شاهدت الفضائية الإسرائيلية واستمعت لصوت آمال ماهر

عبد الله القبيع

TT

مصادفة بحتة وأنا أقلب بالريموت العزيز القنوات الفضائية وجدت نفسي وجهاً لوجه مع الفضائية الاسرائيلية الناطقة بالعربية واتمنى ان لا يكون هذا تطبيعاً واكتشفت ان ما تبثه ليس مثيراً ولا اعتقد انها ستصل الى وجدان الشعب العربي او ستشد انتباهه في المستقبل القريب. سواء كان ذلك عن طريق افلامهم او مسلسلاتهم او حتى راقصاتهم حاولوا ان يغزونا ببضاعتنا، بأغانينا، برقصاتنا..! ولكن الأصل يبقى الأصل.

حضرت حلقة نقاش حول العلاقة بين الجنسين والصداقة كانت عبارة عن تنظير ومداخلات بائسة، وكنت قبلها شاهدت الموضوع نفسه وبجرأة كبيرة وبحرفية متقنة في تلفزيون البحرين.

اذاً ما الذي سيخيفنا من الفضائية الاسرائيلية وما الذي سيجذبنا لها؟! فلغة العاطفة مقطوعة وان كنا سنشاهد افلاماً او مسلسلات فالفضائيات على «قفا من يشيل»، ولا اعتقد انها تتمتع بالمصداقية او يمكنها تحقيق أهدافها سواء ببث نشرات الأخبار او الأغاني. البداية لهذه الفضائية غير جذابة ولن يكون لها مكان في القلوب. القضية ليست الفضائية الاسرائيلية فالقضية اكبر من هذا بكثير فالمطلوب من الفضائيات العربية القضاء عليها وبالضربة القاضية. ليس المطلوب ان نعرض لهم كمية فيديو كليبات بل المطلوب نقاش حضاري يدخل في صميم الوعي الاسرائيلي ان نوجه اعمالنا بحرفية الى عقر دارهم مثلما تفعل قناة المنار التي لا تفتح سرادقات البكاء والنواح. المطلوب تكثيف الاعمال والمسلسلات الرصينة التي تعرف الشعب الاسرائيلي، ان حكامه لا يريدون السلام وانما الحرب والارهاب على كل ما هو جميل. لا يكفي ان نغني لفلسطين الجريحة بل المطلوب ان نغني لهم الحق المغتصب وبلغتهم وان نقدم اعمالا تشدهم الى ان العنصرية التي يعيشونها عنصرية ممجوجة وان نتجه الى الغرب ونأخذ آراءهم في قضيتنا ونترجم احاسيسهم ومشاعرهم الى لغة تصل الى قلوبهم فالمسلسلات المكسيكية لا تشدهم واغانينا لا تحرك فيهم شعرة، فقط نتعلم كيف نواجههم بنفس السلاح ونتحدث بلغة مفهومة مباشرة ونستقطب الشباب والشابات. لا اعتقد ان كتابنا الافاضل الذين يكتبون اعمالا مثل الحاج متولي وعصر الباشوات غير قادرين على فهم طبيعة المجتمع الاسرائيلي.

المطلوب ان نعي الدور الحقيقي لفضائياتنا التي اصبحت تدور في فلك الاغنية والاستعانة ببرامج المنوعات التي تخدرنا قبل ان تخدرهم. الشعب العربي لن يتقبل الاسفاف من فضائياتنا وبالتالي لن يتقبلها مشاهدوهم. فقط من يعلق الجرس ويضع النقاط ويحاور ويناور بطريقة مفهومة وان لا تجعل من القضية الفلسطينية شعاراً للتجارة والرقص على اعصابنا.

* آمال ماهر

* تابعنا مسيرة هذه الفنانة المصرية الواعدة والاهتمام الكبير والرعاية، لأجل ايجاد صوت ناضج يذكرنا بزمن الغناء المحترم. كنت أتوقع ان تطل علينا من القاهرة ولكن كانت المبادرة سعودية استطاع فيها الشاعر المبدع خالد الفيصل ان يطلقها في سماء الأغنية العربية بعملين متقنين.

استمعت بصفة خاصة لهذين العملين وكانت موسيقى دكتور الألحان عبد الرب ادريس همزة الوصل والمركب الذي اوصلها الى العالم العربي.

استطاع الدكتور عبد الرب ادريس ان يتعامل مع خامة هذا الصوت الدافئ الرائع بدقة متناهية واعاد للطرب نبضه وبمقدمات موسيقية وآهات ومقامات.

كنا ننتظر هذا الصوت منذ زمن وخرج علينا من عباءة حكمة خالد الفيصل ورقة ألحان الدكتور عبد الرب ادريس الذي قدمه في طبق من ذهب واستطاع ان يوظف جمال اللحن معأ ناقة الكلمة ولتكون المبادرة سعودية في اكتشاف هذا الصوت الذي سيصيبه حتماً النجاح. كل الذين استمعوا لألبومها راهنوا على ان الكلمة الصحيحة تأتي في الوقت الصحيح واللحن الصحيح يأتي مع الصوت الحقيقي الذي تحتاجه الأذن العربية. عمل كبير لفنانة تدخل العالم الغنائي من بوابة الأغنية السعودية وهذا كفيل لها بالنجاح.