المكسيكية سلمى حايك بذلت كثيرا لتعود مكسيكية

TT

بعد رحلة انتقلت بها سلمى حايك من وجه مكسيكي أليف ومحبوب في التلفزيون، الى ممثلة واعدة سينمائيا في أفلام هوليوودية، تعود الممثلة الى شخصيتها السابقة في فيلمها الجديد «فريدا كالو». القصة التي خلف الفيلم لا تقل إثارة عن تلك التي أمام الكاميرا.

بيننا، لم يكن مشوار سلمى حايك ماضيا بأي اتجاه مثمر. نعم محبوبة ومعروفة وموهوبة، لكن كل ذلك ليس فريدا في هوليوود حيث الكثيرات من النمط الواحد. ونمط سلمى حايك، ببشرتها الزيتية وبشعرها الأسود، ليس فريدا، بل أن الممثلة التي جاء والدها من لبنان لينجبها من زوجة مكسيكية، تعاني من معضلة قلما ساعدت ممثلات غيرها: قصر قامتها.

ولدت قبل 32 سنة في المكسيك وترعرعت عاشقة للتمثيل. شوهدت خارج إطار المسلسلات الميلودرامية التلفزيونية في فيلم «دسبيرادو» و«من الغسق الى الفجر»، وهما فيلمان من خارج هوليوود لعبتهما لحساب روبرت رودريغيز الذي وقف لاحقا وراء «سباي كيدز» والجزء الثاني منه المعروض حاليا. حين خطت سلمى داخل المؤسسة السينمائية ظهرت في «تايم كود» و«وايلد وايلد وست» من دون أن تترك أثرا يساعدها او يجعل هوليوود تطلبها لما هو أفضل من هذين العملين العابرين. هنا أدركت سلمى حايك أن عليها أن تبحث عن الدور القوي والفيلم الجيد بنفسها. وكانت سيرة حياة الرسّامة المكسيكية فريدا كالو تشغل بالها، وازداد يقينها أن سيرة حياتها تلك هي أفضل ما تستطيع العمل عليه اذا ما أرادت الانتقال الى مصاف نوعي جديد.

المشكلة هي أن الممثلة اللاتينية الأخرى (الأكثر شهرة ونجاحا) جنيفر لوبيز، كانت وضعت ايضا عينها على ذلك الدور. ومع أن سلمى أعلنت قبل غيرها رغبتها في التصدي لهذا الدور الصعب، الا أن جنيفر لوبيز مضت قدما في مشروعها، والى حين بدت أنها ستسبق سلمى حايك على اقتباس الفيلم وتضعها في خانة حرجة. فالممثلة التي ستفوز بقصب السبق هي الوحيدة التي ستلعب الدور. لن يكون المجال متاحا لفيلمين متنافسين عن شخصية واحدة شبه معروفة بين مشاهدي اليوم.

ولبعض الوقت بدا أن جنيفر هي التي ستفوز فعلا بالفيلم، لكن سلمى العنيدة واصلت الضغط على شركة ميراماكس للاستعجال بمشروع بدت الشركة مترددة فيه. وهذا الضغط أثمر عن نجاح، فدارت كاميرا هذا الفيلم وصمتت كاميرا الفيلم الآخر تماما.

ولكي تضمن سلمى حايك نتيجة فنية عالية جلبت المخرجة المسرحية جوليا تايمور التي أبدعت في فيلمها الأول قبل ثلاثة أعوام وعنوانه «تايروس». كما أن سلمى قامت بدور المنتج المنفذ قابضة على بضعة قرارات وخيارات فنية من بينها الاستعانة ببعض اصدقائها وصديقاتها من باب التأييد لقاء زرعهم في أدوار صغيرة.. نلحظ عبور انطونيو بانديراس في دور رسّام سكير، ونلحظ وجود أشلي جد في دور الزوجة السابقة للرجل الذي ستتزوّج فريدا منه (يقوم به ممثل رائع هو ألفرد مولينا)، واذا أمعنت قليلا ستكتشف أن الممثل اد نورتون من بين الموجودين في هذا العمل. كذلك يتقدم جيفري راش لدور تروتسكي ولو أن الممثل الحائز الأوسكار لن يبدو مألوفا بلحية صغيرة وتحت نظارات طبية سميكة.

الفيلم يبدو كما لو أنه تكلف 25 ـ 30 مليون دولار، لكن الحقيقة هي أن ميزانيته لم تزد (قبل الترويج والإعلانات) عن 15 مليون دولار. وهذا كان ممكنا بالاعتماد على حماس هؤلاء الممثلين الذين قبلوا لعب أدوار مساندة صغيرة مقابل مبالغ رمزية.