الفنان المغربي الساخر الحسين بنياز: أنا مجرد فنان ولا علاقة لي بالسياسة

قال إن أعماله تتعرض للرقابة لأن مدير التلفزيون يخاف من فقدان منصبه

TT

يعتبر الفنان الساخر الحسين بنياز «باز» احد الفنانين المثيرين للجدل في المغرب، لانه من صنف الفنانين الذين اختاروا «المناورة» كخطاب للتواصل مع جمهوره المسرحي والتلفزيوني، يؤكد انه مجرد فنان لا علاقة له بالسياسة الا ان السياسة «تهمة» تلاحقه في كل مكان، قدم عددا من الاعمال التي تتفاوت قيمتها الفنية والموضوعية، وهو يستعد حاليا لانجاز عمل مسرحي جديد، كما يحضر لمشروع عمل كوميدي مع القناة الثانية. «الشرق الاوسط» حاورت الحسين بنياز لتقييم تجربته في مجال الفن الفكاهي الساخر، ومعرفة وجهة نظره في عدد من القضايا.

* بداية ما هي ملامح مشاريعك المسرحية والتلفزيونية المقبلة؟

ـ اهيئ لعمل مسرحي جديد سيكون جاهزا للعرض في الموسم المسرحي المقبل، وافضل عدم الادلاء بتفاصيل عن هذا العمل، وكذلك بالنسبة للمشروع الذي قدمته للقناة الثانية، لاني لم احصل على الموافقة النهائية، لكن يمكن ان اقول بصفة عامة انني سأتطرق لمواضيع سبق وان تطرقت اليها سابقا، الا ان الطريقة هي التي ستتغير، لان الفنان ينظر للامور من زاوية خاصة، تثير السخرية للكشف عن متناقضات المجتمع والاخطاء لتداركها، وبخصوص الاطار الفني سأطعم العمل بفنانين آخرين حتى لا اسقط في التكرار مع الحفاظ على طريقة المونولوج والمواقف الساخرة التي عرفت بها.

* لكنك بالفعل سقطت في التكرار واصبحت عروضك تتناول مواضيع مستهلكة. ما رأيك؟

ـ لان نفس المشاكل التي تحدثت عنها منذ سنوات مازالت هي نفسها لم تحل، ودور الفنان هو التذكير بهذه المشاكل والحياة هي ايضا تتكرر بروتينية، وكنموذج على ذلك المسلسلات المصرية التي ومنذ سنوات وهي تتحدث عن الحب ومشاكل المحبين.

* اذن انت تتخد المسلسلات المصرية كقدوة في التكرار؟

ـ هذه سنة الحياة وفن السخرية دوره ان يواكب الاحداث المتكررة يوميا، الا ان طريقة العرض تختلف كما قلت.

* في اطار التغيير استعنت بفرقة موسيقية ترافقك اثناء تقديم عروضك الساخرة، الا ان ذلك لم يضف اي قيمة فنية للعمل ؟

ـ الفرقة الموسيقية دورها اساسي لخلق نوع من الفرجة والخروج من روتينية العرض والعزف يكون ملتحما مع موضوع العرض وليس نشازا، وقد اصدرت شريطا لهذه الاعمال بعنوان «اغاني ساخرة» لقي رواجا كبيرا.

* الا ترى ان المسرح الفردي انحسرت شعبيته الى حد كبير بسبب تنوع اساليب الفرجة؟

ـ لا اظن ذلك فمن خلال تجربتي المتواضعة اؤكد انه مازال محبوبا ومقبولا من طرف الجمهور، وهو من اصعب انواع الفنون، وقد دخلت هذه التجربة منذ 1990، والى الان مازال هذا النوع من العروض يجد اقبالا مهما لان الجمهور يجد نفسه من خلاله لانه بمثابة مرآة تعكس واقع المجتمع، واؤكد هنا انني لا اعتبر نفسي فكاهيا فانا ذاك الشخص الذي يبحث عن المتناقضات التي تثير الضحك ويشخصها.

* اذا طلبت منك تقييما ذاتيا لتجربتك، ماذا تقول؟

ـ اقول ان تجربتي ساعدت على خلق تجارب فكاهية جديدة، فلا ننسى ان فن الفكاهة في المغرب له تاريخ، فقد ظهرت فرق مسرحية في بداية الخمسينات مع البشير العلج والحبيب القدميري، كانت تقدم عروضا ساخرة لتقاوم من خلالها المستعمر وفد استمر هذا الاتجاه بظهور فنانين آخرين مثل الثنائي قشبال وزروال وعبد الرؤوف ثم بعذ ذلك الثنائي «بزيز وباز» احمد السنوسي والحسين بنياز، الذي ظهر في بداية السبعينات، حيث كنا نثير قضايا كان مسكوت عنها انذاك، والان المغرب يتطور وقد ظهر على الساحة فكاهيون جدد موجودون على الساحة وتجاربهم ناجحة.

