جديد محمد سويد مع يسري نصر الله

TT

أنجز محمد سويد سيناريو «باب الشمس» الذي كتبه مع المخرج يسري نصر الله ليكون المشروع الروائي المقبل لصاحب «سرقات صيفية»، «مرسيدس» و«المدينة».

وجد المخرج التمويل اللازم لفيلم كبير نسبيا عن الموضوع الفلسطيني يتم تصويره بين لبنان والأردن وربما سورية.

ويقول سويد على الهاتف من بيروت متعجبا من خبر نشر أخيرا من أنه على أهبة تحقيق فيلمه الروائي الخاص به: «الى الان انا في مجال الافلام التسجيلية. اخر ما قمت به هو «حرب اهلية» عن الموت المفاجئ للسينمائي محمد دعيبس».

* لكن يا محمد حتى أفلامك التسجيلية ليست تسجيلية تماما. انها لا تخلو من المحاكاة مع الروائي. ماذا تقصد من وراء المزج؟

ـ هناك أشياء يفترض أن تعبّر عنها انطلاقا من احساسك الذاتي بها. وكثيرا ما يأتي هذا التعبير على نحو أفضل اذا ما كان روائيا. وهو ليس روائيا تماما بل هو أقرب لإعادة طرح الموضوع الأساسي بتركيبة فيها سرد ما. موقف معبّر عنه أفضل بالحركة الروائية.

«حرب اهلية» الذي يشترك في مهرجان «باريس للسينما العربية» الذي يقيمه معهد العالم العربي تحت إدارة ماجدة واصف، يبحث في مدلولات موت صديق غاب عن بيته وعائلته لبضعة أشهر قبل أن يتم العثور على جثته. لماذا مات؟ هل قتل؟ هل مات حيا بموت المدينة التي عاش فيها؟ من هذه الاسئلة يرمي نظرة على بيروت والبيئة ومن ثم الحرب الأهلية التي يراها كما لو كانت السبيل الوحيد لبقاء الحياة. شيء ما عاش فيها ونما وتوافق مع شخصيات المخرج، وبعد انتهاء تلك الحرب، ذلك الشيء الغامض مات بدوره. لم يستأنس العيش في أجواء ضبابية. أكثر ضبابية مما كانت عليه سنوات الحرب ذاتها.

انطلق محمد سويد من النقد السينمائي كتب في صحيفة «السفير» صفحتها السينمائية لفترة كما شارك في الكتابة في غيرها واليوم يطل من حين الى آخر على صفحات «النهار». لكنه في السنوات العشرة الأخيرة، مباشرة بعد الحرب، وزّع نفسه بالتساوي بين الكتابة النقدية وبين الأفلام. فيلمه ما قبل الأخير «عندما يأتي المساء» لا يستعير فقط مطلع أغنية محمد عبد الوهاب، بل الحنين الى الفترات الماضية عندما كانت لا تزال مثل تلك الأغاني هي المرآة الصادقة للعواطف. حينما كانت العواطف ذاتها لا تزال حية. في «حرب أهلية» يتوقف عند الراحلة سعاد حسني في تحية. يجد فسحة لذلك من فرط حبه بها وبالفترة الذهبية التي عاشت فيها. ذات مرة لاحظ:

«كيفما نظرت تجد أن الفترة الذهبية ليست الحاضرة. لا أحد يدعي أن الحياة الحاضرة هي فترة ذهبية».

محمد سويد يفسّر ذلك على نحو مختلف عما يذهب بعضنا اليه: «ليس من باب أن الأمس دائما أفضل. لكن بالحق. ألم يكن أفضل».

واحد من الملامح التي تسود أفلام محمد سويد هو الحزن. أفلامه حزينة والحياة التي تعكسها حزينة. الموت الذي يبحث فيه في معظم أفلامه ليس موتا بطوليا، بل موت يخلف فراغا. لا بد أن يكون حزينا بدوره.

ربما الحياة طبعت هكذا حزينة حال التفكير بها كما لو أن المرء لا يمكن له أن يتشبع بالحياة الا اذا كان الحزن يخالطها معايشا احلامها غير المحققة وأمانيها التي تزداد بعدا كلما سعى المرء اليها. محمد سويد يعيش الحياة لاغيا ـ في أفلامه ـ الفاصل بينها وبين الموت