نور: أرفض أدوار الإغراء

الممثلة المصرية: انتظر القسمة والنصيب وأحلم بالوقوف أمام نور الشريف

TT

أعادت الخيال بوجهها البريء الى زمن الرومانسية، وافلام العندليب، وبطلات افلام فريد الأطرش، فهي رومانسية تلقائية لم تسع للنجومية، ولكن استطاعت ان تجد لها مكانا بين النجوم، وأن يفتح لها الفن أبوابه على مصاريعها ببساطتها، بدأت في عالم الاعلان. ومنه كان الانطلاق في فيلم «شورت وفانلة وكاب» مع أحمد السقا وشريف منير لتثبت ان بداخلها طاقة فنية كبيرة، أكدتها مع فيلم «أصحاب ولا بيزنس» مع مصطفى قمر، والآن تخوض تجربة المسرح مع الكاتب لينين الرملي، في نص مسرحي يناقش ابعاد القضية الفلسطينية.

* «نور» كانت تحلم بالبيت فحصلت على النجومية فكيف كانت البداية؟

تقول: الاعلانات كانت شهادة ميلادي، ولم أفكر في يوم من الأيام في السينما، أول عرض لي للعمل بالسينما كان من المخرج سعيد حامد لأقوم ببطولة فيلم «همام في امستردام» أمام هنيدي، ولكني رفضت لأنني كنت أشعر بأن السينما ليست مكاني، ولكن مع الألحاح قرأت سيناريو «شورت وفانلة وكاب» وقررت دخول عالم التمثيل، ولم أصدق نجاحي في الفيلم وتقبل الجمهور لي، وبعد قيامي ببطولة «أصحاب ولا بيزنس» تأكد ان بداخلي ممثلة، فكان الاحتراف.

* وأين أنت الآن؟ ـ بعد نجاح فيلمي «شورت وفانلة وكاب» و«أصحاب ولا بيزنس» عرضت علي أفلام كثيرة ولكنها كانت أقلا من مستوى الفيلمين، وأنا أرفض الحضور على الشاشة فقط بدون أن أضيف جديدا، لذلك اعتذرت عن كل الأعمال. وأنا في انتظار عمل سينمائي جديد يقدمني بشكل جيد.

* مسرحية «تحب تشوف مأساة»، أولى أعمالك المسرحية، ألم تشعري بالخوف من المسرح؟

ـ رشحت من المخرج خالد جلال وادارة المسرح القومي ووجدت في النص بعد قراءته عوامل جذب كثيرة، فهو للكاتب لينين الرملي، وهو كاتب ذو باع كبير في عالم المسرح، بالاضافة الى موهبة المخرج خالد جلال وفريق العمل المتميز بداية من الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة والممثل مصطفى شعبان وكل أبطال العرض، كل هذا دفعني الى خوض هذه التجربة فكان من الصعب علي رفضها، وساعدني على زوال شعور الخوف عني طول فترة البروفات. أنا ألعب دور فتاة اسمها «علا» من الطبقة البرجوازية لها صفات خاصة بها في المشي والتعامل، وتدعي معرفة كل شيء مما يفجر الضحكات من خلال كوميديا الموقف.

* الرومانسية أهم ما يميزك منذ بداياتك، فهل تخليت عنها في المسرحية؟

ـ الاداء ملك الفنان ويقنع به الجمهور، ولا يرتبط بشكل معين، ورغم صعوبة النص والاسلوب الفلسفي المشهورة به كتابات لينين الرملي، وطريقة التلميح التي تؤدي لفهم العديد من المعاني، وجدت في الدور فرصة للتمرد على حاجز الشكل الذي أرفض أن يحصرني في قالب ثابت، فأنا أريد تقديم كل الأدوار.. دراما، كوميديا، استعراض، ورومانسية، وأنا أعي تلك النقطة وأحاول التغلب عليها من خلال التنوع في الأدوار.

* معنى ذلك أننا أمام فنانة شاملة؟

ـ ولمّ لا.. فأنا أجيد التعامل مع كل ادوار الفن، وأحب الاستعراض والرقص، وأجيد الغناء، وكل شيء يأتي بالتمرين، ولو جاءتني فرصة لعمل موضوعا استعراضيا، فلن أمانع خاصة أنني أملك موهبة الغناء وبالفعل قدمت ذلك في المسرحية وسجلت جملا موسيقية بصوتي.

* نور ملتزمة في شكل ملبسها؟

ـ في الحقيقة أنا أشعر بالالتزام بيني وبين نفسي، وضد استغلال امكانيات الفنانة غير التمثيلية، لمجرد الشهرة لأنني اتعامل مع الفن من منطلق الهواية وأرفض الأعمال التي تعتمد على مفاتن الممثلة.

* هل تحلم نور بالنجومية مثل غيرها من بنات جيلها؟

ـ كل ممثلة تمتلك صفة تميزها عن غيرها من النجمات وأنا لا أحلم بالنجومية كهدف بل أحلم بترك بصمة في قلوب الجماهير، وهذه في رأيي هي النجومية.

* في رأيك لماذا تراجع عدد الفنانات العربيات في السينما المصرية؟

ـ قد يرجع ذلك لمرور السينما المصرية بفترة حرجة على مدى خمس سنوات تراجع فيها الانتاج السينمائي، ثم عادت للازدهار مما يشجع على وجود فنانات عربيات، ولكن هناك عوامل أخرى ترتبط بحجم الانتاج، وجرأة بعض المنتجين لتقديم وجوه غير مصرية، كما حدث في الماضي مع صباح ونور الهدى ونجاح سلام.

* من تتمنين التمثيل معه من الفنانين؟

ـ نفسي أعمل مع نور الشريف وأحمد زكي ويحيى الفخراني ويسرا وليلى علوي لأنهم نجوم لديهم شيء مميز.

* يقولون انك تمثال من الشمع؟

ـ تلك الأقاويل لا تسبب لي أي معاناة، فأنا انسانة مليئة بالأحاسيس والمشاعر، اتفاعل مع كل ما يحدث حولي من احداث، وليس معنى أنني انسانة هادئة، انني مجرد تمثال من الشمع.

* ما رأىك في ان اداءك يفتقد الجرأة، وأنك تعتمدين على جمال وجهك في التمثيل؟

ـ هل الانفعال على كل صغيرة وكبيرة والكلام بصوت عال هو الدليل على الاداء بجرأة، أدواري التي أديتها لا تحتاج الى هذا الانفعال المبالغ فيه، بالاضافة الى أن طبيعتي الشخصية تميل الى الهدوء.

أما عن الجمال فهو ليس جريمة أحاول تبرئة نفسي منها، وأي منتج أو مخرج يبحث عن بطلة لفيلم مثل «شورت وفانلة وكاب»، فالشرط الأول الواجب توافره فيها ان تكون جميلة، ولكن هل من المعقول ان المخرج كان سيوافق على ادائي الدور اذا شعر بأنني لست مناسبة له، فمعظم الممثلات يجذبن الانتباه اليهن في البداية بجمالهن ثم تجيء الموهبة التي تؤهلهن للاستمرار، واعتقد ان هذا ما حدث معي.