* متى ستفكر في الاعتزال؟

ـ الفنان لا يتقاعد، هناك مجالات اخرى يمكن ان ادخلها مثل السينما او اداء ادوار في مسلسلات تلفزيونية او اعمال مسرحية، او ادخل مجال السياسة.

* اي منصب ستسعى اليه اذا دخلت السياسة؟

ـ رئيس جماعة «بلدية»، مستشار في البرلمان، أو الانتماء الى حزب سياسي ما، من هنا سأدخل السياسة من بابها الواسع.

* الى هذا الحد تغريك السياسة؟

ـ اظن انني من خلال العمل السياسي سأقوم بدور في صالح المجتمع

* هذا يعني انك ستستغل شهرتك الفنية لاهداف سياسية؟

ـ هذا حق مشروع، الا ان هذا الكلام مجرد احتمالات، فانا حاليا لا اتعاطى للسياسة ولا انتمي لاي حزب، فانا فنان فقط.

* وهل الانتماء الحزبي يؤثر على شعبية الفنان؟

ـ افضل ان توجهي السؤال للفنانين المنتمين حزبيا، حتى لا ادخل في صراعات مع الاخرين فهم الذين يملكون الجواب.

* حواراتك الصحافية اغلبها استفزازية، وتتعلق بأسئلة تدور حول علاقتك المشبوهة بـ«الداخلية»، بثروتك، هل لديك ماض تخجل منه في هذا الاطار ؟

ـ الامر لايتعدى كونه مجرد اشاعات اتعرض لها كاي فنان معروف وشخصية عامة، ضميري مرتاح جدا وليس لدي ما اخجل منه لان كل ما يقال عني ليس صحيحا وأحيانا الحوارات الصحافية تحرف لتصبح ضدي.

* لماذا شهرتك منحسرة محليا فقط؟

ـ الفنان الساخر ليس له سوق خارجي، لاننا نتطرق لمواضيع محلية كما ان لهجتنا احيانا تكون عائقا للتواصل مع الجمهور العربي الواسع، لكن عندما تتاح لي الفرصة لزيارة بلد عربي مثل تونس على سبيل المثال، اتطرق لمشاكل هذا البلد وهي تكاد تكون واحدة لان العقلية العربية واحدة، واحيانا اتطرق لقضايانا العربية الاساسية مثل قضية فلسطين.

* بما انك تحدثت عن فلسطين التي تشكل الحدث السياسي البارز حاليا، الا ترى ان الفنانين العرب تخلوا عن دورهم وأصبحوا متقوقعين منذ سنوات حول قضاياهم الذاتية؟

ـ هذا يرجع الى الجو العام، فالفنان يواكب الاحداث، والقضية الفلسطينية، اخذت شعلة جديدة من خلال تأثير وسائل الاعلام ومشهد الطفل محمد الدرة، وهناك عامل اساسي وخطير هو ان كل شيء يصبح عاديا مع الايام، فالمواجهات لم تتوقف يوما في فلسطين، لكن الامر اصبح عاديا بالنسبة لنا، الى ان اشتعل الوضع من جديد.

* تعاملت مع القناتين المغربيتين الاولى والثانية، هل تتعرض اعمالك للرقابة ؟

ـ بالنسبة للقناة الاولى، المدير كان «يقص »كل ما يمكن ان يخلق له مشاكل، لذلك وخوفا من فقدان منصبه فهو يقوم بما ينتظر منه القيام به، كى لا يزعج الاخرين. اما بالنسبة للتجربة الحالية مع المدير الجديد فعلمت انه تم توزيع المهام بين رؤساء الاقسام وهناك لجنة تقيم المشاريع، وسنرى نتيجة هذه التجربة الجديدة.اما بخصوص القناة الثانية فالتعامل معها اريح ولم يسبق ان تعرضت اعمالي لمقص الرقابة، لان هذه القناة تحملك مسؤولية ما تقدمه.

* اقترح عليك تقديم برنامج للاطفال واعتقد انك ستنجح في ذلك، ما رأيك؟

ـ فكرة في محلها، فلا ننسى ان الطفل محروم من العروض المسرحية الخاصة به وهناك نقص كبير على مستوى البرامج التلفزيونية الموجهة للاطفال، وهي برامج صعبة لانها تحتاج لدراية خاصة بنفسية الطفل، فكرة مقبولة بالنسبة لي وساكون انجح اذا طبقتها.