الطفل التلفزيوني وبرامج الشطار

TT

يتعلم الطفل العربي في مراحل عمره الأولى طريقة «الغمز» من المذيعات، و«الرقص» على واحدة ونص من الفيديو كليب، ويبدأ بترديد «من حبيبي انا» من المطربين والمطربات.

رغم كل المؤتمرات والاجتماعات من تونس الى جزر القمر لحفظ حقوق الطفل العربي المغلوب على أمره إلا انها اخفقت في اعطائه حقه الكامل من البرامج التربوية الهادفة التي تعينه على تعلم أشياء مفيدة في حياته. في كل الفضائيات يظل الطفل العربي مظلوماً فالبرامج المقدمة له أغلبها تدور في حلقة كم عدد ارجل الدجاجة وهل يبيض الديك وبرامج المنوعات الغنائية لاكتشاف من يستطيع تقليد عمرو دياب او نوال الزغبي.

تفتح معظم القنوات ابوابها على صوت المغني وسيقان بطلات الفيديو كليب، ويتعلم الطفل ترديد الكلمات «الهايفة» والغزل و«انا اللي عذبني حبيبي». اما البرامج الموجهة لعقل الطفل فهي لا تخرج من عباءة الأفلام الكرتونية من «توم اند جيري»، الى «البوكيمن» او احاديث الصغار و«كيف نأكل الرز يا شطار». أو تسميمه باللغة المدبلجة «ابتعد عن طريقي أيها الوغد».

مخاطبة الطفل تحتاج الى معرفة تامة ودقيقة باحتياجاته لا ان نحشو ذهنه بالكلمات الساذجة والمواضيع السطحية كما تفعل بعض مناهج التعليم الحالية دون اعتبار لكونه يعيش في عصر الانترنت والفضائيات. الطفل العربي مظلوم سينمائياً ايضاً واللافت ان الذي يشده فقط اعلانات جبن البقر والحلويات والحليب الذي يساعد على نموه الجسماني والعصائر بأنواعها.

إذاً لماذا لا نستفيد من نجاح تجربة الاعلان بدل ان نستغل براءة الطفولة في مشاركات غنائية مع الكبار ونصل الى عقله ونشد انتباهه عن طريق «معدته».

الطفل العربي الموزع بين الحجر الفلسطيني او في الشوارع او المرفه يحتاج الى لفتة واعادة تقويم لمناهج البرامج التلفزيونية التي بعضها يؤدي الى تهميش عقليته واغلاق منافذ تفكيره.

هل نحتاج الى مؤتمرات والى لجان لنفهم ماذا يريد ان يفعل الكبار للأطفال الشطار أم نظل نكرر عملية ان الديك لا يبيض وهو لم يشاهد ديكاً في حياته او ان الدجاجة لا تطير رغم انها صارت مثلجة وبأربعة أجنحة... القنوات لديها ذلك.