتى الان؟

ـ لا اعرف النسبة بالتحديد لكن يمكن ان اؤكد ان البرنامج يحقق نسبة مشاهدة لا بأس بها وهذا المسه ايضا من خلال لقاءاتي المباشرة مع الناس.

* الا ترين ان البرامج الموجهة للمرأة لم يعد لها اقبال كبير مثل السابق بسبب تشابهها ووجودها بكثرة على القنوات التلفزيونية؟

ـ بالفعل هذا النوع من البرامج اصبح موضة شائعة في القنوات التلفزيونية العربية لكن بالنسبة للتلفزيون المغربي فنحن خارج المنافسة والقناتان معا لا تعاملان بمنطق المنافسة والانفتاح على المشاهد العربي، بل معظم البرامج تخاطب المشاهد المحلي فقط، لذلك نحن في حاجة الى برامج تقلص الفجوة بيننا وبين المشارقة وتعرفهم بتقاليدنا وثقافتنا. اما بخصوص برنامج «سيدتي» فيمكننا تعريفه بكونه رؤية نسائية لقضايا المجتمع والخطاب موجه للعائلة والاسرة ككل رغم ما يدل عليه العنوان من تخصيص واذا نجحنا في توعية المرأة فهي تمثل نصف المجتمع.

* الا تلاحظين ان كثرة الالوان في ديكور البرنامج مزعجة الى حد ما؟ ـ هذه هي رؤية المخرج، وفي رأيي ايضا ان الالوان مهمة لجذب انتباه المشاهدين لان الصورة تلعب دورا اساسيا في اي برنامج لكن هذا لا يعني اننا نقدم الشكل على حساب المضمون.

* رغم انتقال بعض المذيعات للعمل في قنوات عربية الا ان المذيعة المغربية عموما لم تحقق نجاحا اعلاميا مثل المذيعات المصريات او اللبنانيات، ما هي الاسباب في رأيك؟

ـ المذيعات المغربيات محافظات ويعانين من الخجل، فقد يعترف لهن بالكفاءة لكن الكفاءة ليست مطلوبة دائما، بينما المذيعات الاخريات يعتمدن بالدرجة الاولى على الشكل الجمالي المبهر والعلاقات الشخصية واشياء اخرى، فعلى مستوى الجمال المذيعات العربيات تجاوزن الماكياج والعدسات الملونة والرموش الصناعية الى جراحة التجميل لدرجة انهن اصبحن نسخة واحدة، وبخصوص اللباس فهن لا يترددن في ارتداء ازياء غير محتشمة، فالمذيعة تحولت الى سلعة تجارية الغرض من وجودها جلب الاعلانات للقناة، ولا يمكن ان ننكر انهن يتمتعن بتلقائية شديدة، واعتقد ان المناخ الثقافي والفني في المغرب لا يشجع على ظهور مذيعات بهذه المواصفات بالاضافة الى اننا لا نتوفر الا على قناتين فقط.

* ظهرت اخيرا في اعلان عن مسحوق غسيل، الا ترين ان هذا النوع من الاعلانات يسيء الى صورتك؟

ـ اعتقد انه لو لم تكن لدي مصداقية لما كسبت ثقة المعلن والاعلان في حد ذاته لم يخرج عن مجال عملي وليس فيه اي اساءة لي ولا انكر ان الجانب المادي كان احد اسباب قبولي الظهور في هذا الاعلان.