غادة رجب: غنيت للانتفاضة وتجاهلوني في حفلات دعمها

ذكرياتي مع ليالي التلفزيون سيئة ولن أعرض نفسي عليهم * لدي مشروع تعاون مع كاظم الساهر لكن ضيق الوقت يؤخره

TT

عشرات من الأغنيات الوطنية ظهرت على الساحة الفنية مع تصاعد الأحداث في الاراضي الفلسطينية، ومن بين الاغنيات الجيدة كانت «النصر أو الشهادة» للمطربة الشابة غادة رجب، التي تغني فيها للشهيدتين وفاء ادريس وآيات الاخرس.

«الشرق الأوسط» اجرت معها هذا الحوار، الذي تحدثت فيه عن كواليس ما قبل تسجيل الاغنية وأسباب عدم مشاركتها في الحفلات التي اقيمت دعما للانتفاضة الفلسطينية، وجديدها في عالم الغناء.

* كيف بدأت فكرة تقديمك لأغنية عن الانتفاضة الفلسطينية؟

ـ اغنية «النصر أو الشهادة» تعتبر اسرع أغنية قدمتها في حياتي، حيث لم يستغرق الأمر ساعات طويلة وذلك نتيجة حماسة فريق العمل بالكامل، واتذكر انني اتصلت بالشاعر جمال بخيت وطلبت منه كتابة أغنية عن الأحداث الاخيرة على ان تتضمن الكلمات شيئا من الكرامة والعزة وتنتقد الذل والهوان حتى ننقل بصدق صمود الشعب الفلسطيني العظيم، وخلال يوم واحد كانت الكلمات جاهزة وعندما قرأ والدي الموسيقار رضا رجب هذه الكلمات لم يستغرق سوى ساعات قليلة فقط حتى انتهى من وضع الألحان وأجرينا البروفة الكاملة قبل التسجيل وبمجرد انتهائنا من التسجيل والتصوير والمونتاج اصبحت الاغنية على جميع القنوات الفضائية العربية.

* أغلب الاغنيات التي تناولت الاحداث الفلسطينية كانت عامة، ولكنك ركزت على الشهيدتين وفاء ادريس وآيات الأخرس فهل تقارب المرحلة العمرية بينكن هو السبب؟

ـ عندما فكرت في تقديم أغنية عن الانتفاضة الفلسطينية قررت ان تتضمن طريقين لا ثالث لهما، النصر أو الشهادة وهذا المبدأ جسدته بكل قوة الشهيدتان آيات الأخرس ووفاء ادريس، اللتان قررتا الاستشهاد دفاعا عن الارض والوطن، ولذلك فقد سعدت جدا لان أكون أول مطربة تغني لهما لتخليد ذكراهما، خاصة انهما في مثل سني تقريبا وهذا ما خلق الشعور الموحد بيننا، كما حرصت على ارتداء اللون الاسود، خلال تصوير الاغنية، تجسيدا للجو النفسي للاغنية، واعتقد ان هاتين الشهيدتين تستحقان منا ما هو أكثر من ذلك بكثير لانهما ضحتا بنفسيهما فداء للوطن ومن دون مقابل، اللهم إلا توفير حياة أفضل لأبناء وطنهما.

* برغم نجاح اغنيتك «النصر أو الشهادة» لماذا لم تشتركي في الحفلات التي اقيمت دعما للانتفاضة؟

ـ للأسف بعض الناس يحاولون تشويه الصورة ويدعون انني اعتذرت عن عدد من هذه الحفلات وهذا الكلام غير صحيح تماما وأنا أول من يدعو لاقامة الحفلات الخيرية لصالح الفلسطينيين، أما عن الحفل الذي اقيم في دار الاوبرا المصرية وشارك فيه عدد كبير من الفنانين والمطربين فقد كنت أتمنى المشاركة فيه ولكن للأسف تجاهلوني ولم تتم دعوتي، والسبب ببساطة انني لم أغن من كلمات صاحب الدعوة للحفل وفضلت كلمات جمال بخيت ونفس الشيء بالنسبة للألحان التي وضعها والدي.

* هل قدمت اغنيات وطنية من قبل؟

ـ طبعا قدمت ما يقرب من 10 أغنيات وطنية في ألبومات خاصة مثل، «جواز سفر» وغيرها وقد قمت بالغناء للسلام وللشهيدة «شيماء»، التي قتلت على أيدي الارهابيين اثناء محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء المصري السابق وكانت أول أغنية وطنية من ألحان والدي خلال حرب الخليج الثانية.

* شهد العام الماضي نشاطا مكثفا لك في عدد من الدول العربية وغياباً عن الساحة الفنية داخل مصر، فما هو السبب؟

ـ هذا الكلام صحيح فقد قدمت عدة حفلات في تونس والبحرين وشاركت في حفلات مهرجان قرطاج وهو مهرجان تشرفني المشاركة فيه، حيث سبق ان غنيت في حفل الختام في العام قبل الماضي امام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسط 12 ألف متفرج وكنت اصغر مطربة تحيي حفل الختام لمهرجان قرطاج. أما عن نشاطي الفني في مصر فقد احييت حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية للمرة الأولى ايضا ولم تتم دعوتي لحفلات أخرى، ومن هنا كان نشاطي داخل مصر محدوداً.

* وماذا عن حفلات ليالي التلفزيون؟

ـ الحفل الوحيد الذي شاركت فيه كان منذ عامين وانقطع التيار الكهربائي خلاله وكانت ذكريات سيئة ومن وقتها لم تتم دعوتي لحفلات ليالي التلفزيون، برغم انني لم اعتذر عنها من قبل ومن المستحيل طبعا ان اعرض نفسي على المسؤولين لانني اعرف قدر نفسي جيدا، ومن ناحية أخرى فمن حقي قبل ان اغني توفير الامكانيات المناسبة كافة من اجهزة صوت واضاءة وغيرها حتى تخرج الحفلة بالشكل المطلوب، ولكن للأسف هذا لا يحدث دائما.

* لماذا حرصت على التعامل مع بعض المدارس اللبنانية في ألبومك الجديد مثل احسان المنذر والياس الرحباني؟

ـ هذا شرف كبير بالنسبة لي، لانني بذلك أكون أول مطربة مصرية من الجيل الجديد تغني من ألحان الرحبانية، خاصة الملحن الكبير الياس الرحباني ونفس الشيء مع احسان المنذر وكل ذلك سيحقق لي فائدة كبيرة لانني سبق ان غنيت باللهجة الخليجية والتونسية والعراقية والكويتية واستعد حاليا للغناء باللهجة اللبنانية واعتقد انني المطربة العربية الوحيدة التي غنت بهذا العدد من اللهجات العربية.

* وماذا عن مشروعك القادم مع كاظم الساهر؟

ـ سبق ان تعاونت مع كاظم الساهر من قبل، حيث لحن لي عدة اغنيات واحبها الى قلبي قصيدة «لماذا»، وقد اتفقنا ان يجمعنا عمل جديد خلال ألبومي الحالي، ولكن للأسف هو مشغول جدا حاليا في اقامة الحفلات وتسجيل الاغنيات ولذلك فقد تأجل هذا التعاون بيننا الى العام القادم، ولكن المفاجأة التي اجهز لها حاليا وأتمنى ان اتمكن من الانتهاء منها قريبا هي تعاوني للمرة الأولى مع الموسيقار كمال الطويل، حيث جمعتنا جلسات عمل في الفترة السابقة ليقوم بتلحين اغنية جديدة لي، ولكن المشكلة في ضيق الوقت لانني مرتبطة بتسليم الاغنيات في موعد محدد للشركة المنتجة وفي حالة تعذر ذلك فسأقوم بغناء الأغنية في الحفلات التي اقيمها.

* تخرجت العام الماضي من كلية الآداب قسم الاعلام فما الذي استفدته من هذه الدراسة؟

ـ اتذكر انني عندما انتهيت من دراسة الثانوية العامة نصحني البعض بالالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى لصقل موهبتي بالدراسة، ولكنني صممت على دراسة الاعلام واخترت تخصص الصحافة لانها من وجهة نظري أفضل دراسة تكسب الشخص الثقافة الواسعة والمهارات الخاصة وهذا بالفعل ما أشعر به حاليا، حيث اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع وسائل الاعلام وايضا عملي كمطربة يتطلب مني الالمام ببعض الأمور العامة وهذا ما تحقق بالفعل، أما دراسة الموسيقى فلم تشغلني لأنني أرى ان الغناء موهبة مع اكتساب بعض النواحي الفنية في التلحين وقد ساعدني والدي الموسيقار رضا رجب في هذا الأمر كثيرا.